تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل

أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م)

_________________________________

سورة الرحمن

سورة الرحمن جل وعلا وهى ست وسبعون آية بسم اللّه الرحم الرحيم

_________________________________

الرحمن

٢

علم القرآن

٣

{خلق الإنسان} اى الجنس أو آدم أو محمدا عليهما السلام

٤

{علمه البيان} عدد اللّه عز وجل آلاءه فاراد ان يقدم اول شىء ما هو اسبق قدما من ضروب آلائه وصنوف نعمائه وهى نعمة الدين فقدم من عمة الدين ما هو سنام في اعلى مراتبها واقصى مراتبها وهو انعامه بالقرآن وتنزيله وتعليمه لانه اعم وحى اللّه رتبة واعلاه منزلة واحسنه في ابواب الدين اثر وهو سنام الكتب السماوية ومصداقا والعيار عليها واخر ذكر خلق الانسان عن ذكره ثم اتبعه

إباه ليعلم انه انما خلقه الدين وليحيط علما بوحيه وكتبه وقدم ما خلق الانسان من اجله عليه ثم ذكر ما تميز به من سائر الحيوان من البيان وهو المنطق الفصيح العرب عما في الضمير والرحمن مبتدا وهذه الافعال مع ضمائرها اخبار مترادفة واخلاؤها من العاطف لمجيئها على نمط التعديد كما تقول زيد اغناك بعد فقر اعزك بعد ذك كثرك بعد قلة فع بك مالم يفعل احد بأحد فما تنكر من احسانه

٥

{الشمس والقمر بحسبان} بحساب معلوم وتقدير سوى يجريان في بروجهما ومنازلهما وفى ذلك منافع للناس منها علم السنين والحساب

٦

{والنجم} النبات الذى ينجم من الارض لا ساق له كالبقول

{والشجر} الذى له ساق وقيل النجم السماء

{يسجدان} ينقادان للّه تعالى فيما خلفا له تشبيها بالساجد من المكلفين في انقياده واتصلت هاتان الجملتان بالرحمن بالوصل المعنوى لما علم ان الحسبان حسبانه والسجود له لا لغيره كانه قيل الشمس والقمر بحسبانه والنجم والشجر يسجدان له ولم يذكر العاطف في الجمل الاول ثم جىء به بعد لان الاول وردت على سبيل التعداد تبكيتا لمن انكر لأءه كما يبكت منكر ايادى المنعم لعيه من الناس بتعديدها عليه في المثال المذكور ثم رد الكلام الى منهاجه بعد التبكيت في وصل ما يجب وله للتناسب والتقارب بالعطف وبيان التناسب ان الشمس والقمر سماويان والنجم والشجر ارضيان فبين القبيلين تناسب من حيث التقابل وان السماء والارض لا تزالان تذكر ان قرنيتن وان تجرى الشمس والقمر بحسبان من جنس الانقياد لامر اللّه فهو مناسب لسجود النجم ولاشجر

٧

{والسماء رفعها} خلقها مرفوعة ومسموكة حيث جعلها منشأ احكامه ومصدر قضاياه ومسكن ملائكته الذين يهبطون بالوحى على انبيئه ونبه بذلك على كبرياء شأنه وملكه وسلطانه

{ووضع الميزان} اى كل ما توزن به الاشياء تعرف مقاديرها من ميزان وقرسطون ومكيال ومقياس اى خلفه موضوعا على الارض حيث علق به احكام المفسرة

٨

{ألاّ تطغوا في الميزان} لئلا تطغوا أو هى ان المفسرة

٩

{وأقيموا الوزن بالقسط} وقوموا وزنكم بالعدل

{ولا تخسروا الميزان} ولا تنقصوه امر بالتسوية ونهى عن الطغيل الذى هو اعتداء وزيادة عن الخسران الذى هو تطفيف ونقصان وكرر لفظ الميزان تشديدا للتوصية به وتقوية للامر باستعماله والحث عليه

١٠

{والأرض وضعها} خفضها مدحورة على الماء

{للأنام} للخلق وهو كل ما على ظهر الارض من دابة وعن الحسن الانس والجن فهى كالمهاد لهم يتصرفون فوقها

١١

{فيها فاكهة} ضروب مما يتفكه به

{والنخل ذات الأكمام} هى اوعية التمر الواحد كم بكسر الكاف أو كل ما يكم اى يغطى من ليفه وسعفه وكفره وكله منتفع به كماينتفع بالكوم من ثمره وجمارة وجذوعة

١٢

{والحب ذو العصف} هو ورق الزرع أو التين

{والريحان} الرزق وهو اللب اراد فيها ما يتلذذ به من الفواكه والجامع بين التلذذ والتغذى وهو تمر النخال وما يتغذى به وهو الحب والريحان بالجر حمزة وعل اى والحب ذو العصف الذى هو علف الانعام والريحان الذى هو مطعم الانام والرفع على وذو الريحان فحذف المضاف واقيم المضاف اليه مقامه وقيل معناه وفيها الريحان الذى يشم والحب ذو العصف والريحان شامى اى وخلق الحب والريحان أو واخص الحب والريحان

١٣

{فبأي آلاء} اى النعم مما عدد من اول السورة جمع الى والى

{ربكما تكذبان} الخطاب للثقلين بدلالة الانام عليهما

١٤

{خلق الإنسان من صلصال} طين يابس له صلصلة

{كالفخار} اى الطين المطبوخ بالنار وهو الحذف ولا اختلاف في هذا وفى قوله من حما مسنون * من طين لازب * من تراب لا تفاقها معنى لانه يفيد انه خلقه من تراب ثم جعله طينا ثم حمأ مسنونا ثم صلصالا

١٥

{وخلق الجان} ابا الجن قيل هو ابليس

{من مارج} هو اللّهب الصافى الذى لا دخان فيه وقيل المختلط بسواد النار من مرج الشىء اذا اضطرب واختلط

{من نار} هو بيان لمارج كأنه قيل من صاف من نار أو مختلط من نار أو اراد من نار مخصوصة كقوله فانذرتكم نارا تلظى

١٦

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

١٧

رب المشرقين ورب المغربين} اراد مشرقى الشمس في الصيف والشتاء ومغربيهما

١٨

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

١٩

مرج البحرين يلتقيان} اى ارسل البحر الملح والبحر العذب متجاورين متلاقيين لا فصل بين الماءين في مرأى العين

٢٠

{بينهما برزخ} حاجز من قدرة اللّه تعالى

{لا يبغيان} لا يتجاوزان حديهما ولا يبغى احدهما على الاخر بالممازجة

٢١

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٢٢

يخرج} يخرج مدنى وبصرى

{منهما اللؤلؤ} بلاهمز ابو بكر ويزيد وهو كبار الدر

{والمرجان} صغاره وانما قال منهما كما يقال يخرجان من الملح لانهما لما القيا وصارا كالشىء الواحد جاز ان يقال يخرجان منهمخا كما يقال يخرجان من البحر ولا يخرجان من جميع البحر ولكنمن بعضه وتقول خرجت من البلد وانما خرجت محلة من محلة وقيل لا يخرجان الا من ملتقى الملح والعذاب

٢٣

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}

٢٤

{وله} وللّه

{الجوار} اسفن تجمع جارية قال الزجاج الوقف عليهما بالياء والاختيار وصلها وان وقف عليها واقف بغيرياء فذا جائز على بعد ولكن يروم الكسر في الراء ليدل على حذف الياء

{المنشآت} المرفوعات الشرع

{في البحر كالأعلام} المنشآت بكسر الشين حمزة وحيى الرافعات التسرع أو اللاتى ينشئن الامواج بجريهن

{في البحر كالأعلام} جمع علم وهو الجبل الطويل

٢٥

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٢٦

{كل من عليها} علىالارض

{فان}

٢٧

{ويبقى وجه ربك} ذاته

{ذو الجلال} ذو العظمة والسلطان وهو صفة الوجه

{والإكرام} بالتجاوز والاحسان وهذه الصفة من عظيم صفات اللّه وفى الحديث: الظوا بياذا الجلال ولاكرام. وروى انه عليه السلام مر برجل وهو يصلى ويقول ياذا الجلال والاكرام فقال: قد استجيب لك

٢٨

{فبأي آلاء ربكما تكذبان} والنعمة في الفناء باعتبار ان المؤمنين به يصلون الى النعيم السرمد وقال يحيى بن معاذ حبذا الموت فهو الذى يقرب الحبيب الى الحبيب

٢٩

{يسأله من في السماوات والأرض} وقف عليها نافع كل من اهل السموات والارض مفتقرون اليه فيسأله اهل السموات ما يتعلق بذنبهم واهل الارض ما يتعلق بدينهم ودنياهم وينتصب

{كل يوم} ظرفا بما دل عليه

{هو في شأن} اى كل وقت وحين يحدث امورا ويجدد احوالاً كما روى انه عليه عليه السلام تلاها فقيل له وماذلك الشان فقال من شانه ان يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما يضع اخرين وعن ابن عبينه الدهر عند اللّه يومان احدهما اليوم الذى هم مدة الدنيا فشانه فيه الامر والنهى والاحياء والامانة والاعطاء والمنع والاخر يوم القيامة فشانه فيه الجزاء والحساب وقبل نزلت في اليهود حين قالواان اللّه لا يقضى يوم السبت شأناً و سأل بعض الملوك وزيره عن الآية فاستمهله الى الغذ وذهب كئيبا يفكر فيها فقال غلام له اسود يا مولاى اخبرنى ما اصابك لعل اللّه يسهل لك على يدى فاخبره فقال انا افسرها للملك فاعلمه فقال اياه الملك شان اللّه انه يولج الليل في النار ويولج النهار وفي الليل ويخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ويشفى سقيما ويسقم سليما ويسقم سليما ويبتلى معافا ويعافى مبتلى ويعز ذليلا ويذل عزيزا ويفقر غنيا ويغنى فقيرا فقال الامير أحسنت وأمر الوزير أن يخلع عليه ثياب الوزارة فقال يا مولى هذا من شان اللّه وقيل سوق المقادير الى المواقيت وقيل ان عبداللّه بن طاهر دعا الحسين بن افضل وقال له اشكلت على ثلاث آيات دعوتك لتكشفها الى قوله فاصبح من النادمين وقد صح ان الندم توبة وقوله كل يوم هو في شان وقد صح ان القلم جف بما هو كائن الى يوم القيامة وقوله وان ليس اللانسان الا ماسعى فما بال الاضعاف فقال الحسين يجوز ان لا يكون الندم توبة في تلك الامة وقيل ان ندم قابيل لم يكن على قتل هابيل ولكن على حمله وذا قيل وان ليس للانسان الا ما سعى مخصوص يقوم ابراهيم وموسى عليهما السلام ما قوله كل يوم هو في شان فانا لا شؤن يبد بها لشؤن يبتديها فقام عبداللّه وقبل راسه وسوغ خراجه

٣٠

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٣١

سنفرغ لكم} مستار من قول الرجل لمن يتهدده سافرغ لك يريد ساتجرد للايقاع بك من

كل ما يشغلنى عنه والمراد التوفر على النكاية فيه والانتقام منه ويجوز ان يراد ستنتهى الدنيا وتبلغ اخرها وتنتهى عند ذلك شؤن الخلق التى ارادها بقوله كل يوم هو في شان فلا يبقى الا شان واحد وهو جزاؤكم فجعل ذلك فراغا لهم على طريق المثل سيفرغ حمزة وعلى اى اللّه تعالى

{أيها الثقلان} الانس والجن سميا بذلك لانهما ثقلا لارض

٣٢

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٣٣

يا معشر الجن والإنس} هو كالترجمة لقوله ايها الثقلان

{إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا} لا تقدرون على النفوذ

{إلا بسلطان} بقوة وقهر وغلبة وانى لكم ذلك وقيل دلهم على العجز عن قوتهم للحساب غدا بالعجز عن نفوذ الاقطار اليوم وقيل يقال لهم هذا يوم القيامة حين تحدق بهم الملائكة فاذ رآهم الجن والانس هربوا فلا ياتون وجها الا وجدوا الملائكة واحتاطت به

٣٤

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٣٥

يرسل عليكما شواظ من نار} وبكسر الشين مكى وكلاهما الهب الخالص

{ونحاس} اى دخان ونحاس مكى وابو مروا فالرفع عطف على شواظ ولاجر على نار والمعنى اذا خرجتم من قبوركم يرسل عليكما لهب خاص منانار ودخان يسوقكم الى المحشر

{فلا تنتصران} فلا تمنعان منهما

٣٦

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٣٧

فإذا انشقت السماء} انفك بعضها من بعض لقيام الساعة

{فكانت وردة} فصارت كلون الورد الاحمر وقيل اصل لون السماء الحمرةو ولكن من بعدها ترى زراء

{كالدهان} كجدهن الزيت كما قال كالمهل وهو دردى الزيت وهو جمع دهن وقيل الاديم الاحمر

٣٨

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٣٩

فيومئذ} اى فيوم تنشق السماء

{لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} اى ولا جن فوضع الجان الذى هو ابو الجن موضع الجن كما يقال هاشم ويراد ولده والتقدير لا يسئل انس ولا جان عن ذنبه والتوفيق بين هذه الآية وبين قوله وفوربك لنسألنهم اجمعين * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ [الصافات:٢٤] أن ذلك يوم طويل وفيه مواطن فيسألون في موطن ولا يسألون في آخر. وقال قتادة: قد كانت مسئلة ثم ختم على أفواه القوم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. وقيل: لا يسئل عن ذنبه ليعلم من جهته ولكن يسئل للتوبيخ.

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٤١

يعرف المجرمون}

{بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام} {بسيماهم} بسواد وجوههم وزرقة عيونهم

{فيؤخذ بالنواصي والأقدام} اى يؤخذ تارة بالنواصى وتارة بالاقدام

٤٢

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٤٣

هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون

٤٤

يطوفون بينها وبين حميم آن} ماء حار قد انتهى جزره اى يعاقب عليهم بين التصليه بالنار وبين شرب الحميم

٤٥

{فبأي آلاء ربكما تكذبان} والنعمة في هذا نجاة الناجى منه بفضله ورحمته وما فى الانذار به من التنبيه

٤٦

{ولمن خاف مقام ربه} موقفه المدى يقف فيه العباد للحساب يوم القيامه فترك المعاصى ا فأدى الفرائض وقيل هو مفحم كقوله ونفيت عنه مقام الذئب اى نفيت عنه الذئب

{جنتان} جنة الانس وجنة الجن لان اخطاب للثقلين وكانه قيل لكل خائفنين منما جنتان جنة للخائف الانسى وجنة للخائف الجنى

٤٧

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٤٨

ذواتا أفنان} أغصان جمع فن وخص الافنان لانها هى التى تورق وتثمر فمنهاتمتد الظلال ومنها تجتنى الثمار أو الوان جمع فن اى له فيها ما تشتهى الانفس وتلذ الاعين قال

ومن كل افنان اللذاذة والصبا  لهوت به والعيش اخضر ناضر

٤٩

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٥٠

{فيهما} فى الجنتين

{عينان تجريان} حيث شاءوا لا فى الاعلى والاسافل وعن الحسن تجريان بالما الزلال احداهما التسنيم والاخرى السسلسبيل

٥١

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٥٢

فيهما من كل فاكهة زوجان} صنفان صنف معروف وصنف غريب

٥٣

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}

٥٤

{متكئين} نصب على المدح للخائفين أو حال منهم لأن من خاف في معنى الجمع

{على فرش} جمع فراش

{بطائنها} جمع بطانة

{من إستبرق} ديباج ثخين وهو معرب قيل ظهائرها من سندس وقيل لا يعلمها إلا اللّه

{وجنى الجنتين دان} وثمرها قريب يناله القائم والقاعد والمتكيء

٥٥

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٥٦

فيهن} فى الجنتين لاشتمالهما على اماكن وقصور ومجالس اوفى هذه الآلاء المعدودة من الجنتين ولاعينين والفاكهة والفرش والجنى

{قاصرات الطرف} نساء قصرن ابصارهمن على ازواجهن لا ينظزرن الى غيره

{لم يطمثهن} بكسر الميم الدورى وعلى بضم الميم والطمث الجماع بالندمية

{إنس قبلهم ولا جان} وهذا دليل على ان الجن يمطثون كما يطمث الانس

٥٧

{فبأي آلاء ربكما تكذبان}

٥٨

{كأنهن الياقوت} صفاء

{والمرجان} بياضا فهو وابيض من اللؤلؤ

٥٩

فبأى آلاء ربكما تكذبن

٦٠

{هل جزاء الإحسان} في العمل

{إلا الإحسان} في الثواب وقيل ما جزاء من قال لا اله الا اللّه إلا الجنة وعن ابراهيم الخواص فيه هل جزاء الاسلام إلا دار السلام

٦١

{فبأي آلاء ربكما تكذبان ومن

٦٢

دونهما} ومن دون تبينك الجنتين الموعودتين للمقربين

{جنتان} لمن دونهم من اصحاب اليمين

٦٣

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٦٤

مدهامتان} سوداوان من شدة الخضرة قال الخليل الدهمة السواد

٦٥

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٦٦

فيهما عينان نضاختان} فوراتان بالماء لاتنقعطان

٦٧

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٦٨

فيهما فاكهة} الوان الفواكه

{ونخل ورمان} والرمان والتمر ليسا من الفواكه عند ابى حيفة رضى اللّه تعالى عنه للعطف ولان التمر فاكهة وغذاء والرمان فاكهة ودواء فلم يخلصا للتفكه وهما قالا انما عطفا على الفاكهة لفضلهما كأنهما حنسن آخران لما لهما من المزيه كقوله وجبريل وميكال

٦٩

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٧٠

فيهن خيرات حسان} اى خيرات فخففت وقرىء خيرات على الاصل والمعنى فاضلات الاخلاق حسن الخلق

٧١

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٧٢

حور مقصورات في الخيام} اى مخدرات يقال امرأة قصيرة ومقصورة اى مخدرة قيل الخيام من لادر المجوف

٧٣

{فبأي آلاء ربكما تكذبان

٧٤

لم يطمثهن إنس قبلهم} قبل اصحاب الجنتين ودل عليهم ذكر الجنتين

{ولا جان

٧٥

فبأي آلاء ربكما تكذبان

٧٦

متكئين} نصب على الاختصاص

{على رفرف} هو كل ثوب عريض وقيل الوسائد

{خضر وعبقري حسان} ديباد أو طنافس

٧٧

{فبأي آلاء ربكما تكذبان} وانما تقاصرت صفات هاتين الجنتين عن الاولين حتى قيل ومن دونهما لان مدهامتان دون دذاتا افنان ونضاختان دون تجريان وفاكهة دون كل فاكهة وكذلك سفة الحور ولامتكأ

٧٨

{تبارك اسم ربك ذي الجلال} ذى العظمة ذو الجال شامى صفة للاسم

{والإكرام} لاوليائه بالانعام روى جابر ان النبى صلى اللّه عليه وسلم قرأ سورة الرحمن فقال: مالى اراكم سكوتا الجن كانوا احسن منكم ردا ما ايمت على قول اللّه فبأى آلاء ربكما تكذبان الا قالوا ولا بشىء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ولك الشكر وكررت هذه الآية في هذه السورة احدى وثلاثين مرة ذكر ثمانية منها عقب ايات فيها تعداد عجائب خلق اللّه وبدائع صنعه ومبدا الخلق ومعادهم ثم سبعة منها عقب ايات فيها ذكر انار وشدائدها على عدد ابواب جهنم وبعد هذه السبعة ثمانية في وصف الجنتين واهلهما على عدد ابواب لاجنة وثمانيةاخرى بعدها للجنتين اللتين دونهما فمن اعتقد الثمانية الاولى وعمل بموجبها فتحت له ابواب الجنة واغلقت عنه ابواب جهنم نعوذ باللّه منها واللّه اعلم

﴿ ٠