تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل

أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م)

_________________________________

سورة الحديد

سورة الحديد مكية وهي تسع وعشرون آية بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

{سبح للّه} جاء في بعض الفواتح سبح بلفظ الماضي وفي بعضها بلفظ المضارع وفي بني اسرائيل بلفظ المصدر وفي الأعلى بلفظ الأمر استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها هي أربع المصدر والماضي والمضارع والأمر وهذا الفعل قد عدى باللام تارة وبنفسه أخرى في قوله وتسبحوه وأصله التعدي بنفسه لأن معنى سبحته بعدته من السوء منقول من سبح إذ ذهب وبعد فاللام إما

أن تكون مثل اللام في نصحته ونصحت له واما ان يراد بسبح اللّه اكتسب التسبيح لأجل اللّه ولوجهه خالصا

{ما في السماوات والأرض} ما يتأتى منه التسبيح ويصح

{وهو العزيز} المنتقم من مكلف لم يسبح له عنادا

{الحكيم} في مجازاة من سبح له انقيادا

﴿ ١