تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة المدثر سورة المدثر صلى اللّه عليه وسلم مكية وهي ست وخمسون آية بسم اللّه الرحمن الرحيم روى جابر ان النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: كنت على جبل حراء فنؤديت يا محمد إنك رسول اللّه فنظرت عن يمني ويساري فلم أر شيئا فنظرت إلى فوقي فإذا هو قاعد على عرش بين السماء والارض يعني الملك الذي ناداه فرعبت ورجعت إلى خديجة فقلت دثروني دثروني فدثرته خديجة فجاء جبريل وقرأ _________________________________ {يا أيها المدثر} أي المتلفف بثيابه من الدثار وهو كل ما كان من الثياب فوق الشعار الثوب الذي يلي الجسد وأصله المتدثر فأدغم ٢{قم} من مضجعك أو قيام عزم وتصميم {فأنذر} فحذر قومك من عذاب اللّه إن لم يؤمنوا أو فافعل الانذار من غير تخصيص له بأحد وقيل سمع من قريش كما كرهه فاغتم فتغطى بثوبه مفكرا كما يفعل المغموم فقيل له يا أيها الصارف أذى الكفار عن نفسك بالدثار قم فاشتغل بالانذار وإن آذاك الفجار ٣{وربك فكبر} واختص ربك بالتكبير وهو التعظيم أي لا يكبر في عينك غيره وقل عندما يعروك من غير اللّه أكبر وروى أنه لما نزل قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: اللّه أكبر فكبرت خديجة وفرحت وأيقنت أنه الوحي وقد يحمل على تكبير الصلاة ودخلت الفاء بمعنى الشرط كانه قيل وما كان فلا تدع تكبيره ٤{وثيابك فطهر} بالماء عن النجاسة لأن الصلاة لا تصح إلا بها وهي الأولى في غيره مصلاة أو فقصر مخالفة للعرب في تطويلهم الثياب وجرهم الذيول إذ لا يؤمن معه إصابة النجاسة أو طهر نفسك مما يستقذر من الأفعال يقال فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بالنقاء من المعايب وفلان دنس الثياب للغادر ولأن من طهر باطنه يطهر ظاهره ظاهر ٥{والرجز} بضم الراء يعقوب وسهل وحفص وغيرهم بالكسر العذاب والمراد ما يؤدي إليه {فاهجر} أي اثبت عل هجره لانه كان بريئا منه ٦{ولا تمنن تستكثر} بالرفع وهو منصوب المحل على الحال أى لا تعط مستكثرا رائيا لما تعطيه كثيرا أو طالبا أكثر مما أعطيت فإنك مأمور بأجل الأخلاق وأشرف الآداب وهو من من عليه إذا أنعم عليه وقرأ الحسن تستكثر بالسكون جوابا للنهي ٧{ولربك فاصبر} ولوجه اللّه فاستعمل الصبر على أوامره ونواهيه وكل مصبور عليه ومصبور عنه ٨{فإذا نقر في الناقور} نفخ في الصور وهي النفخة الأولى وقيل الثانية ٩{فذلك} إشارة إلى وقت النقر وهو مبتدأ {يومئذ} مرفوع المحل بدل من ذلك {يوم عسير} خبر كانه قيل فيوم النقر يوم عسير والفاء في فإذا للتسبيب وفي فذلك للجزاء كانه قيل اصبر على أذاهم فبين أيديهم يوم عسير يلقون فيه عاقبة أذاهم وتلقى عاقبة صبرك عليه والعامل في فإذا ما دل عليها الجزاء أي فإذا نقر في الناقور عسر الامر ١٠{على الكافرين غير يسير} وأكد بقوله غير يسير ليؤذن بأنه يسير على المؤمنين أو عسير لا يرجى أن يرجع يسيرا كما يرجى تيسير العسير من أمور الدنيا ١١{ذرني ومن خلقت} أي كله إلى عيني الوليد بن المغيرة وكان يلقب في قومه بالوحيد ومن خلقت معطوف أو مفعول معه {وحيدا} حال من الياء في ذرني أي اترني وحدي معه فإني أكفيك أمره أو من التاء في خلقت أي خلقته وحدي لم يشركني في خلقه أحدا ومن الهاء المحذوفة أو من أي خلقته منفردا بلا أهل ولا مال ثم انعمت عليه ١٢{وجعلت له مالا ممدودا} مبسوطا كثيرا أو ممدودا بالنماء وكان له الزرع والضرع والتجارة وعن مجاهد كان له مائة ألف دينار وعنه أن له أرضا بالطائف لا ينقطع ثمرها ١٣{وبنين شهودا} حضورا معه بمكة لغناهم عن السفر وكانوا عشرة أسلم منهم خالد وهشام وعمارة ١٤{ومهدت له تمهيدا} وبسطت له الجاه والرياسة فأتممت عليه نعمتي الجاه والمال واجتماعهما هو الكمال عند أهل الدنيا ١٥{ثم يطمع أن أزيد} أن أدخله الجنة فاوتيه مالا وولدا كما قال لأوتين مالا وولدا ١٦{كلا} ردع له وقطع لرجائه أي لا يجمع له بعد اليوم بين الكفر والمزيد من النعم فلم يزل بعد نزول الآية في نقصان من المال والجاه حتى هلك {إنه كان لآياتنا عنيدا} معاندا جاحدا وهو تعليل الردع على وجه الاستئناف كان قائلا قال لما لا يزال فقيل إنه جحد آيات المنعم وكفر بذلك نعمته والمكافر لا يستحق المزيد ١٧{سأرهقه} سأغشيه {صعودا} عقبة شاقة المصعد وفي الحديث: الصعود جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوى فيه كذلك أبدا ١٨{إنه فكر} تعليل للوعيد كان اللّه تعالى عاجله بالفقر والذل بعد الغنى والعز لعناده ويعاقبه في الآخرة بأشد العذاب لبلوغه بالعناد غايته وتسميته القرآن سحرا يعني أنه فكر ماذا يقول في القرآن {وقدر} في نفسه ما يقوله وهيأه ١٩{فقتل} لعن {كيف قدر} تعجيب من تقديره ٢٠{ثم قتل كيف قدر} كرر للتأكيد وثم يشعر بأن الدعاء الثاني أبلغ من الأول ٢١{ثم نظر} في وجوه الناس أو فيما قدر ٢٢{ثم عبس} قطب وجهه {وبسر} زاد في النقيض والكلوح ٢٣{ثم أدبر} عن الحق {واستكبر} عنه أو عن مقامه وفي مقاله ثم نظر عطف على فكر وقدر والدعاء اعتراض بينهما وايراد ثم المعطوفات لبيان أن بين الأفعال المعطوفة تراخيا ٢٤{فقال إن هذا} ما هذا {إلا سحر يؤثر} يروى عن السحرى روى أن الوليد قال لبني مخزوم واللّه لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اعلاه لمثمر وأن أسفله لمغدق وانه يعلوا ولا يعلى فقالت قريش صبأ واللّه الوليد فقال أبو جهل وهو ابن أخيه أنا أكفيكموه فقعد إليه حزينا وكلمه بما أحماه فقام الوليد فأتاهم فقال تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يخنق وتقولون انه كاهن فهل رأيتموه قط يتكهن وتزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط وتزعمون أنه كذب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب فقالوا في كل ذلك اللّهم لا ثم قالوا فما هو ففكر فقال ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه وما الذي يقوله إلا سحر يؤثر عن مسيلمة وأهل بابل فارتج النادي فرحا وتفرقوا متعجبين منه وذكر الفاء دليل على أن هذه الكلمة لما خطرت بباله نطق بها من غير تلبث ٢٥{إن هذا إلا قول البشر} ولم يدكر العاطف بين هاتين الجملتين لأن الثانية جرت مجرى التوكيد للأولى ٢٦{سأصليه} سأدخله بدل من سأرهقه سعودا {سقر} علم لجنهم ولم ينصرف للتعريف والتأنيث ٢٧{وما أدراك ما سقر} تهويل لشأنها ٢٨{لا تبقي} أي هي لا تبقي لحما {ولا تذر} عظما أو تبقي شيئا يبقي فيها إلا أهلكته ولا تذره ها لكابل يعود كما كان ٢٩{لواحة} خبر مبتدأ محذوف أي هي لواحة {للبشر} جمع بشرة وهي ظاهر الجلدي أي مسودة للجلود ومحرقة لها ٣٠{عليها} على سقر {تسعة عشر} أي يلي أمرها تسعة عشر ملكا عند الجمهور وقيل صنفا من الملائكة وقيل صفا وقيل نقيبا
٣١{وما جعلنا أصحاب النار} أي خزنتها {إلا ملائكة} لانهم خلاف جنس المعذبين فلا تأخذهم الرأفة والرقة لأنهم أشد الخق بأسا فللواحد منهم قوة الثقلين {وما جعلنا عدتهم} تسعة عشر {إلا فتنة} أي ابتلاء واختيارا {للذين كفروا} حتى قال أبو جهل لما نزلت وكان شديد البطش أنا أكفيكم سبعة عشر فاكفوني أنتم اثنين فنزلت وما جعلنا اصحاب النار إلا ملائكة أي وما جعلناهم رجالا من جنسكم يطاقون وقالوا في تخصيص الخزنة بهذا العدد مع انه لا يطلب في الاعداد العلل ان ستة منهم يقودون الكفرة إلى النار وستة يسوقونهم وستة يضربونهم بمقامع الحديد والآخر خازن جهنم وهومالك وهو الاكبر وقيل في سقر تسعة عشر دركا وقد سلط على كل درك ملك وقيل يعذب فيها بتسعة عشر لونا من العذاب وعلى كل لون ملك موكل وقيل ان جهنم تحفظ بما تحفظ به الارض من الجبال وهي تسعة عشر وكان اصلها مائة وتسعين إلا أن غيرها يشعب عنها {ليستيقن الذين أوتوا الكتاب} لأن عدتهم تسعة عشر في الكتابين فاذا سمعوا بمثلها في القرآن أيقنوا أنه منزل من اللّه {ويزداد الذين آمنوا} بمحمد وهو عطف على ليستيقن {إيمانا} لتصديقهم بذلك كما صدقوا سائر ما أنزل أو يزدادوا يقينا لموافقة كتابهم كتاب أولئك {ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون} هذا عطف أيضا وفيه توكيد للاستيقان وزيادة الايمان إذ الاستيقان وازدياد الايمان دالان على انتفاء الارتياب ثم عطف على ليستيقن أيضا {وليقول الذين في قلوبهم مرض} نفاق {والكافرون} والمشركون فان قلت النفاق ظهر في المدينة والسورة مكية قلت معناه وليقول المنافقون الذين يظهرون في المستقبل بالمدينة بعد الهجرة والكافرون بمكة {ماذا أراد اللّه بهذا مثلا} وهذا أخبار بما سيكون كسائر الاخبارت بالغيوب وذا لا يخالف كون السورة مكية وقيل المراد بالمرض الشك والارتياب لأن أهل مكة كن أكثرهم شاكين ومثلا تمييز لهذا أو حال منه كقوله هذه ناقة اللّه لكم آية ولما كان ذكر العدد في غاية الغرابة وان مثله حقيق بان تسير به الركبان سيرها بالأمثال سمي مثلا والمعنى أي شيء اراد اللّه بهذا العدد العجيب واي معنى اراد في أن جعل الملائكة تسعة عشر لا عشرين وغرضهم انكاره اصلا وانه ليس من عند اللّه وانه لو كان من عند اللّه لما جاء بهذا العدد الناقص {كذلك يضل اللّه من يشاء} الكاف نصب وذلك اشارة إلى ما قبله من معنى الاضلال والهدى أي مثل لتصديقه ورؤية الحكمة في ذلك يضل اللّه من يشاء من عباده وهو الذي علم منه اختيار الضلال {ويهدي من يشاء} وهو الذي علم منه إختيار الاهداء وفيه دليل خلق الأفعال ووصف اللّه بالهداية والإضلال ولما قال أبو جهل لعنه اللّه اما لرب محمد اعوان إلا تسعة عشر نزل {وما يعلم جنود ربك} لفرط كثرتها {إلا هو} فلا يعز عليه تتميم الخزنة عشرين ولكن له في هذا العدد الخاص حكمة لا تعلمونها {وما هي} متصل بوصف سقر وهي ضميرها أي وما سقر وصفتها {إلا ذكرى للبشر} أي تذكرة للبشر أو ضمير الآيات التي ذكرت فيها ٣٢{كلا} انكار بعد ان جعلها ذكرى أن تكون لهم ذكرى لأنهم لا يتذكرون {والقمر} اقسم به لعظم منافعه ٣٣{والليل إذ أدبر} نافع وحفص وحمزة ويعقوب وخلف وغيرهم أدبر ومعناهما ولى وذهب وقيل أدبر ولى ومضى ودبر جاء بعد النهار ٣٤{والصبح إذا أسفر} اضاء وجواب القسم ٣٥{إنها} ان سقر {لإحدى الكبر} هي جمع الكبرى أي لإحدى البلايا أو الدواهي الكبر ومعنى كونها احداهن انها من بينهن واحدة في العظم لا نظيرة لها كما تقول هو احد الرجال وهي احدى النساء ٣٦{نذيرا} تمييز من إحدى أي أنها لإحدى الدواهي انذارا كقولك وهي احدى النساء عفافا وابدل من {للبشر ٣٧لمن شاء منكم} باعادة الجار {أن يتقدم} إلى الخير {أو يتأخر} عنه وعن الزجاج إلى ما أمرو عما نهى ٣٨{كل نفس بما كسبت رهينة} هي ليست بتأنيث رهين في قوله كل امرئ بما كسب رهين لتأنيث النفس لأنه لو قصدت الصفة لقيل رهين لان فعيلا بمعنى مفعول يستوى فيه المذكر والمؤنث وإنما هي اسم بمعنى الرهن كالشتيمة بمعنى الشتم كانه قيل كل نفس بما كسبت رهن والمعنى كل نفس رهن بكسبها عند اللّه غير مفكوك ٣٩{إلا أصحاب اليمين} أي أطفال المسلمين لأنهم لا أعمال لهم يرهنون بها أو إلا المسلمين فانهم فكوا رقابهم بالطاعة كما يخلص الراهن رهنه بأداء الحق ٤٠{في جنات} أي هم في جنات لا يكننه وصفها {يتساءلون ٤١عن المجرمين} يسأل بعضهم بعضا عنهم أو يستاءلون غيرهم عنهم ٤٢{ما سلككم في سقر} أدخلكم فيها ولا يقال لا يطابق قوله ما سلككم وهو سؤال للمجرمين قوله يتساءلون عن المجرمين هو سؤال عنهم وإنما يطابق ذلك لو قيل يتساءلون المجرمين ما سلككم لأن ما سلككم ليس ببيان للتساؤل عنهم وانما هو حكاية قول المسئولين عنهم لأن المسئولين يلقون إلى السائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين فيقولون قلنالهم ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلمين إلا انه اختصر كما هو نهج القرآن وقيل عن زائدة ٤٣{قالوا لم نك من المصلين} أي لم نعتقد فرضيتها ٤٤{ولم نك نطعم المسكين} كما يطعم المسلمون ٤٥{وكنا نخوض مع الخائضين} الخوض الشروع في الباطل أي نقول الباطل والزور في آيات اللّه ٤٦{وكنا نكذب بيوم الدين} الحسب والجزاء ٤٧{حتى أتانا اليقين} الموت ٤٨{فما تنفعهم شفاعة الشافعين} من الملائكة والنبيين والصالحين لأنها للمؤمنين دون الكافرين وفيه دليل ثبوت الشفاعة للمؤمنين في الحديث: أن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من ربيعة ومضر ٤٩{فما لهم عن التذكرة} عن التذكير وهو العظة أي القرآن {معرضين} مولين حال من الضمير نحو مالك قائما ٥٠{كأنهم حمر} أي حمر الوحش حال من الضمير في معرضين {مستنفرة} شديدة النفار كانها تطلب النفار من نفوسها وبفتح الفاء مدني وشامي أي استنفرها غيرها ٥١{فرت من قسورة} حال وقد معها مقدرة والقسورة الرماة أو الأسد فعلة من القسر وهو القهر والغلبة شبهوا في إعراضهم عن القرآن واستماع الذكر محمد جدت في نفارها ٥٢{بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة} قراطيس تنشر وتقرأ وذلك انهم قالوا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لن نتبعك حتى تأتي كل واحد منا يكتب من السماء عنوانها من رب العالمين إلى فلان ابن فلان نؤمن فيها باتباعك ونحوه قوله لن نؤمن لرقيك حتى تنزل عليها كتابا نقرؤه وقيل قالوا ان كان محمد صادقا فليصبح عند رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءته وأمنه من النار ٥٣{كلا} ردع لهم عن تلك الإرادة وزجر عن اقتراح الآيات ثم قال {بل لا يخافون الآخرة} فلذلك اعرضوا عن التذكرة لا لامتناع ايتاء الصحف ٥٤{كلا إنه تذكرة} ردعهم عن اعراضهم عن التذكرة وقال ان القرآن تذكرة بليغة كافية ٥٥{فمن شاء ذكره} أي فمن شاء أن يذكره ولا ينساه فعل فإن ذلك عائد إليه ٥٦{وما يذكرون} وبالتاء نافع ويعقوب {إلا أن يشاء اللّه} إلا وقت مشيئة اللّه أو إلا بمشيئة اللّه {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} في الحديث: هو أهل ان يتقى واهل ان يغفر لمن اتقاه واللّه اعلم |
﴿ ٠ ﴾