تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل

أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م)

_________________________________

سورة الليل

سورة الليل احدى وعشرون آية مكية بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

{والليل إذا يغشى} المغشى اما الشمس من قوله والليل إذا يغشاها أو النهار من قوله يغشى الليل النهار أو كل شئ يواريه بظلامه من قوله إذا وقب

٢

{والنهار إذا تجلى} ظهر بزول ظلمة الليل

٣

{وما خلق الذكر والأنثى} والقادر العظيم القدرة الذى قدر على خلق الذكروالانثى من ماء واحد وجوب القسم

٤

{إن سعيكم لشتى} إن عملكم لمختلف وبيان الاختلاف فيما فصل على أثره

٥

{فأما من أعطى} حقوق ماله

{واتقى} ربه فاجتنب محاربه

٦

{وصدق بالحسنى} ملة الحسنى وهى ملة الاسلام أو بالمثوبة الحسنى وهى الحنة أو بالكلمة وهى لا إله إلا اللّه

٧

{فسنيسره لليسرى} فسنهيث للخلة اليسرى وهى العمل بما يرضاه ربة

٨

{وأما من بخل} بماله

{واستغنى} عن ربه فلم يتقه أ واستغنى بشهوات الدنيا عن نعيم العقبى

٩

{وكذب بالحسنى} بالاسلام أو الجنة

١٠

{فسنيسره للعسرى} للخلة المؤدية إلى النار فتكون الطاعة أعسرشئ عليه واشداو سمى طريقة الخير باليسرى لأن عاقبتها اليسرى وطريقة الشر بالعسرى لأن عاقبتها العسر أو أراد بهما طريقى الجنه والنار

١١

{وما يغني عنه ماله إذا تردى} ولم ينفع ماله إذا هلك وتردى تفعل من الردى وهو الهلاك أ وتردى فى القبر أ وفى قعر جهنم أى سقط

١٢

{إن علينا للّهدى} أن علينا الارشاد إلى الحق بنصب الدلائل وبيان الشرائع

١٣

{وإن لنا للآخرة والأولى} فلا يضرنا ضلال من ضل ولا ينفعنا اهتداء من اهتدى أو أنهما لنا فمن طلبهما من غيرنا فقد أخطأ الطريق

١٤

{فأنذرتكم} خوفتكم

{نارا تلظى} نتلهب

١٥

{لا يصلاها} لا يدخلها للخلود فيها

{إلا الأشقى}

١٦

{الذي كذب وتولى} إلا الكافر الذى كذب الرسل وأعرض عن الإيمان

١٧

{وسيجنبها} وسيبعد منها

{الأتقى} المؤمن

١٨

{الذي يؤتي ماله} للفقراء

{يتزكى} من الزكاة أى يطلب أ ن يكون عند اللّه زاكيا لا يريد به رياء ولا سمعة أو يتفعل من الزكاة ويتزكى إن جعلته بدلا من يؤتى فلا محل له لأنه داخل فى حكم الصلة والصلات لا محل لها وإن جعلته حالا من الضمير فى يؤتى فمحله النصب قال أبو عبيدة الاشقى بمعنى الشقى وهو الكافر والاتقى بمعنى التقى وهو المؤمن لأنه لا يختص بالمصلى أشقى الأشقياء ولا بالنجاة أتقى الاتقياء وان زعمت أنه نكر النار فأراد نارا مخصوصة بالاشقى فما تصنع بقوله وسيجنبها الاتقى لأن الاتقى يجنب تلك النار المخصوصة لا الاتقى منهم خاصة وقيل الآية واردة فى الموازنة بين حالتى عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين فأريد أن يبالغ فى صفتيهما فقيل الأشقى وجعل مختصا بالمصلى كأن النار لم تخلق إلا له وقيل الاتقى وجعل مختصا بالنجاة كأن الحنة لم تخلق إلا له وقيل هما أبو جهل وأبو بكر وفيه بطلان زعم المرجئة لأنهم يقولون لا يدخل النار إلا كافر

١٩

انظر تفسير الآية ٢٠

٢٠

{وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه} أى وما لأحد عند اللّه نعمة يجازية بها إلا أن يفعل فعلا يبتغى به وجه فيجازيه عليه

{الأعلى} هو الرفيع بسلطانه المنيع فى شأنه وبرهانه ولم يرد به العلو من حيث المكان فذا آية الحدثان

٢١

{ولسوف يرضى} موعد بالثواب الذى يرضيه ويقر عينه وهو كقوله تعالى لنبيه عليه السلام ولسوف يعطيك ربك فترضى

﴿ ٠