تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة القدرسورة القدر مكية وقيل مدنية وهى خمس آيات بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} عظم القرآن حيث اسند انزاله إليه دون غيره وجاء بضميره دون اسمه الظاهر للاستغناء عن التنبيه عليه ورفع مقدار الوقت الذى أنزله فيه روى أنه أنزل جملة فى ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم كان ينزله جبريل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى ثلاث عشرين سنة ومعنى ليلة القدر ليلة تقدير الأمور وقضائها والقدر بمعنى التقدير أو سميت بذلك لشرفها على سائر الليالى وهى ليلة السابع والعشرين من رمضان كذا روى أبو حنيفة رحمه اللّه عن عاصم عن ذرأن أبى بن كعب كان يحلف على ليلة القدر أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان وعليه الجمهور ولعل الداعى إلى اخفائها أن يحي من يريدها الليالى الكثيرة طلبا لموافقتها وهذا كاخفاء الصلاة الوسطى واسمه الأعظم وساعة الاجابة فى الجمعة ورضاه فى الطاعات وغضبه فىالمعاصى وفى الحديث: من أدركها يقول اللّهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى ٢{وما أدراك ما ليلة القدر} أ ىولم تبلغ درايتك غابة فضلها ثم بين له ذلك بقوله ٣{ليلة القدر خير من ألف شهر} ليس فيها ليلة القدر وسبب ارتقاء فضلها إلى هذه الغاية ما يوجد فيها من تنزل الملائكة والروح وفصل كل أمر حكيم وذكر فى تخصيص هذه المدة أن النبى عليه السلام ذكر رجلا من بنى إسرائيل فبس السلاح فى سبيل اللّه ألف شهر فعجب المؤمنون من ذلك وتقاصرت إليهم أعمالهم فأعطوا ليلة هى خير من مدة ذلك كالغازى ٤{تنزل الملائكة} إلى السماء الدنيا أو إلى الأرض {والروح} جبريل أو خلق من الملائكةلا تراهم الملائكة إلا تلك الليلة أو الرجمة {فيها بإذن ربهم من كل أمر} أى تنزل من أجل كل أمر قضاه اللّه لتلك السنة إلى قابل وعليه وقف ٥{سلام هي} ما هى إلاسلامة خبر ومبتدأ أى لا يقدر اللّه فيها إلا السلامة والخير ويقتضى فى غيرها بلاء وسلامة أو ما هى الاسلام لكثرة ما يسلمون على المؤمنين قيل لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلموا عليه فى تلك الليلة {حتى مطلع الفجر} أى إلى وقت طلوع الفجر وبكسر اللام على وخلف وقد حرم من السلام الذين كفروا واللّه أعلم |
﴿ ٠ ﴾