تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة البينة سورة البينة مختلف فيها وهى ثمان آيات بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ {لم يكن الذين كفروا} بمحمد صلى اللّه عليه وسلم {من أهل الكتاب} اى اليهود والنصارى وأهل الرجل أخص الناس به وأهل الإسلام من يدين به {والمشركين} عبدة الأصنام {منفكين} منفصلين عن الكفر وحذف لأن صلة الذين تدل عليه {حتى تأتيهم البينة} الحجة الواضحة والمراد محمد صلى اللّه عليه وسلم يقول لم يتركوا كفرهم حتى يبعث محمد صلى اللّه عليه وسلم فلما بعث أسلم بعض وثبت على الكفر بعض ٢{رسول من اللّه} أى محمد عليه السلام وهو بدل من البينة {يتلو} يقرأ عليهم {صحفا} قراطيس {مطهرة} من الباطل ٣{فيها} فى الصحف {كتب} مكتوبات {قيمة} مستقيمة ناطقة بالحق والعدل ٤{وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} فمنهم من أنكر نبوته بغيا وحدا ومنهم من آمن وإثما أفرد أهل الكتاب بعد ما جمع أولا بينهم وبين المشركين لأنهم كانوا على علم به لوجوده فى كتبهم فإذا وصفوا بالتفرق عنه كان من لا كتاب له أدخل فى هذا الوصف ٥{وما أمروا} يعنى فى التوراة والانجيل {إلا ليعبدوا اللّه مخلصين له الدين} من غير شرك ونفاق {حنفاء} مؤمنين بجميع الرسل مائلين عن الأديان الباطلة {ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} أى دين الملة القيمة ٦{إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ٧إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} ونافع بهمزهما والفراء على التخفيف والنبى والبرية مما استمر الاستعمال على تخفيفه ورفض الأصل ٨{جزاؤهم عند ربهم جنات عدن} إقامة {تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي اللّه عنهم} بقبول أعمالهم {ورضوا عنه} بثوابها {ذلك} أى الرضا {لمن خشي ربه} وقوله خير البرية يدل على فضل المؤمنين من البشر على الملائكة لأن البرية الخلق واشتقاقها من برأ اللّه الخلق وقيل اشتقاقها من البرى وهو التراب ولو كان كذلك لما قرءوا البريئة بالهمز كذا قاله الزجاج واللّه أعلم |
﴿ ٠ ﴾