تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة الزلزلة سورة الزلزلة مختلف فيها وهى ثمان آيات بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ {إذا زلزلت الأرض زلزالها} اى حركت زلزالها الشديد الذى ليس بعده زلزال وقرئ بفتح الزاى فالمكسور مصدر والمفتوح اسم ٢{وأخرجت الأرض أثقالها} أى كنوزها وموتاها جمع ثقل وهو متاع البيت جعل ما فى جوفها من الدفائن أثقالا لها ٣{وقال الإنسان ما لها} زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظت ما فى بطنها وذلك عند النفخة الثانية حين تزلزل وتلفظ موتاها أحياء فيقولون ذلك لما يهرهم من الأمر الفظيع كما يقولون: من بعثنا من مرقدنا وقيل هذا قول الكافر لأنه كان لا يؤمن بالبعث فأما المؤمن فيقول: هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ٤{يومئذ} بدل من إذا وناصبها {تحدث} أى تحدث الخلق {أخبارها} فحذف أول المفعولين لأن المقصود ذكر تحديثها الأخبار لا ذكر الخلق قيل ينطقها اللّه وتخبر بما عمل عليها من خير وشروفى الحديث: تشهد على كل واحد بما علم على ظهرها ٥{بأن ربك أوحى لها} أى تحدث أخبارها بسبب ايحاء ربك لها أى إليها وأمره اياها بالتحديث ٦{يومئذ يصدر الناس} يصدرون عن مخارجهم من القبور إلى الموقف {أشتاتا} بيض الوجوه آمنين وسود الوجوه فزعين أو يصدرون عن الموقف أشتاتا يتفرق بهم طريقا الجنة والنار {ليروا أعمالهم} أى جزاء أعمالهم ٧{فمن يعمل مثقال ذرة} نملة ضغيرة {خيرا} تمييز {يره} أى يرى جزاؤه ٨{ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} قيل هذا فى الكفار والأول فى المؤمنين ويروى أن اعرابيا أخر خيرا يره فقيل له فدمت وأخرت فقال خذا بطن هرشي أو قفاها فإنهكلا جانبي هرشي لهن طريق وروى أن جد الفرزدق أتاه عليه السلام ليستقرئه فقرأ عليه هذه الآية فقال حسبى حسبى وهى أحكم آية وسميت الجامعة واللّه أعلم |
﴿ ٠ ﴾