تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة العاديات سورة العاديات مختلف فيها وهى إحدى عشرة آية بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ {والعاديات ضبحا} أقسم بخيل الغزاة تعدو فتضبح والضبح صوت أنفاسها إذا عدن وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما أنه حكماه فقال أح أح وانتصاب ضبحا على يضبحن ضبحا ٢{فالموريات} تورى نار الحباحب وهى ما ينقدح من حوافرها {قدحا} قادحات صاكات بحوافرها الحجارة والقدح الصك والايراء إخراج النار تقول قدح فأورى وقدح فأصلد وانتصب قدحا بما انتصب به ضبحا ٣{فالمغيرات} تغير على العدو {صبحا} فى وقت الصبح ٤{فأثرن به نقعا} فهيجن بذلك الوقت غبارا ٥{فوسطن به} بذلك الوقت {جمعا} من جموع الأعداء ووسطه بمعنى توسطه وقيل الضمير لمكان الغارة أو للعدى الذى دل عليه والعاديات وعطف فأثرن على الفعل الذى وضع اسم الفاعل موضعه لأن المعنى واللاتى عدون فأورين فأغرن فأثرن وجوب القسم ٦{إن الإنسان لربه لكنود} لكفور أى أنه لنعمة ربه خصوصا لشديد الكفران ٧{وإنه} وان الإنسان {على ذلك} على كنوده {لشهيد} يشهد على نفسه أو وأن اللّه على كنوده لشاهد على سبيل الوعيد ٨{وإنه لحب الخير لشديد} وانه لأجل حب المال لبخيل ممسك أو أنه لحب المال لقوى وهو لحب عبادة اللّه ضعيف ٩{أفلا يعلم} الإنسان {إذا بعثر} بعث {ما في القبور} من الموتى وما معنى من ١٠{وحصل ما في الصدور} ميز ما فيها من الخير والشر ١١{إن ربهم بهم يومئذ لخبير} لعالم فيجازيهم على أعمالهم من الخير والشر وخص يومئذ بالذكر وهو عالم بهم فى جميع الأزمان لأن الجزاء يقع يومئذ واللّه أعلم |
﴿ ٠ ﴾