تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل

أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م)

_________________________________

سورة القارعة

سورة القارعة مكية وهي إحدى عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم

_________________________________

{القارعة} مبتدأ

٢

{ما} مبتدأ ثان

{القارعة} خبره والجملة خبر المبتدأ الأول وكان حقه ما هى وإنما كرر تفخما لشأنها

٣

{وما أدراك ما القارعة} أى أى شئ أعلمك ما هى ومن أين علمت ذلك

٤

{يوم} نصب بمضمر دلت عليه القارعة أو تقرع يوم

{يكون الناس كالفراش المبثوث} شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة والتطاير إلى الداعى من كل جانب كما يتطاير الفراش إلى النار وسمى فراشا لتفرشه وانتشاره

٥

{وتكون الجبال كالعهن المنفوش} وشبه الجبال بالعهن وهو الصوف المصبغ ألوانا لأنها ألوان ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وبالمنفوش منه لتفرق أجزائها

٦

{فأما من ثقلت موازينه} باتباعهم الحق وهى جمع موزون وهو العمل الذى له وزن وخطر عند اللّه أو جمع ميزان وثقلها رجحانها

٧

{فهو في عيشة راضية} ذات رضا أو مرضية

٨

{وأما من خفت موازينه} باتباعهم الباطل

٩

{فأمه هاوية} فمسكنه ومأواه النار وقيل للمأوى أم على التشبيه لأن الأم مأوى الولد ومفزعه

١٠

{وما أدراك ما هيه} الضمير يعود إلى هاوية والهاء للسكت ثم فسرها فقال

١١

{نار حامية} بلغت النهاية فى الحرارة واللّه أعلم

﴿ ٠