تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة الهمزة سورة الهمزة مكية وهي تسع آيات بسم الله الرحمن الرحيم _________________________________ {ويل} مبتدأ خبره {لكل همزة} أى الذى يعيب الناس من خلفهم {لمزة} أى من يعيهم مواجهة ويناء فعله يدل على أن ذلك عادةمنه قيل نزلت فى الأخنس بن شريق وكانت عادته الغيبة والوقيعة وقيل فى أمية بن خلف وقيل فى الوليد ويجوز أن يكون السبب خاصا والوعيد عاما ليتناول كل من باشر ذلك القبيح ٢{الذي} بدل من كل أو نصب على الذم {جمع مالا} جمع شامى وحمزة وعلى مبالغة جمع وهو مطابق لقوله {وعدده} أى جعله عدة لحوادث الدهر ٣{يحسب أن ماله أخلده} أى تركه خالدا فى الدنيا لا يموت أو هو تعريض بالعمل الصالح وأنه هو الذى أخلده صاحبه فى النعيم فأما المال فما أخلد أحدا فيه ٤{كلا} ردع له عن حسبانه {لينبذن} أى الذى جمع {في الحطمة} فى النار التى شأنها أن تحطم كل ما يلقى فيها ٥{وما أدراك ما الحطمة} تعجيب وتعظيم ٦{نار اللّه} خبر مبتدأ محذوف أى هى نار اللّه {الموقدة} نعتها ٧{التي تطلع على الأفئدة} يعنى أنها تدخل فى أجوافهم حتى تصل إلى صدورهم وتطلع على أفئدتهم وهى أوساط القلوب ولا شئ فى بدن الإنسان ألطف من الفؤاد ولا أشد تألما منه بأدنى اذى يمسه فكيف إذا طلعت عليه نار جهنم واستولت عليه وقيل خص الأفئدة لأنها مواطن الكفر والعقائد الفاسدة ومعنى اطلاع النار عليها أنها تشتمل عليها ٨{إنها عليهم} أى النار أ والحطمة {مؤصدة} مطبقة ٩{في عمد} بضمتين كوفى غير حفص الباقون فى عمد وهما لغتان فى جمع عماد كاهاب وأهب وحمار وحمر {ممددة} أى توصد عليهم الأبواب وتمدد على الأبواب العمد استيثاقا فى استيثاق فى الحديث: المؤمن كيس فطن وقاف متثبت لا يعجل عالم ورع والمنافق همزة لمزة حطمة كحاطب الليل لا يبالى من اين اكتسب وفيم أتفق واللّه أعلم |
﴿ ٠ ﴾