تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة قريش سورة قريش مكية وهي أربع آيات بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ انظر تفسير الآية ٢ ٢{لإيلاف قريش * لإيلاف قريش} متعلق بقوله فلعبدوا أموهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين ودخلت الفاء لما فى الكلام من معنى الشرط أ ىأن نعم اللّه عليهم لا تحصى فان لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه الواحدة التى هى نعمة ظاهرة أو بما قبله أى فجعلهم كعصف مأكول لا يلاف قريش يعنى ان ذلك الاتلاف لهذا الايلاف وهذا كالتضمين فى الشعر وهو أن يتعلق معنى البيت بالذى قبله تعلقا لا يضح إلا به وهما فى مصحف أبى سورة واحدة بلا فصل ويروى عن الكسائى ترك التسمية بينهما والمعنى أنه اهلك الحبشة الذين قصدوهم ليتسامع الناس بذلك فيحرموهم قضل احترام حتى ينتظم لهم الأمن فى رحلتيهم فلا يجترئ أحد عليهم وقيل المعنى أعجبوا لا يلاف قريش لالاف قريش شامى أى المؤلفة قريش وقيل يقال ألفته ألفا والافا وقريش ولد النضر بن كنانة سموه بتصغير القرش وهو دابة عظيمة فى البحر تعبث بالسفن ولا تطلق إلا بالنار والتصغير للتعظيم فسموه بذلك لشدتهم ومنعتهم تشبيها بها وقيل من القرش وهو الجمع والكسب لأنهم كانوا كسابين بتجاراتهم وضربهم فى البلاد {إيلافهم رحلة الشتاء والصيف} أطلق الايلاف ثم أبدل عنه المقيد بالرحلتين تفخيما لأمر الايلاف وتذكيرا لعظيم النعمة فيه ونصب الرحلة بايلافهم مفعولا به وأراد رحلتى الشتاء والصيف فأفرد لا من الالباس وكانت لقريش رحلتان يرحلون فى الشتاء إلى اليمن وفى الصيف إلى الشام فيتمارون ويتجرون وكانوا فى رحلتيهم آمنين لأنهم أهل حرم اللّه فلا يتعرض لهم وغيرهم يغار عليهم ٣انظر تفسير الآية ٤ ٤{فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} والتنكير فى جوع وخوف لشدتهما يعنى أطعمهم بالرحلتين من جوع شديد كانوا فيه قبلهما وآمنهم من خوف عظيم وهو خوف أصحاب الفيل أو خوف التخطف فى بلدهم ومسايرهم وقيل كانوا قد أصابتهم |
﴿ ٠ ﴾