تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة الكوثر سورة الكوثر مكية وهي ثلاث آيات بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ {إنا أعطيناك الكوثر} هو فوعل من الكثرة وهو المفرط الكثرة وقيل هو نهر في الجنة أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما هو الخير الكثير فقيل له ان ناسا يقولون هو نهر في الجنة فقال هو من الخير الكثير ٢{فصل لربك} فاعبد ربك الذي أعزك باعطائه وشرفك وصانك من منن الخلق مراغما لقومك الذين يعبدون غير اللّه {وانحر} لوجهه وباسمه إذا نحرت مخالفا لعبدة الأوثان في النحر لها ٣{إن شانئك} ان من أبغضك من قومك بمخالفتك لهم {هو الأبتر} المنقطع عن كل خير لا أنت لأن كل من يولد إلى يوم القيامة من المؤمنين فهم اولادك وأعقابك وذكرك مرفوع على المنابر وعلى لسان كل عالم وذاكر إلى آخر الدهر يبدأ بذكر اللّه ويثنى بذكرك ولك في الآخرة مالا يدخل تحت الوصف فمثلك لا يقال له أبتر إنما الأبتر هو شانئك المنسي في الدنيا والآخرة قيل نزلت في العاص بن وائل سماه الأبتر والابتر الذي لا عقب له وهو خبران وهو فصل |
﴿ ٠ ﴾