تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل

أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م)

_________________________________

سورة الكافرون

سورة الكافرون ست آيات مكية بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

{قل يا أيها الكافرون} المخاطبون كفرة مخصوصون قد علم اللّه أنهم لا يؤمنون روى أن رهطا من قريش قالوا يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك تعبد آلهتنا سنة ونعبد ألهك سنة فقال معاذ اللّه أن أشرك باللّه غيره قالوا فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد آلهك فنزلت فغدا إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقرأ عليم فآيسوا

٢

{لا أعبد ما تعبدون} أي لست في حالي هذه عابد ما تعبدون

٣

{ولا أنتم عابدون} الساعة

{ما أعبد} يعني اللّه

٤

{ولا أنا عابد ما عبدتم} ولا أعبد فيما استقبل من الزمان ما عبدتم

٥

{ولا أنتم} فيما تستقبلون

{عابدون ما أعبد} وذكر بلفظ ما لان به الصفة أي لا أعبد الباطل ولا تعبدون الحق أو ذكر بلفظ ما ليتقابل اللفظان ولم يصح في الاول من وصح في الثاني ما بمعنى الذي

٦

{لكم دينكم ولي دين} لكم شرككم ولي توحيدى وبفتح الياء نافع وحفص وروى أن ابن مسعود رضي اللّه عنه دخل المسجد والنبي صلى اللّه عليه وسلم جالس فقال له: نابذ يا ابن مسعود فقرا قل يا أيها الكافرون ثم قال له في الركعة الثانية أخلص فقرأ قل هو اللّه أحد فلما سلم قال يا ابن مسعود سل تجب واللّه أعلم

﴿ ٠