تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة النصر سورة النصر مدنية وهي ثلاث آيات بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ {إذا} منصوب بسبح وهو لما يستقيل والاعلام بذلك قبل كونه من أعلام النبوة وروى أنها نزلت في أيام التشريق بمنى في حجة الوداع {جاء نصر اللّه والفتح} النصر الاغاثة والاظهار على العدو والفتح فتح البلاد والمعنى نصر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على العرب أو على قريش وفتح مكة أو جنس نصر اللّه المؤمنين وفتح بلاد الشرك عليهم ٢{ورأيت الناس يدخلون} هو حال من الناس على أن رأيت بمعنى أبصرت أو عرفت أو مفعول ثان علىأنه بمعنى علمت {في دين اللّه أفواجا} هو حال من فاعل يدخلون وجواب إذا فسبح أي إذا جاء نصر اللّه اياك على من ناواك وفتح البلاد ورأيت أهل اليمن يدخلون في ملة الإسلام جماعات كثيرة بعد ما كانوا يدخلون فيه واحدا واحدا واثنين اثنين ٣{فسبح بحمد ربك} فقل سبحان اللّه حامدا له أو فصل له {واستغفره} تواضعا وهضما للنفس أو دم على الاستغفار {إنه كان} ولم يزل {توابا} التواب الكثير القبول التوبة وفي صفة العباد الكثير الفعل للتوبة ويروى أن عمر رضي اللّه عنه لما سمعها بكى وقال الكمال دليل الزوال وعاش رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعدها سنتين واللّه أعلم |
﴿ ٠ ﴾