٥٨ { واذ قلنا } هذا هو الانعام الثامن لانه تعالى أباح لهم دخول البلدة وازال عنهم التيه اى اذكروا يا بنى اسرائيل وقت قولنا لآبائكم اثر ما انقذتم من التيه { ادخلوا هذه القرية } منصوب على الظرفية اى مدينة بيت المقدس والقرية بفتح القاف وكسرها ما يجتمع فيه الناس اخذا من القرى { فكلوا منها حيث شئتم رغدا } اى اكلا واسعا هنيئا على ان النصب على المصدرية او هو حال من الواو فى كلوا اى راغدين متوسعين وفيه دلالة على ان المأمور به الدخول على وجه الاقامة والسكنى قال فى التيسير اى ابحنا لكم ووسعنا عليكم فتعيشوا فيها أنى شئتم بلا تضيق ولا منع وهو تمليك لهم بطريق الغنيمة وذكر الاكل لانه معظم المقصود { وادخلوا الباب } اى بابا من ابواب القرية وكان لها سبعة ابواب والمراد الباب الثانى من بيت المقدس ويعرف اليوم ببا حطة او باب القبة التى كان يتعبد فيها موسى وهارون ويصليان مع بنى اسرائيل اليها { سجدا } اي ركعا منحنين ناكسى رؤسكم بالتواضع على ان يكون المراد به معناه الحقيقي او ساجدين للّه تعالى شكرا على اخراجكم من التيه على ان يكون المراد به معناه الشرعى { وقولوا حطة } رفع بخبرية المبتدأ المحذوف اى مسألتنا من اللّه ان يحط عنا ذنوبنا او نصب اي حط عنا ذنوبنا حطة وقيل اريد بها كلمة الشهادة اى قولوا كلمة الشهادة الحاطة للذنوب { نغفر لكم } مجزوم على انه جواب الامر من الغفر وهو الستر اى تستر عليكم { خطاياكم } جمع خطيئة ضد الصواب اى ذنوبكم فلا نجازيكم بها لما تفعلون من السجود والدعاء وهم الذين عبدوا العجل ثم تابوا { وسنزيد المحسنين } ثوابا من فضلنا وهم الذين لم يعبدوا العجل والمحسن من احسن فى فعله والى نفسه وغيره وقيل المحسن من صحح عقد توحيده واحسن سياسة نفسه واقبل على اداء فرائضه وكف شره وقيل هو الفاعل ما يجمل طبعا ويحمد شرعا واخرج ذلك عن صورة الجواب الى الوعد ايذانا بان المحسن بصدد زيادة الثواب وان لم يقل حطة فكيف اذا قالها واستغفر وانه يقول ويستغفر لا محالة امرهم بشيئين بعمل يسير وقول صغير فالعمل الانحناء عند الدخول والقول التكلم بالمقول ثم وعد عليهما غفران السيآت والزيادة فى الحسنات |
﴿ ٥٨ ﴾