١٤٨ { ولكل } اى لكل امة من الامم اعنى المسلمين واليهود والنصارى { وجهة } اى قبلة وجهة { هو } راجع الى كل { موليها } اى محول وموجه الى تلك الجهة وجهه فقبلة كل امة من اهل الاديان المختلفة مغايرة لقبلة الامة الاخرى { فاستبقوا الخيرات } اى الى الخيرات بنزع الجار والمراد جميع انواع الخيرات من امر القبلة وغيره مما ينال به سعادة الدارين والمعنى لكل امه قبلة يتصلبون فى التوجه اليها بحيث لا ينصرفون عنها الى القبلة الحق وان اتيتهم بكل آية دالة على ان القبلة هى الكعبة واذا كان الامر كذلك فاستبقوا انتم وبادروا الى الفعلات الخيرات وهى ما ثبت انه من اللّه تعالى ولا تقتفوا اثر المكابرين المستكبرين الذين يتبعون اهواءهم ويلقون الحق وراء ظهورهم فانهم يستبقون الى الشر والفساد اذ ليس بعد الحق الا الضلال قال بعض اهل الحقيقة معناه كل قوم اشتغلوا بغيرنا عنا واقبلوا على غيرنا فكونوا معاشر العارفين لنا واشتغلوا بنا عن غيرنا فان مرجعكم الينا كما قال تعالى { اينما } اى فى اى موضع { تكونوا } انتم واعداؤكم { يأت بكم اللّه جميعا } يحشركم اللّه الى المحشر للجزاء ويفصل بين المحق والمبطل فهو وعد لاهل الطاعة ووعيد لاهل المعصية { ان اللّه على كل شىء قدير } فيقدر على الامانة والاحياء والجمع |
﴿ ١٤٨ ﴾