٢٧٢ { ليس عليك هداهم } اى لا يجب عليك يا محمد ان تجعلهم مهديين الى الاتيان بما امروا به من المحاسن والانتهاء عما نهوا عنه من القبائح المعدودة وانما الواجب عليك الارشاد الى الخير والحث عليه والنهى عن الشر والردع عنه بما اوحى اليك من الآيات والذكر الحكيم والخطاب خاص والمراد عام يتناول كل اهل الاسلام { ولكن اللّه يهدى } هداية خاصة موصلة الى المطلوب حتما { من يشاء } هدايته الى ذلك ممن يتذكر بما ذكر ويتبع ويختار الخير فهدى التوفيق على اللّه وهدى البيان على النبى صلى اللّه عليه وسلم وقيل لما كثر فقراء المسلمين نهى رسول اللّه عليه وسلم المسلمين عن التصدق على المشركين كى تحملهم الحاجة على الدخول فى الاسلام فنزلت اى ليس عليك هدى من خالفك حتى تمنعهم الصدقة لاجل دخولهم فى الاسلام وفيه ايماء الى ان الكفر لا يمنع صدقة التطوع واختلف فى الواجب فجوزه ابو حنيفة واباه غيره { وما تنفقوا من خير } اى اى شىء تتصدقوا كائن من مال { فلانفسكم } اى فهو لانفسكم لا ينتفع به غيركم فلا تمنوا على من اعطيتموه ولا تؤذوه ولا تنفقوا من الخبيث او فنفعه الدينى لكم لا لغيركم من الفقراء حتى تمنعوه ممن لا ينتفع به من حيث الدين من فقراء المشركين وعن بعض العلماء لو كان شر خلق اللّه لكان لك ثواب نفقتك { وما تنفقون الا ابتغاء وجه اللّه } استثناء من اعم العلل او اعم الاحوال اى ليست نفقتكم لشىء من الاشياء الا لابتغاء وجه اللّه او ليست فى حال من الاحوال الا حال ابتغاء وجه اللّه فما بالكم تمنون بها وتنفقون الخبيث الذى لا يوجه مثله الى اللّه { وما تنفقوا } اى اى شىء تنفقوا { من خير } فى اهل الذمة وغيرهم { يوف اليكم } اى يوفر لكم اجره وثوابه اضعافا مضاعفة فلا عذر لكم فى ان ترغبوا عن انفاقه على احسن الوجوه واجملها { وانتم لا تظلمون } اى لا تنقصون شيأ مما وعدتم من الثواب المضاعف |
﴿ ٢٧٢ ﴾