٢٧٥ { الذين يأكلون الربوا } اى يأخذونه وعبر عنه بالاكل لانه معظم المقصود من المال ولشيوعه فى المطعومات والربا فضل فى الكيل والوزن خال عن العوض عند ابى حنيفة واصحابه ويجرى فى الاشياء الستة الذهب والفضة والحنطة والشعير والتمر والملح وكتب بالواو تنبيها على اصله لانه من ربا يربو وزيدت الالف تشبيها بواو الجمع { لا يقومون } اى من قبورهم اذا بعثوا { الا كما يقوم } اى الا قياما مثل قيام { الذى يتخبطه } اى يضربه ويصرعه { الشيطان من المس } اى الجنون متعلق بلا يقومون يعنى لا يقومون من المس الذى بهم الا كقيام المصروع المختل اى فاسد العقل ويكون ذلك سيماهم يعرفون به عند اهل الموقف وقيل الذين يخرجون من الاجداث يوفضون الا اكلة الربا فانهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين لانهم اكلوا الربا فارباه اللّه تعالى فى بطونهم حتى اثقلهم فلا يقدرون على الايفاض { ذلك } اى العذاب النازل بهم { بانهم قالوا } اى بسبب قولهم { انما البيع مثل الربوا } فنظموا الربا والبيع فى سلك واحد لافضائهما الى الربح فاستحلوه استحلاله وقالوا يجوز بيع درهم بدرهمين كما يجوز بيع ما قيمته درهم بدرهمين وحق الكلام ان يقال انما الربا مثل البيع الا انه على المبالغة اى اعتقدوه حلا حتى ظنوا انه اصل او قالوا انما البيع مثل الربا فلم لا يحل فان الزيادة فى اوله كما هى فى آخره روى ان اهل الجاهلية كان احدهم اذا حل ماله على غريمه فطالبه به يقول الغريم لصاحب الاجل زدنى شيأ فى الاجل حتى ازيدك فى المال فيفعلان ذلك ويقولان سواء علينا الزيادة فى اول البيع بالربح او عند المحل لاجل التأخير فكذبهم اللّه وقال { واحل اللّه البيع وحرم الربوا } اى كيف يتماثلان والبيع محلل بتحليل اللّه والربا محرم بتحريم اللّه تعالى { فمن جاءه موعظة } اى فمن بلغه وعظ وزجر كالنهى عن الربا { من ربه فانتهىى} اى فاتعظ بلا تراخ وتبع النهى { فله ما سلف } اى مضى من ذنبه فلا يؤاخذ به لانه اخذ قبل نزول التحريم وجعل ملكا له ولا يسترد منه { وامره الى اللّه } يجازيه على انتهائه ان كان عن قبول الموعظة وصدق النية. وقيل يحكم فى شأنه يوم القيامة وليس من امره اليكم شىء فلا تطالبوه به { ومن عاد } الى الربا مستحلا بعد النهى كما استحل قبله { فاولئك } اشارة الى من باعتبار المعنى { اصحاب النار } اى ملازموها { هم فيها خالدون } ماكثون ابدا |
﴿ ٢٧٥ ﴾