٢ { اللّه } مبتدأ { لا اله الا هو } خبره اي هو المستحق للمعبودية لا غير { الحي القيوم } خبر آخر له اي الباقى الذى لا سبيل عليه للموت والفناء والدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه - روى - عنه صلى اللّه عليه وسلم ( اسم اللّه الاعظم فى ثلاث سور البقرة لا اله الا هو الحى القيوم وفى آل عمران الم اللّه لا اله إلا هو الحى القيوم وفى طه وعَنَتِ الوُجوهُ للحى القيوم ) وهذا رد على من زعم ان عيسى عليه السلام كان ربا فانه روى ان وفد نجران قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكانوا ستين راكبا. فيهم اربعة عشر رجلا من اشرفهم. ثلاثة منهم اكابر اليهم يؤول امرهم. احدهم اميرهم وصاحب مشورتهم العاقب واسمه عبد المسيح. وثانيهم وزيرهم ومشيرهم السيد واسمه الابهمز وثالثهم حبرهم واسقفهم وصاحب مدارسهم ابو حارثة بن علقمة احد بنى بكر بن وائل وقد كان ملوك الروم شرفوه ومولوه واكرموه لما شاهدوا من علمه واجتهاده في دينهم وبنوا له كنائس فلما خرجوا من نجران ركب ابو حارثة بغلته وكان اخوه كرز بن علمة الى جنبه فبينا بغلة ابى حارثة تسير اذ عثرت فقال كرز تعسا للابعد يريد به رسول اللّه عليه السلام فقال له ابو حارثة بل تعست امك فقال كرز ولم يا اخى قال انه واللّه النبي الذي كنا ننظر فقال له كرز فما يمنعك عنه وأنت تعلم هذا قال لان هؤلاء الملوك اعطونا اموالا كثيرة واكرمونا فلو آمنا به لاخذوها منا كلها فوقع ذلك في قلب كرز واصره الى ان اسلم فكان يحدث بذلك فأتوا المدينة ثم دخلا مسجد رسول اللّه عليه السلام بعد صلاة العصر عليهم ثياب خيرات من جنب واردية فاخرة يقول بعض من رآهم من اصحاب النبي عليه السلام ما رأينا وفدا مثلهم وقد حانت صلاتهم فقاموا ليصلوا في المسجد فقال عليه السلام ( دعوهم ) فصلوا الى المشرق ثم تكلم اولئك الثلاثة مع رسول اللّه عليه السلام فقالوا تارة عيسى هو اللّه لانه كان يحي الموتى ويبرئ الاسقام ويخبرنا بالغيوب ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيطير ونارة اخرى هو ابن اللّه اذ لم يكم له اب يعلم وتارة اخرى انه ثالث لقوله تعالى فعلنا وقلنا ولو كان واحد لقال فعلت وقلت فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ( اسلموا ) قالوا اسلمنا قبلك قال عليه السلام ( كذبتم يمنعكم من الاسلام ادعاؤكم للّه تعالى ولدا ) قالوا ان لم يكن ولد للّه فمن ابوه فقال عليه السلام ( ألستم تعلمون انه لا يكون ولد الا ويشبه اباه ) فقالوا بلى قال صلى اللّه عليه وسلم ( ألستم تعملون ان ربنا حى لا يموت وان عيسى يأتي عليه الفناء ) قالوا بلى قال عليه السلام ( ألستم تعملون ان ربنا قيوم على كل شيء يحفظه ويرزقه ) قالو بلى قال صلى اللّه عليه وسلم ( فهل يملك عيسى من ذلك شيأ ) قالوا لا فقال عليه السلام ( ألستم تعملون ان اللّه تعالى لا يخفى عليه شيء فى الأرض ولا فى السماء ) قالوا بلى قال عليه السلام ( فهل يعلم عيسى شيأ من ذلك الا ما علم ) قالوا لا قال صلى اللّه عليه وسلم ( ألستم تعلمون ان ربنا صور عيسى فى الرحم كيف شاء وان ربنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث ) قال بلى قال صلى اللّه عليه وسلم ( ألستم تعلمون ان عيسى حملته امه كما تحمل المرأة ووضعته كما تضع المرأة ولدها ثم غذى كما يغذى الصبى ثم كان يطعم الطعام ويشرب الشراب ويحدث الحدث ) قالوا بلى قال صلى اللّه عليه وسلم ( فكيف يكون هذا كما زعمتم ) فسكتوا فابوا الا جحودا فانزل اللّه تعالى من اول السورة الى نيف وثمانين آية تقريرا لما احتج به عليه السلام عليهم واجاب به عن شبههم وتحقيقا للحق الذى فيه يمترون |
﴿ ٢ ﴾