١٤ { زين للناس } اي حسن لهم والمزين هو اللّه لقوله تعالى { زينا لهم اعمالهم } وذلك على جهة الامتحان او هو الشيطان لقوله تعالى { وزين لهم الشيطان أعمالهم } وذلك على جهة الوسوسة { حب الشهوات } اى محبة مرادات النفوس والشهورة نزوع النفس الى ما تريده وهى مصدر اريد به المفعول اى المشتهيات لان الاعيان التي ذكرها كلها مشتهيات وانما عبر عنها بالمصدر مبالغة فى كونها مشتهاة مرغوبا فيها كأنها نفس الشهوات وانما عبر عنها بالمصدر مبالغة فى كونها مشتهاة مرغوبا فيها كأنها نفس الشهوات والوجه ان يقصد تخسيسها فيسميها شهوات لان الشهوة مسترذلة عند الحكماء مذموم من اتبعها شاهد على نفسه بالبهيمة. قالوا خلق اللّه الملائكة عقولا بلا شهوة والبهائم ذت شهوات لا عقل وجعلهما فى الانسان فمن غلب علقله شهوته فهو افضل من الملائكة ومن غلب عليه شهوته فهو ارذل من البهائم { من النساء } حال من الشهواتاى حال كونها من طائفة النساء وانما بدأ بهن لعرافتهن فى معنى الشهوات فانهن حبائل الشيطان { والبنين } والفتنة بهم ان الرجل يحرص بسببهم على جمع المال من الحلال والحرام والنهم يمنعونه عن محافظة حدود اللّه. قيل اولادنا فتنة ان عاشوا فتنونا وان ماتوا احزنوانا وعدم التعرض للبنات لعدم الاطراد فى حبهن { والقناطير المقنطرة } جمع قنطار وهو امال الكثير اى الاموال الكثيرة المجتمعة وهو مائة الف دينار او ملىء مسك ثور او سبعون الفا او اربعون الف مثقال او ثمانون الفا او مائة رطل او الف ومائتا مثقال او الف دينار او مائة من ومائة رطل ومائة مثقال ومائة درهم اودية النفس وفى الكشاف المقنطرة مبنية من لفظ القنطار للتوكيد كقولهم الوف مؤلفة وبدر مبدرة { من الذهب والفضة } بيان للقناطير اى من هذين الجنسين وانما سمى الذهب ذهبا للاه يذهب ولا يبقى والفضة لانها تنفض اى تتفرق { والخيل } عطف على القناطير. والخيل جمع لا واحد له من لفظه واحد فرس وهو مشتق من الخيلاء لاختيالها فى مشيتها او من التخيل فانها لم يتخيل فى عين صاحبها اعظم منها لتمكنها من قلبه { المسومة } اى المعلمة وهى التى جعلت فيها العلامة بالسيمة واللون او بالكى او المرعية من سامت السائمة اى رعت { والانعام } اى الابل والبقر والغنم جمع نعم { والحرث } اى الزرع قيل كل منهما فتنة للناس. اما النساء والبنون ففتنة للجميع. والذهب والفضة للتجار. والخيل فتنة للملوك. والانعام فتنة لاهل البوادى. والحرث فتنة لاهل الرساتيق { ذلك } اى ما ذكر من الاشياء المعهودة { متاع الحيوة الدنيا } اى ما يمتنع به فى الحياة الدنيا اياما قلائل فيفنى سريعا { واللّه عنده حسن المآب } اى حسن المرجع وهو الجنة وفيه دلالة على انه ليس فيما عدد عاقبة حميدة وهذا تزهيد فى طيبات الدنيا الفانية وترغيب فيما عند اللّه من النعيم المقيم فعلى العاقل ان يأخذ من الدنيا قدر البلغة ولا يستكثر بالاستكثر بالاستكثار الذى يورط صاحبه فى المحظور ويورثه المحذور |
﴿ ١٤ ﴾