٢٨

{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء } نهوا عن موالاتهم لقرابة او صداقة جاهلية او جوار ونحوها من اسباب المصادقة والمعاشرة حتى لا يكون حبهم ولا بغضهم الا للّه تعالى او عن الاستعانة بهم فى الغزو وسائر الامور الدينية

{ من دون المؤمنين } فى موضع الحال اى متجاوزين المؤمنين اليم استقلالا او اشتراكا. وفيه اشارة الى انهم الاحقاء بالمولاة وان فى موالاتهم مندوحة عن موالاة الكافرين اى استغناء فلا تؤثروهم عليهم فى الولاية

{ ومن يفعل ذلك } اى اتخاذهم اولياء

{ فليس من اللّه } اى من ولايته تعالى

{ فى شيء } يصح ان يطلق عليه اسم الولاية يعنى انه منسلخ من ولاية اللّه راسا وهذا امر معقول فان موالالة الولى ومولاة عده متنافيان : قال

تود عدوى ثم تزعم اننى ... صديقك ليس النوك عنك بعازب

النوك الحمق. والعازب البعيد والمعنى الصديق هو من يودك ويبغض عدوك. والاداء ايضا ثلاثة عدوك وعدو صديقك وصديق عدوك

بشوى اى خرمند ازان دوست دست ... كه بادشمنانت بود هم نشست

{ الا ان تتقوا } استثناء من اعم الاوال كأنه قيل لا تتخذوهم اولياء ظاهرا وباطنا فى حال من الاحوال الا حال اتقائكم

{ منهم } اى من جهتهم

{ تقاة } اى اتقاء بان تغلب الكفار او يكون المؤمن بينهم فان اظهار المولاة حينئذ مع اطمئنان النفس بالعداوة والبغضاء وانتظار زوال المانع من شق العصا واظهار ما فى الضمير كما قال عيسى عليه السلام [ كن واسطا وامش جانبا ] اى كم فيما بينهم صورة وتجنب عنهم سيرة [ ولا تخالطهم مخالطة الاوداء ولا تتيسر بسيرتهم ] وهذا رصة فلو صبر حتى قتل كان اجره عظيما

{ ويحذركم اللّه نفسه } اى يخوفكم اللّه ذاته المقدسة كقوله تعالى ( فاتقون. واخشون ) اى من سخطى وعقوبتى فلا تتعرضوا لسخطه بموالاة اعدائه وهذا وعيد شديد

{ والى اللّه المصير } اى الى جزاء اللّه مرجع الخلق فيجزى كلا بعمله

﴿ ٢٨