٤٦ { ويكلم الناس فى المهد وكهلا } اى يكلمهم حال كونه طفل وكهلا كلام الانبياء عليهم السلام من غير تفاوت يعنى ان تكمله فى حال الطفولية والكهولة على حد واحد وصفة واحدة من غير تفاوت بان يكون كلامه فى حال الطفولية مثل كلام الانبياء والحكماء لا شك انه من اعظم المعجزات * قال مجاهد قالت مريم اذا خلوت انا وعيسى حدثنى وحدثته فاذ شغلنى عنه انسان يسبح فى بطنى وانا اسمع وتكلمه معهم دليل على حدوثه لحدوث الاصوات والحروف - روى - انه لما بلغ عمره ثلاثين سنة ارسله اللّه الى بنى اسرائيل فمكث فى رسالته ثلاثين شهرا ثم رفع الى السماء او جاءه الوحى على راس ثلاثين سنة فمكث فى نبوته ثلاث سنين واشهرا ثم رفع والكهل من تجاوز الثلاثين الى الاربعين وقارب الشيب من اكتهل النبت قارب اليبس فعلى هذا صح ان يقال انه بلغ سن الكهولة وكلم الناس فيه ثم رفع واما على قول ما يقول ان اول سن الكهولة اربعون سنة فلا بد ان يقال انه رفع شابا ولا يكلم الناس كهلا الا بعد ان ينزل من الشماء فى آخر الزمان فانه حينئذ يكلم الناس ويقتل الدجال { ومن الصالحين } هذه الاربعة احوال مقدرة من كلمة والمعنى يبشرك به موصوفا بهذه الصفات وذكر قوله ومن الصالحين بعدد ذكر الاوصاف المتقدمة دليل على انه لا رتبة اعظم من كون المرء صالحا لانه لا يكون المرء كذلك الا بان يكون فى جميع الافعال والتروك مواظبا على النهج الاصلح والطريق الاكمل ومعلوم ان ذلك يتناول جميع المقامات فى الدين والدنيا فى افعال القلوب وفى افعال الجوارح |
﴿ ٤٦ ﴾