٦٣

{ فان تولوا } اى اعرضوا عن قبول التوحيد والحق الذى قص عليك بعد ما عاينوا تلك الحجج النيرة والبراهين الساطعة

{ فان اللّه عليم بالمفسدين } اى فاقطع كلامك علنهم وفوض امرهم الى اللّه فان اللّه عليم بفساد المفسدين مطلع على ما فى قلوبهم من الاغراض الفاسدة قادر على مجازاتهم

واعلم ان المباهلة الانبياء تأثيرا عظيما سببه اتصال نفوسهم بروح القدس وتأييد اللّه اياهم به وهو المؤثر باذن اللّه فى العالم العنصر فيكون انفعال العالم العنصرى منه كانفعال بدننا من روحنا بالهيآت الواردة عليها كالغضب والخوف والسرور والفكر فى احوال المعشوق وغير ذلك من تحريك الاعضاء عند حدوث الارادات والعزائم وانفعال النفوس الملكية تاثيرها فى العالم عند التوجه الاتصالى تأثير ما يتصل به فينفعل اجرام العناصر والنفوس الناقصة الانسانية فيه بما اراد ألم تر كيف انفعلت نفوس النصارى من نفسه عليه السلام قبل المباهلية بالخوف واحجمت عن المباهلة فطبت الموادغة بالجزية كذا فى التأويلات القاشانية وكذا الحال الولى اذا دعا على انسان يكون له تأثير بالمرض او الموت او غير ذلك من البلايا - روى - ان الشاعر البساطى رأى يوما الشيخ كمال الدين الخجندى فى مجلس الشعراء

فقال از كجايى از كجايى اى لوند ... فقال الشيخ فى جوابه على الفور

از خجندم از خجندم از خجند ... ولكنه تأذى من سوء به ومعاملته معه هكذا

وحمله على سكره فقال الغالب ان هذا الشاب سكران فسمعه الباسطى وقال بالبداهة

اى ملحد خجندى ريش بزرك دارى ... كزغايت بزركى ده ريش ميتوان كفت

فلما سمعه التألم منه تألما شديدا فدعا عليه فى ذلك المجلس فمات من ساعته من تأثير نفسه الشريف فى حقه فليجانب العاقل اذية الصلحاء فان مكره يعود اليه دونهم قال تعالى

{ ولا يحيق المكر السىء الا باهله } : قيل ونعم ما قيل

ناى كند ناله بدين قول راست ... از بير بترس اى جوان

فحفظ قلوب المشايخ وترك الخلاف عليهم سبب للترقى الى المطالب العالية وباعث للاحترام والاكرام قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ( ما اكرم شاب شيخا لسنه الا قيض اللّه له من يكرمه عند سنه ) قال المشايخ عقوق الاستاذين لاتوبة منه - ويحكى - عن ابى الحسن الهمذانى قال كنت ليلة عند جعفر الخالدى وكنت امرت فى بيتى ان يعلق لى طير فى التنور وكان قلبى معه فقال لى جعفر اقم عند ن الليلة فتعللت بشىء ورجعت الى منزلى فاخرج الطير من التنور ووضع بين يدى فدخل كلب من الباب وحمل الطير عند تغافل الحاضرين واتى بالجوذاب الذى تحته فتعلق به ذيل الخادمة فانصب فلما اصبحت دخلت على جعفر فحين وقع بصره على قال من لم يحفظ قلوب المشايخ يسلط عليه كلب يؤذيه قال الشيخ ابو على الدقاق قدس سره لما نفى اهل بلخ محمد بن الفضل من البلد دعا عليهم وقال اللّهم امنعهم الصدق لم يخرج من بلخ بعده صديق عصمنا اللّه واياكم من المخالفة آمين

﴿ ٦٣