٨٣ { أفغير دين اللّه يبغون } عطف على مقدر اى يتولون فيبغون غير دين اللّه ويطلبونه { وله اسلم } اى اخلص وانقاد { من فى السموات والارض } اى اهلها { طوعا } وهم الموحدون { وكرها } اى باباء وهم الجاهدون بما فيهم من آثار الصنع ودلائل الحدوث وتصريفهم كيف يشاء الى صحة ومرض وغنى وفقر وسرور وحزن وسائر الاحوال فلا يمكنهم دفع قضائه وقدره { واليه يرجعون } اى من فيهما والمراد ان من خالفه فى العاجل فسيكون مرجعه اليه الى حيث لا يملك الضر والنفع سواه وهذا وعيد عظيم لمن خالف الدين الحق فعلى العاقل ان يطيع ربه ولا يعصيه بنقص ما عهد اليه يوم الميثاق. فعهد اللّه مع الانبياء والاولياء والمؤمنين التوحيد واقامة الدين وعدم التفرق فيه وتصديق بعضهم بعضا ودعوة الخلق الى الطاعة وتخصيص العبادة باللّه فاللّه تعالى لا يطلب من العبد الا الصدق فى العبودية والقيام بحقوق الربوبية قال الشيخ الشاذلى قدس سره متى رزقك اللّه الطاعة والفناء به عنها فقد اسبغ عليك نعمه ظاهرة اذ أراح ظهرك من مخالفة امره. وباطنه اذ رزقك الاستسلام لقهره وهذا هو مطلب الحق منك قيل لابراهيم ابن ادهم قدس سره لو جلست لنا فى المسجد حتى نسمع منك شيأ فقال انى مشغول عنكم باربعة اشياء فلو تفرغت منها لجلست معكم قيل من هى يا ابا اسحق قال. اولها انى تذكرت حين اخذ اللّه الميثاق على آدم فقال هؤلاء الى الجنة ولا ابالى وهؤلاء الى النار ولا ابالى فلم ادر من اى الفريقين كنت. الثانىة انى تفكرت ان الولد اذا قضى اللّه سبحانه بخلقه فى بطن امه ونفخ فيه الروح فيقول الملك الموكل به يارب أشقى او سعيد فلم ادر كيف خرج جوابى فى ذلك الوقت. الثالث حين ينزل ملك الموت فاذا اراد ان يقبض الروح فيقول يا رب أقبضها مع الاسلام او مع الكفر فلا ادرى كيف يخرج جوابى فى ذلك الوقت. الرابع تفكرت فى قوله { وامتازوا اليوم ايها المجرمون } فلا ادرى من اى الفرين اكون ففى هذا شغل شغلنى عن الجلوس لكم والحديث معكم ففى هذا الاشارة الى ان العبد مع كونه مستسلما لقضاء اللّه لا بد وان يراعى وظيفة التكليف اذ الخير او الشر مقضى فى حقه ولكن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قال ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) فليجاهد العاقل فى تزكية نفسه اولا ثم الوصية الى عباد اللّه ولا يكلف المرء الا بقدر وسعه والناس فى المراتب مختلفون فطوبى لمن وصل الى اعلى المطالب بقذر حوصله خويش دانه جيند مرغ بصعوه نتوان داد طمعه شهباز ... وقيل للشيخ الصفى قدس سره اذا قطع الطالب المنازل فهل يبقى بعد ذلك مرتبة لم يصل اليها بعد قال بلى يبقى علم انه هل كان مقبر لا للرب تعالى اولا وفى القشيرى ما حاصله ان الولى فى الحال يجوز ان يتغير حاله فى المآل ويجوز ان يكون من جملة كرامات الولى ان يعلم انه مأمون العاقبة عصمنا اللّه واياكم بحسن الخاتمة همه عالم همى كويند هر آن ... كه يارب عاقبت محمود كردان |
﴿ ٨٣ ﴾