١٤١ { وليمحص اللّه الذين آمنوا } عطف على يتخذ اى ليصفيهم ويطهرهم من الذنوب ان كانت الدولة عليهم { ويمحق الكافرين } ويهلكهم ان كانت عليهم. والمحق نقص الشىء قليلا قليلا والمراد بهم الذين حاربوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم احد واصروا على الكفر وقد محقهم اللّه عز وجل جميعا قال القاشانى ومن فوائد الابتلاءخروج ما فى استعداداتهم من الكمالات الى الفعل كالصبر والشجاعة وقوة اليقين وقلة المبالاة بالنفس واستيلاء القلب عليها والتسليم لامر اللّه وامثالها قال نجم الدين الكبرى { ولا تهنوا } يا سائرين الى اللّه فى السير اليه { ولا تحزنوا } على ما فاتكم من التنعمات الدنيوية والكرامات الاخروية { وانتم الاعلون } من اهل الدنيا والآخرة فى المقام عند ربكم { ان كنتم مؤمنين } مصدقين بهذه الاخبار تصديق الائتمار به { ان يمسسكم قرح } فى اثناء السير من المجاهدات وانواع البلاء والابتلاء { فقد مس القوم } من الانبياء والاولياء { قرح } من المحن { مثله وتلك الايام } وايام المحن والبلاء والابتلاء والامتحان { نداولها بين الناس } بين السائرين يوما نعمة ويوما نقمة ويوما منحة ويوما محنة { وليعلم اللّه الذين آمنوا } وليختبرهم اللّه بالامتحان ويجعلهم مستعدين لمقام الشهادة { ويتخذ منكم شهداء } يا مبتلين بالنعمة والنقمة فى اثناء السير ارباب الشهود والمشاهدة { واللّه لا يحب الظالمين } الذين يصرفون استعدادهم فى طلب غير الحق والسير اليه { وليمحص اللّه الذين آمنوا ويمحق الكافرين } يعنى ان كل غم وهم ومصيبة تصيب المؤمنين فى اللّه يكون تكفيرا لذنوبهم وتطهيرا لقلوبهم وتخليصا لارواحهم وتمحيصا لاسرارهم وما يصيب الكافرين من نعمة ودولة وحبور يكون سببا لكفرانهم ومزيدا لطغيانهم وعمى لقلوبهم وتمردا لنفوسهم ومحقا لارواحهم وسحقا لاسرارهم فاهل المحبة والمعرفة لا يخلون عن الابتلاء بقلة او ذلة او علة فان مقتضى الحكمة ذلك ألا ترى الى قوله عليه الصلاة والسلام ( اشد البلاء على الانبياء ثم الاولياء ثم المثل فالامثل ) حكى ان عيسى عليه السلام اجتاز جبلا فيه عابد يعبد اللّه عند عين من ماء لطهارته وشربه وبستان ينبت له الهندباء لقوته فسلم عليه المسيح فرد السلام عليه فقال له منذ كم انت ههنا تعبد اللّه قال منذ ثمانين سنة اسأل حاجة من اللّه فلم يقضها لى فقال عيسى وما هى قال ان يسكن قلبى ذرة من معرفته ومحبته فلا يفعل وانت نبيه فسل لى هذه الحاجة فتوضأ عيسى من العين وصلى ركعتين وسأل حاجته ثم مضى وبقى ما بقى فى سفره فلما رجع الى ذلك المكان رآه خاليا والعين غائرة والبستان خراب فقال يا رب سألتك له المعرفة والمحبة قبضت روحه فاوحى اللّه اليه يا عيسى أما علمت ان خراب الدنيا فى محبتى ومعرفتى ومن عرفنى واحبنى لا يسكن الا الىّ ولا يقر قرارا فان احببت ان تراه فاشرف عليه فى هذا الوادى فاشرف عليه فاذا هو جالس قد ذهل وتحير وخرج لسانه على صدره شاخصا ببصره نحو السماء فناداه عيسى والعابد لا يسمع فناداه وحركه فلم يشعر فاوحى اللّه الى عيسى فوعزتى وجلالى لو قطعته بالسيف ما شعر به لانى اسكنت قلبه معرفتى ومحبتى وهو اقل من ذرة ولو زدته ادنى شىء لطار بين السماء والارض وطاش فانظر الى اهل اللّه كيف تكون دنياهم خرابا لا يخلون من البلايا فاجتهد انت ايضا ايها العبد فى تصحيح الدين لعلك تصل مقام اليقين والتمكين والمجاهدة تورث المشاهدة جو يوسف كسى در صلاح وتميز ... بسى سال بايدكه كردد عزيز |
﴿ ١٤١ ﴾