١٦٠ { ان ينصركم اللّه } النصر نوعان معونة ومنع اى ان يعنكم اللّه ويمنعكم من عدوكم كما فعل ذلك يوم بدر { فلا غالب لكم } فلا احد يغلبكم { وان يخذلكم } الخذلان القعود عن النصرة والاسلام للّهلكة اى ان يترككم فلم ينصركم كما فعله يوم احد { فمن ذا الذى ينصركم } استفهام انكارى مفيد لانتفاء الناصر ذاتا وصفة بطريق المبالغة { من بعده } اى من بعد خذلانه وهذا تنبيه على ان الامر كله للّه ولذا امر بالتوكل عليه فقال { وعلى اللّه فليتوكل المؤمنون } فليخصوه بالتوكل عليه لما علموا ان لا ناصر سواه وآمنوا به من قبل ومن التوكيل ان لا تطلب لنفسك ناصرا غير اللّه تعالى ولا لرزقك خازنا غيره ولا لعلمك شاهدا غيره وعن عمران بن حصين قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ( يدخل سبعون الفا من امتى الجنة بغير حساب ) قيل يا رسول اللّه من هم قال ( هم الذين لا يكتدون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) فقال عكاشة بن محصن يا رسول اللّه ادع اللّه ان يجعلنى منهم قال ( انت منهم ) ثم قام آخر فقال يا رسو اللّه ادع اللّه ان يجعلنى منهم فقال ( سبقك بها عكاشة ) وقال صلى اللّه عليه وسلم ( لو انكم تتوكلون على اللّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) وعن بعضهم قال كنت فى البادية فتقدمت القافلة فرأيت قدّامى واحدا فسارعت حتى ادركته فاذا هو امرأة بيدها ركوة وعكازة تمشى على الرعدة فظننت انها اعيت فادخلت يدى فى جيبيى فاخرجت عشرين درهما فقلت خذى هذه وامكثى حتى تلحقك القافلة فتكترى بها ثم ائتنى الليلة حتى اصلح امرك فقالت بيدها هكذا فى الهواء فاذا فى كفها دنانير فقالت انت اخذت الدراهم من الجيب وانا اخذت الدراهم من الغيب : قال الحافظ الشيرازى برو ازخانه كردون بدرونان ... مطلب كاين سيه كاسه در آخر بكشد مهمانرا قال القشيرى حقيقة النصر ان ينصرك على نفسك فانها اعدى عدوك وهى ان يهدم عنك دواعى نتنها بعواصم رحمته حتى ينفض جنود الشهوات بهجوم وفور المنازلات فتبقى الولاية للّه تعالى خالصة من رعونات الدواعى التى هى اوصاف البشرية وشهوات النفوس وان يخذلكم فالخذلان التخلية بينه وبين المعاصى فمن نصره قبض على يده عندا لهم بتعاطى المكروه ومن خذله القى حبله على غاربه ووكله الى سوء اختياره فيهيم على وجهه فى فيافى البعد فتارة يشرق غير محتشم وتارة يغرب غير محترم ومن سيبه الحق فلا آخذ ليده ولا جابر لكسره وعلى اللّه فليتوكل المؤمنون فى وجدان الامان من هذه الاخطار عند صدق الابتهال واسباب ثوب العفو على الاجرام عند خلوص الالتجاء بالتبرى من الحول والقوة ولا حول ولا قوة الا باللّه العلى العظيم جهان آفرين كر نه يارى كند ... كجابنده برهيز كارى بود |
﴿ ١٦٠ ﴾