٤٥ { واللّه اعلم } اى منكم { باعدائكم } جميعا ومن جملتهم هؤلاء وقد اخبركم بعداوتهم لكم وما يريدون لكم لتكونوا على حذر منهم ومن مخالطتهم او هو اعلم بحالهم ومآل امرهم { وكفى باللّه } الباء مزيدة { وليا } متكفلا فى جميع اموركم ومصالحكم او محبا لكم { وكفى باللّه نصيرا } فى كل المواطن فثقوا به واكتفوا بولايته ونصرته ولا تتولوا غيره او لا تبالوا بهم وبما يسومونكم من السوء فانه تعالى معين يكفيكم مكرهم وشرهم ففيه وعد ووعيد والاشارة ان من رزق شيأ من علم الكتاب ظاهرا ولم يرزق اسراره وحقائقه وهم علماء السوء المداهنون فى دين اللّه حرصا على الدنيا وطمعا فى المال والجاه وحبا للرياسة والقبول { يشترون الضلالة } وهى المداهنة واتباع الهوى فيبيعون الدين بالدنيا { ويريدون ان تضلوا السبيل } يا معشر العلماء الاتقياء وورثة الانبياء وطلاب الحق من بين الخلق عن سبيل الحق بما يحسدونكم وينكرون عليكم ويلومونكم ويؤذونكم بطريق النصح واظهار المحبة { واللّه اعلم باعدائكم } فلا تقبلوا نصيحتهم فيما يقطعون عليكم طريق الحق ويردونكم عنه ويصدونكم عن اللّه بالتحريض على طلب غير اللّه ورعاية حق غير اللّه واطيعوا امر اللّه تعالى فيما امركم به واعلم انك لا ترى حالا اسوأ ولا اقبح ممن جمع بين هذين الامرين اعنى الضلال والاضلال واكثر ما يكونان فى العلماء يطمعون فيما فى ايدى الخلق فيداهنون فيضلون فسبب زوال المداهنة قطع الطمع روى عن بعض المشايخ انه كان له سنور وكان يأخذ من قصاب فى جواره كل يوم شيأ من الغدد لسنوره فرأى على القصاب منكرا فدخل واخرج السنور اولا ثم جاء واحتسب على القصاب فقال له القصاب لا اعطيك بعد اليوم لسنورك شيأ فقال ما احتسب عليك الا بعد اخراج السنور وقطع الطمع منك فهو كما قال فمن طمع فى ان تكون قلوب الناس عليه طيبة لم يتيسر له الحسبة فعلى العاقل ان يزكى نفسه عن الاخلاق الرديئة ويطهرها من الخصال الذميمة جون طهارت نبود كعبه وبتخانه يكيست ... نبود خيردر آن خانه كه عصمت نبود |
﴿ ٤٥ ﴾