٤٩

{ ألم تر الى الذين يزكون انفسهم } خطاب للنبى عليه السلام على وجه التعجب اى ألم تنظر الى اليهود الذين يظهرون نفوسهم من الذنوب وألسنتهم ولم يزكوها حقيقة بقولهم نحن ابناء اللّه واحباؤه وبقولهم نحن كالاولاد الصغار فله عليهم ذنب اى انظر اليهم وتعجب من حالهم وادعائهم انهم ازكياء عند اللّه مع ما هم عليه من الكفر والاثم العظيم واللفظ عام يشتمل كل من زكى نفسه ووصفها بزيادة التقوى والطاعة والزلفى عند اللّه ففيه تحذير من اعجاب المرء بعمله

{ بل اللّه } يعنى هم لا يزكونها فى الحقيقة لكذبهم وبطلان اعتقادهم بل اللّه

{ يزكى من يشاء } تزكيته ممن يستأهلها من المرتضين من عباده المؤمنين فانه العالم بما ينطوى عليه الانسان من حسن وقبيح وقد وصفهم بما هم متصفون به من القبائح

{ ولا يظلمون } اى يعاقبون بتلك الفعلة القبيحة ولا يظلمون فى ذلك العقاب

{ فتيلا } اى ادنى ظلم واصغره وهو الخيط الذى فى شق النواة يضرب به المثل فى القلة والحقارة والظلم فى حق المعاقب الزيادة على حقه وفى حق المثاب النقصان منه

﴿ ٤٩