٨٧

{ اللّه } مبتدأ وخبره قوله

{ لا اله الا هو } اى لا اله فى الارض ولا فى السماء غيره

{ ليجمعنكم } جواب قسم محذوف اى واللّه ليحشرنكم من قبوركم

{ الى } حساب

{ يوم القيمة } والقيامة بمعنى القيام والتاء للمبالغة لشدة ما يقع فيه من الهول

{ لا ريب فيه } حال من اليوم اى حال كون ذلك اليوم لا شك فيه انه كائن لا محالة او صفة مصدر محذوف اى جمعا لا ريب فيه فضمير فيه يرجع الى الجمع

{ ومن اصدق من اللّه حديثا } انكار لان يكون احدا اكثر صدقا منه فانه لا يتطرق الكذب الى خبره بوجه لانه نقص وهو على اللّه محال دون غيره وفى الحديث ( كذبنى ابن آدم ) اى نسبنى الى الكذب ( ولم يكن له ذلك ) يعنى لم يكن التكذيب لائقا به بل كان خطأ ( وشتمنى ) الشتم وصف الغير بما فيه نقص وازراء ( ولم يكن له ذلك فاما تكذيبه اياى فقوله لن يعيدنى كما بدأنى ) يعنى لن يحيينى اللّه تعالى بعد موتى ( وليس اول الخلق باهون على من اعادته ) بل اعادته اسهل لوجود اصل البنية وهذا مذكور على طريق التمثيل لان الاعادة بالنسبة الى قوانا ايسر من الانشاء

واما بالنسبة الى قدرة اللّه تعالى فلا سهولة له فى شىء ولا صعوبة

( واما شتمه اياى فقوله اتخذ ولدا ) وانما صار هذا شتما لان التولد هو انفصال الجزء من الكل بحيث ينمو وهذا انما يكون فى المركب وكل مركب محتاج ( وانا الاحد ) اى المنفرد بصفات الكمال من البقاء والتنزه وغيرهما ( الصمد ) بمعنى المصمود يعنى المقصود اليه فى كل الحوائج ( الذى لم يلد ) هذا نفى للتشبيه والمجانسة ( ولم يولد ) هذا وصف بالقدم والاولية ( ولم يكن له كفوا احد ) هذا تقرير لما قبله كذا فى شرح المشارق لابن الملك

واعلم ان القيامة ثلاث. الصغرى وهى موت كل احد قال النبى عليه السلام ( من مات فقد قامت قيامته ) والوسطى وهى موت جميع الخلائق بالنفخة الاولى. والكبرى وهى حشر الاجساد والسوق الى المحشر للجزاء بالنفخة الثانية : وفى المثنوى

سازد اسرافيل روزى ناله را ... جان دهد بوسيده صدساله را

هين كه اسرافيل وقتند اوليا ... مرده را زيشان حياتست ونما

وانما تحصل الحياة الباقية بعد الفناء عن النفس واوصافها وطريقه ذكر اللّه تعالى بالاخلاص فاذا تجلى معنى لفظ الجلالة الذى هو الاسم الاعظم يضمحل العالم والوجود ويحصل الاستغراق فى بحر التوحيد فاذا استغرق فيه يغيب عنه ما سوى اللّه تعالى كما ان الانسان اذا استغرق فى الماء لا يرى الغير اصلا

قال الشيخ ابو يزيد البسطامى ومن قال اللّه وقلبه غافل عن اللّه فخصمه اللّه وحكى ان بعض الصلحاء دخل ليلة بقبوليجة فى بلدة بروسة فرأى انه قد وضع سرير على الحوض وعليه بنت سلطان الجن ومعها جماعة كثيرة من هذه الطائفة فسألهم عن اصل ماء قبوليجة فارسلت ببعض جماعتها الى اصله فرأى انه ماء بارد فقال كيف يكون هذا اصله وهو حار فقالوا جماعتنا يذكرون فى رأس هذا الماء فى كل اسبوع الاسم اللّه والاسم هو فبحرارته يسخن الماء فتأثير الذكر غير منكر خصوصا من لسان ارباب التزكية والتصفية : وفى المثنوى

ذكر حق كن بانك غولانرابسوز ... جشم نركس را ازين كركس بدوز

والاشارة فى الآية

{ اللّه لا اله الا هو } يعنى كان اللّه فى الازل لا اله اى لم يكن معه احد يوجد الخلق من العدم الا هو

{ ليجمعنكم } فى العدم مرة اخرى

{ الى يوم القيمة } فيفرقكم فيها فريق فى الجنة وفريق فى السعير وفريق فى مقعد صدق عند مليك مقتدر

{ لا ريب فيه } اى لا شك فى الرجوع الى هذه المنازل والمقامات

{ ومن اصدق من اللّه حديثا } ليحدثكم بمصالح دينكم ودنياكم ومفاسد اخراكم واولاكم ويهديكم الى الهدى وينجيكم من الردى كذا فى التأويلات النجمية

﴿ ٨٧