١٢١ { اولئك } اشارة الى اولياء الشيطان وهو مبتدأ { مأواهم } اى مستقرهم وهو مبتدأ ثان { جهنم } خبر للثانى والجملة خبر للاول { ولا يجدون عنها محيصا } اى معدلا ومهربا من حاص يحيص اذا عدل وعنها متعلق بمحذوف وقع حالا من محيصا اى كائنا عنها ولا يجوز ان يتعلق بيجدون لانه لا يتعدى بعن ولا بقوله محيصا لانه اما اسم مكان وهو لا يعمل مطلقا واما مصدر ومعمول المصدر لا يتقدم عليه والاشارة ان اللّه خلق الجنة وخلق لها اهلا وهم السعداء وخلق النار وخلق لها اهلا وهم الاشقياء وخلق الشيطان مزينا وداعيا وآمرا بالهوى فمن يرى حقيقة الاضلال ومشيئته من ابليس فهو ابليس وقد قال تعالى { يضل من يشاء ويهدى من يشاء } والنصيب المفروض من العباد هم طائفة خلقهم اللّه تعالى اهل النار كقوله تعالى { ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس } وهم اتباع الشيطان ههنا وقد لعن اللّه الشيطان وابعده عن الحضرة اذ كان سبب ضلالتهم كما قال عليه السلام ( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر اللّه تعالى وما والاه ) وانما لعن اللّه الدنيا وابغضها لانها كانت سببا للضلالة وكذلك الشيطان ولا يغتر بوعد الشيطان الا الضال البعيد الازلى ولذا تولد منه الشرك المقدر بمشيئة اللّه الازلية واما من خلقه اللّه اهلا للجنة فقد غفر له قبل ان خلقه ومن غفر له فانه لا يشرك باللّه شيأ وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما لما نزل قوله تعالى { ورحمتى وسعت كل شىء } تطاول ابليس وقال انا شىء من الاشياء فلما نزل { فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكوة } يئس ابليس وتطاولت اليهود والنصارى ثم لما نزل قوله تعالى { الذين يتبعون الرسول النبى الامى } يئس اليهود والنصارى وبقيت الرحمة للمؤمنين خاصة فهم خلقوا للرحمة ودخلوا الجنة بالرحمة ولهم الخلود فى الرحمة وبقى العذاب للشيطان واتباعه من الانس والجن ولهم الخلود فى النار كما قال اللّه تعالى { ولا يجدون عنها محيصا } لانهم خلقوا لها فلا بد من الدخول فيها : قال الحافظ بير ما كفت خطا برقلم صنع نرفت ... آفرين بر نظر باك خطا بوشش باد فافهم تفز ان شاء اللّه تعالى |
﴿ ١٢١ ﴾