١٤٦

{ الا الذين تابوا } اى عن النفاق هو استثناء من المنافقين بل من ضميرهم فى الخبر

{ واصلحوا } ما افسدوا من احوالهم من حال النفاق باتيان ما حسنه الشرع من افعال القلوب والجوارح

{ واعتصموا باللّه } اى وثقوا به وتمسكوا بدينه وتوحيده

{ واخلصوا دينهم } اى جعلوه خالصا

{ للّه } لا يبتغون بطاعتهم الا وجهه

{ فاولئك } الموصوفون بما ذكر من الصفات الحميدة

{ مع المؤمنين } اى المؤمنين المعهودين الذين لا يصدر عنهم نفاق اصلا ولا فهم ايضا مؤمنون اى معهم فى الدرجات العالية من الجنة لا يضرهم النفاق السابق وقد بين ذلك بقوله تعالى

{ وسوف يؤت اللّه المؤمنين اجرا عظيما } لا يقادر قدره فيشاركونهم فيه ويساهمونهم وسوف كلمة ترجئة واطماع وهى من اللّه سبحانه ايجاب لانه اكرم الاكرمين ووعد الكريم انجاز وانما حذفت الياء من يؤتى فى الخط كما حذفت فى اللفظ لسكونها وسكون اللام فى اسم اللّه وكذلك سندع الزبانية ويدع الداع

واعلم ان الكافر وان افسد برين الكفر صفاء روحه ولكن ما اضيف الى رين كفره رين النفاق فكان لرين كفره منفذ من القلب الى اللسان فيخرج بخاره من لسانه باظهار الكفر وكان للمنافق مع رين كفره رين النفاق زائدا ولم يكن لبخار رينه منفذ الى لسانه فكان بخارات رين الكفر ورين النفاق تنفذ من منفذ قلبه الذى هو الى عالم الغيب فتتراكم حتى انسد منفذ قلبه بها وختم عليه بافساد كلية الاستعداد من صفاء الروحانية فلم يتفق له الخروج عن هذا الاسفل ولا ينصره نصير باخراجه لانه محذول بعيد من الحق فى آخر الصفوف وقال تعالى

{ ان ينصركم اللّه } يعنى فى خلق ارواحكم فى صف ارواح المؤمنين

{ فلا غالب لكم } بان يردكم الى صف ارواح الكافرين

{ وان يخذلكم } بان يخلق ارواحكم فى صف ارواح الكافرين

{ فمن ذا الذى ينصركم من بعده } بان يخرجكم الى صف المؤمنين ثم استثنى منهم من كان كفره ونفاقه عارية وروحه فى اصل الخلقة خلقت فى صف المؤمنين ثم بادنى مناسبة فى المحاذاة بين روحه وارواح الكافرين والمنافقين ظهر عليه من نتائجها موالاة معلولة من القوم اياما معدودة فما افسدت صفاء روحانيته بالكلية وما انسد منفذ قلبه الى عالم الغيب فهب له من مهب العناية نفحات الطاف الحق ونبه من نومة الغفلة ونبىء بالرجوع الى الحق بعد التمادى فى الباطل ونودى فى سره بان لا نصير لمن اختار الاسفل ولا يخرج منه

{ الا الذين تابوا } اى ندموا على ما فعلوا ورجعوا عن تلك المعاملات الرديئة

{ واصلحوا } ما افسدوا من حسن الاستعداد وصفاء الروحانية بترك الشهوات النفسانية والحظوظ الحيوانية

{ واعتصموا ب } حبل

{ اللّه } استعانة على العبودية

{ واخلصوا دينهم للّه } فى الطلب لا يطلبون منه الا هو ثم قال من قام بهذه الشرائط

{ فاولئك مع المؤمنين } يعنى فى صف ارواحهم خلق روحه لا فى صف ارواح الكافرين

{ وسوف يؤتى اللّه المؤمنين } التائبين ويتقرب اليهم على قضية من تقرب الى شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الى ذراعا تقربت اليه باعا ومن اتانى بمشى اتيته اهرول وهذا هو الذى سماه

{ اجرا عظيما } واللّه العظيم كذا فى التأويلات النجمية : قال السعدى قدس سره

خلاف طريقت بود كاوليا ... تمننا كنند ازخدا جزخدا

﴿ ١٤٦