١١٦

{ وان تطع اكثر من فى الارض } وذلك ان اهل مكة كانوا يستحلون اكل الميتة ويدعون المسلمين الى اكلها وكانوا يقولون انما ذلك ذبح اللّه فهو احل مما ذبحتم انتم بسكاكينكم فانزل اللّه تعالى هذه الآية والمعنى ان تطع الكفار يا محمد لانهم اكثر من فى الارض

{ يضلوك عن سبيل اللّه } اى دينه وشريعته كأنه قيل كيف يضلون فقيل

{ ان يتبعون } اى ما يتبعون فى امور دينهم ومجادلتهم لك فى امر الميتة

{ الا الظن } وهو ظنهم ان آباءهم كانوا على الحق فهم على آثارهم يهتدون فيضلون ضلالا مبينا ولا ريب ان الضال المتصدى للارشاد انما يرشد غيره الى مسلك نفسه فهم ضالون مضلون فان سبيل الحق لا يسلك بالظن والتقليد والهوى وانما يسلك بالصدق والتحقيق والهدى

{ وان هم الا يخرصون } اى ما هم الا يكذبون على اللّه تعالى فى تحليل الميتة وغيره

﴿ ١١٦