تفسير روح البيان

إسماعيل حقى بن مصطفى بروسوي الإستانبولي

الحنفي الجلوتي (ت ١١٣٧ هـ ١٧٢٥ م)

سُورَةُ الْأَعْرَافِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ مِائَتَانِ وَسِتُّ آياَتٍ

١

{ المص } ( ا ) اشارة الى الذات الاحدية ( ل ) الى الذات مع صفة العلم ( م ) الى معنى محمد صلى اللّه عليه وسلم اى نفسه وحقيقته ( ص ) الى الصورة المحمدية وهى جسده وظاهره

وعن ابن ع باس رضى اللّه عنهما ( ص ) جبل بمكة كان عليه عرش الرحمن حين لا ليل ولا نهار اشارة بالجبل الى جسد محمد صلى اللّه عليه وسلم. وبعرش الرحمن الى قلبه كما ورود فى الحديث ( قلب المؤمن عرش اللّه ) وقوله حين لا ليل ولا نهار اشارة الى الوحدة لان القلب اذا وقع فى ظل ارض النفس واحتجب بظلمة صفاتها كان فى الليل واذا طلع عليه نور شمس الروح واستضاء بضوئه كان فى النهار واذا وصل الى الوحدة الحقيقية بالمعرفة والشهور الذاتى واستوى عنده النور والظلمة لفناء الكل فيه كان وقته لا ليل ولا نهار ولا يكون عرش الرحمن الا فى هذا الوقت. فمعنى الآية ان وجود الكل من اوله الى آخره كتاب انزل اليك عمله كذا فى التأويلات القاشانية

وقال الشيخ نجم الدين انه تعالى بعد ذكر ذاته وصفاته بقوله

{ بسم اللّه الرحمن الرحيم } عرف نفسه بقوله

{ المص } يعنى اللّه اله من لطفه فرد عبده للمحبة والمعرفة وانعم عليه بالصبر والصدق لقبول كمالية المعرفة والمحبة بواسطة كتاب انزل اليك انتهى

وقال فى تفسير الفارسى [ المص : نام قرآنست. يا اسم اين سوره. ياهر حرفى اشارتست باسمى ار اسماى الهى جون اله ولطيف وملك وصبور. ياهر حرفى كنايتست از صفتى جون اكرام ولطف ومجد وصدق. يا ايمايست باسم المصور. يا بعض حروف دلالت براسمادارد بعض برافعال وتقدير جنان بودكه انا اللّه اعلم وافضل منم خداى كه ميدانم وبيان ميكنم يا ازهمه داناترم وحق از باطل جدا ميكردانم در حقايق سلمى كويدكه. الف ازلست. ولام ابد. وميم ما بين ازل وابد. وصاد اشارتست باتصال هر متصلى وانفصال هر منفصلى وفى الحقيقه نه اتصال را مجال كنجايش ونه انفصال را محل نمايش ]

اين جه راهست اين برون ازفصل ووصل ... كاندرونى فرع مى كنجد نه اصل

نى معانى نى عبارت نى عيان ... نى حقائق نى اشارت نى بيان

بر ترست ازمدركات عقل ووهم ... لا جرم كم كشت دروى فكر وفهم

جون بكلى روى كفت وكوى نيست ... هيجكس راجز خموشى روى نيست

يقول الفقير غفر اللّه ذنوبه ان الحروف المقطعة من المتشابهات القرآنية التى غاب علمها عن العقول وانما اعطى فهمها لاهل الوصول وكل ما قيل فيها فهو من لوازم معانيها وحقائقها فلنا ان نقول ان فيها اشارة الى هذا التركيب الصفاتى والفعلى الواحدى الايدى كان افرادا فى مرتبة الوحدة الذاتية الازلية فبالتجلى الالهى صار المفرد مركبا والمقطع موصلا والقوة فعلا والجمع فرقا وتعين النسب والاضافات كما ان اصل المركبات الكلامية هو حروف التهجى ثم بالتركيب يحصل اب ثم ابجد ثم الحمد للّه وكما ان اصل الانسان بالنسبة الى تعين الجسم هو النطفة ثم بالتصوير يحصل التركيب الجسمى واللّه اعلم

﴿ ١