٢٩ { يا ايها الذين آمنوا ان تتقوا اللّه } اى فى كل ما تأتون وترون { يجعل لكم } بسبب ذلك { فرقانا } هداية فى قلوبكم تفرقون بها بين الحق والباطل او نصرا يفرق بين المحق والمبطل باعزاز المؤمنين واذلال الكافرين كما قال تعالى { يوم الفرقان يوم التقى الجمعان } واراد به يوم عز المؤمنين وخذلان الكافرين { ويكفر عنكم سيآتكم } اى يسترها والفرق بين السيئة والخطيئة ان السيئة قد تقال فيما يقصد بالذات والخطيئة تغلب فيما يقصد بالعرض لانها من الخطأ { ويغفر لكم ذنوبكم } بالعفو والتجاوز عنها { واللّه ذو الفضل العظيم } اى عظيم الفضل على عباده وهو تعليل لما قبله وتنبيه على ان وعد اللّه لهم على التقوى تفضل واحسان لا انه مما توجب التقوى كما اذا وعد السيد عبده انعاما على عمل وفى الآية امور. الاول التقوى وهو فى مرتبة الشريعة ما اشير اليه بقوله تعالى { فاتقوا اللّه ما استطعتم } وفى مرتبة الحقيقة ما اشير اليه بقوله تعالى { واتقوا اللّه حق تقاته } [ متقى آنست كه حق سبحانه وتعالى را وقاية خود كرفته باشد در ذات وصفات وافعال فعل او در افعال حق فانى باشد وصفت اودر صفات حق مستهلك كشته ] كم شده جون سايه نور آفتاب ... باجو بوى كل در اجزائ كلاب قال ابن المبارك سألت الثورى من الناس فقال العلماء قلت من الاشراف قال المتقون قلت من الملوك قال الزهاد قلت من الغوغاء قال القصاص الذين يستأكلون اموال الناس بالكلام قلت من السفلة قال الظلمة. الثانى ان التقوى اسندت الى المخاطبين وجعل الفرقان الى اللّه تعالى فاللّه تعالى اذا اراد بالعبد خرا اصطفاه لنفسه وجعل فى قلبه سراجا من نور قدسه يفرق به بين الحق والباطل والوجود والعدم والحدوث والقدم ويتبصر به عيوب نفسه كما حكى عن احمد بن عبد اللّه المقدسى قال صحبت ابراهيم بن ادهم فسألته عن بداية امره وما كان سبب انتقاله من الملك الفانى الى الملك الباقى فقال لى يا اخى كنت جالسا يوما فى اعلى قصر ملكى والخواص قيام على رأسى فاشرفت من الطاق فرأيت رجلا من الفقراء جالسا بفناء القصر وبيده رغيف يابس فبله بالماء واكله بالملح الجريش وانا انظر اليه الى ان فرغ من اكله ثم شرب شيأ من الماء وحمد اللّه تعالى واثنى عليه ونام فى فناء القصر فالهمنى اللّه سبحانه وتعالى الفكر فيه فقلت لبعض مماليكى اذا قام ذلك الفقير فائتنى به فلما استيقظ من نومه قال له الغلام يا فقير ان صاحب هذا القصر يريد ان يكلمك قال بسم اللّه وباللّه وتوكلت على اللّه لا حول ولا قوة الا باللّه العلى العظيم وقام معه ودخل على فلما نظر الى سلم على فرددت عليه السلام وامرته بالجلوس فجلس فلما اطمأن قلت له يا فقير اكلت الرغيف وانت جائع فشبعت قال نعم قلت وشربت الماء على شهوة فرويت قال نعم قلت ثم نمت طيبا بلاهم وغم فاسترحت قال نعم فقلت فى نفسى وانا اعاتبها يا نفس ما اصنع بالدنيا والنفس تقنع بما رأيت وسمعت فقعدت التوبة مع اللّه تعالى فلما انصرم النهار واقبل الليل لبست مسحا من صوف وقلنسوة من صوف وخرجت حافيا سائحا الى اللّه تعالى وهذه احدى الروايتين فى بداية امره. والثالث ان المغفرة فضل عظيم من اللّه تعالى فلا بد للمؤمن حسن الظن باللّه تعالى فانها ليست بمقطوعة قيل اوحى اللّه تعالى الى موسى عليه السلام ( انى اعلمك خمس كلمات هن عماد الدين ما لم تعلم ان قد زال ملكى فلا تترك طاعتى ) همه تحت وملكى يذيرد زوال ... يجز ملك فرمانده لا يزال ( وما لم تعلم ان خزائنى قد نفذت فلا تهتم برزقك ) در دائره قسمت ما نقطه تسليم ... لطف أنجه توانديشى وحكم آنجه توفرمايى ( وما لم تعلم ان عدوك قد مات يعنى ابليس فلا تامن من مفاجأته ولا تدع محاربته ) كجاسر برآريم ازين عاروننك ... كه با او بصلحيم وباحق بجنك ( وما لم تعلم انى قد غفرت لك فلا تعب المذنبين ) مكن بنامه سياهى ملامت من مست ... كه آكه است كع تقدير برسرش جه نوشت ( وما لم تدخل جنتى فلا تأمن مكرى ) زاهد ايمن مشو از بازى غيرت زنهار ... كه ره از صومعة تادير مغان اين همه نيست فعلى العاقل ان يجتهد الى آخر العمر كى يفكر اللّه عنه سيآت وجوده الفانى ويستره بانوار جماله وجلاله واللّه ذو الفضل العظيم لمن تجاوز عما عنده راغبا فيما عند اللّه والفضل العظيم هو البقاء باللّه بعد الفناء فيه كما فى التاويلات النجمية |
﴿ ٢٩ ﴾