|
٤٦ { واطيعوا اللّه ورسوله } فى كل ما تأتون وما تذرون خصوصا فى امر الجهاد وثبات القدم فى معركة القتال { ولا تنازعوا } باختلاف الآراء كما فعلتم ببدر واحد { فتفشلوا } جواب للنهى يقال فشل اى كسل وضعف وتراخى وجبن { وتذهب ريحكم } بالنصب عطف على جواب النهى اى تذهب دولتكم وشوكتكم فانها مستعارة للدولة من حيث انها فى تمشى امرها ونفاذه مشبهة بها فى هبوبها وجريانها. وقيل المراد بها الحقيقة فان النصرة لا تكون الا بريح يبعثها اللّه تعالى ويقال لها ريح النصرة -وروى- انه حاصر المدينة قريش وغطفان وبنوا قريظة وبنوا النضير يوم الخندق فهبت ريح الصبا شديدا فقلعت خيامهم واراقت قدورهم وهربوا فقال عليه السلام ( نصرت بالصبا واهلكت عاد بالدبور ) والصبا بفتح الصاد وبالقصر ريح تهب من المشرق والدبور هى ما يقابل الصبا فى الهبوب يعنى الريح مأمورة تجيء تارة للنصرة وتارة للاهلاك وفى المثنوى جمله ذرات زمين وآسمان ... لشكر حقند كاه امتحان بادرا ديديكه باعادان جه كرد ... ابرا ديديكه باطوفان جه كرد { واصبروا } على شدائد الحرب وقتال المشركين ولا تولوهم الادبار { ان اللّه مع الصابرين } بالنصرة والكلاءة وما يفهم من كلمة مع ما من اصالتهم انما هى من حيث الامداد والاعانة |
﴿ ٤٦ ﴾