٦٥

{ يا ايها النبى } يا رفيع القدر

{ حرض المؤمنين على القتال } اى بالغ فى حثهم على قتال الكفار ورغبتهم فيه بوعد الثواب او التنفيل عليه. والتحريض على الشيء ان يحث الانسان غيره ويحمله على شيء حتى يعلم منه انه تخلف عنه حارضا اى قريبا من الهلاك فتكون الآية اشارة الى ان المؤمنين لو تخلفوا عن القتال بعد حث النبى عليه السلام اياهم على القتال لكانوا حارضين مشرفين على الهلاك والحث انما يكون بعد الاقدام بنفسه ليقتدى القوم به ولهذا كان النبى عليه السلام اذا اشتدت الحرب اقرب الى العدو منهم كما قال رضى اللّه عنه كنا اذا احر البأس ولقى القوم اتقينا برسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وسلم فما يكون احد اقرب الى العدو منه : قال السلطان سليم فاتح مصر

كرلشكر عدو بود از قاف تابقاف ... باللّه كه هيج روى نمى از مصاف

جون آفتاب ظلمت كفر از جهان برم ... كاهى جو صبح تيغ برون آرم از غلاف

وفى الآية بيان فضله الجهاد والا لما وقع الترغيب عليه وفى الحديث ( ما جميع اعمال العباد عند المجاهدين فى سبيل اللّه الا كمثل خطاف اخذ بمنقاره من ماء البحر )

{ ان يكن منكم } ايها المؤمنون

{ عشرون صابرون } فى معارك القتال

{ يغلبوا مائتين وان يكن منكم مائة يغلبوا الفا من الذين كفروا } بيان للالف وهذا القيد معتبر فى المائتين ايضا كما ان قيد الصبر معتبر فى كل من المقامين

{ باهم لا يفقهون } متعلق بيغلبوا اى بسبب انهم قوم جهلة باللّه وباليوم الآخر لا يقاتلون احتسابا وامتثالا لامر اللّه واعلاء لكلمته وابتغاء لمرضاته وانما يقاتلون للحمية الجاهلية واتباع الشهوات وخطوات الشيطان واثارة نائرة البغى والعدوان فيستحقون القهر والخذلان وهذا القول وعد كريم منه تعالى متضمن لايجاب مقاومة الواحد للعشرة وثباتهم بهم. وقد بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حمزة فى ثلاثين راكبا فلقى ابا جهل فى ثلاثمائة راكب فهزمهم فثقل عليهم ذلك وضجوا منه بعد مدة فنسخ اللّه هذا الحكم بقوله

﴿ ٦٥