٦٩

{ فكلوا مما غنمتم } -روى- انهم امسكوا عن الغنائم فكلوا ما غنمتموه [ از آنجه غنيمت كرفتيد وفديه ازان جمله است ]

{ حلالا } حال من المغنوم وفائدته ازاحة ما وقع فى نفوسهم من عدم حل المغنوم بسبب تلك المعاتبة فان من سمع العتاب المذكور وقع فى قلبه اشتباه فى امر حله

{ طيبا } الطيب المستلذ ويوصف الحلال بذلك على التشبيه فان المستلذ ما لا يكون فيه كراهية فى الطبع وكذا الحلال ما لا يكون فيه كراهية فى الدين

{ واتقوا اللّه } اى فى مخالفة امره ونهيه

{ ان اللّه غفور رحيم } فيغفر لكم ما فرط منكم من استباحة الفداء قبل ورود الاذن فيه ويرحمكم ويتوب عليكم اذا اتقيتموه

قال الكاشفى [ رحيم مهر بانست كه غنيمت برشما حلال كرده وبرامم ديكر حرام بوده ] كما قال ابن عباس رضى اللّه عنهما كانت الغنائم حراما على الانبياء فكانوا اذا اصابوا مغنما جعلوه للقربان فكانت تنزل نار من السماء فتأكله وللّه تعالى عنايات لهذه الامة لا تحصى -روى- عن النبى عليه السلام انه قال لآدم ليلة المعراج ( انت خير الناس لان اللّه تعالى قد فعل معك ستى اشياء. خلقك بيده. واكرمك بالعلم. واسجد لك ملائكته. ولعن من لم يسجد لك. وكرمك بامرأة منك حواء. واباح لك الجنة بحذافيرها ) فقال لا بل انت خير الناس لانه اعطاك ستة اشياء لم يعطها احد غيرك. جعل شيطانك مسلما. وقهر عجوك. وعطاك زوجة مثل عائشة تكون سيدة نساء الجنة. واحيى جميع الانبياء لاجلك. وجعلك مطلعا على سرائر امتك

واعمل امتك بستة اشياء. اولها اخرجنى من الجنة بكعصية واحدة ولا يخرج امتك من المسجد بالمعصية. ونزع منى الحلة لم ينزع الستر من امتك. وفرق عنى زوجتى ولا يفرق عن امتك ازواجهم. زنقص من قامتى ولا ينقص من قامتهم وفضحنى بقوله وعصى آدم وستر على امتك. وبكيت مائتى سنة حتى غفر لى ويغفر لامتك بعذر واحد : قال السعدى قدس سره

محالست اكر سر برين درنهى ... كه باز آيدت دست حاجت نهى

بضاعت نياورد الا اميد ... خدايا زعفوم مكن ن اميد

وينبغى للمؤمن ان يأخذ الحذر فان عتاب اللّه تعالى اذا كان بهذه المرتبة فى صورة الخطأ فى الامور الاجتهادية فما ظنك فى عتابه بل بعقابه فىلامور العمدية المخالفة لكتاب اللّه تعالى ألا ترى ان الهدهد لما خالف سليمان فى الغيبة استحق التهديد والزجر والعقوبة فانك ان خالفت امر سلطانك تستحق العقوبة فان انت واظبت على الخدمة والطاعة اقمت عذرك وفى القصة بيان لزوم البكاء عند وقوع الخطأ لان النبى صلى اللّه عليه وسلم وابا بكر رضى اللّه عنه بكيا

قيل ان النار تقرب يوم القيامة ويقول اضربه على وجهها فيضر به فتفر النار فيقول ( يا جبرائيل من اين هذا الماء ) فيقول انه من دموع العصاة : وفى المثنوى

تانكريد ابر كى خنند جمن ... تانكريد طفل كى جوشد لبن

طفل يك روزه همى داند طريق ... كه بكريم تارسد دايه شفيق

تونمى دانى كه دايه دايكان ... كم دهد بى كريه شير اورا يكان

جون بر آرند ازبشيمانى انين ... عرش لرزد ازانين المذنبين

﴿ ٦٩