سُورَةُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ مِائَةٌ وَإِحْدَى عَشَرَةَ آيَةً

١

{ الر } اى انا اللّه ارى واسمع سؤالهم اياك عنهه القصة ويقال انا اللّه ارى صنيع اخوة يوسف ومعاملتهم معه . ويقال انا اللّه ارى ما يرى الخلق وما لا يرى الخلق . ويقال الر تعديد للحروف على سبيل التحدى فلا محل له من الاعراباو خبر مبتدأ محذوف اى هذه السورة الراى مسماة بهذا الاسم

يقول الفقير اصلحه اللّه القدير الحروف المقطعة من الاسرار المكتومة التى يحرم افشاؤها لغير اهلها . وقول بعضهم هذه الحروف من المتشابهات القرآنية لا يعلم معانيها الا اللّه سلوك الى الطريق الاسلم وتسليم للامر الى اهله وليس ببعيد من كرم اللّه تعالى الى ان يفيض معانيها على قلوب الكمل لكنهم انما يرمزون بها ويشيرون بغير تصريح بحقائقها صونا للعقول الضعيفة وحفظا للعهد المأخوذ منهم

قدر كوهر جوكوهرى داند ... جه نهى در دكان خرده فروش

قال الحافظ

قيمت در كرانما به جه دانند عوام ... حافظا كوهر يكدانه مده جز بخواص

وعن على رضى اللّه عنه لو حدثتكم ما سمعته من فم ابى القاسم لخرجتم من عندى وتقولون ان عليا اكذب الكذابين وافسق الفاسقين كما فى شرح المثنوى : قال حضرة الشيخ العطار قدس سره

دلى بر كوهر اسرار دائم ... ولى اندر زبان مسمار دارم

وقال حضرة مولانا قدس سره

هركه را اسرار كار آموختند ... مهر كردند ودهانشى دوختند

وكون هذه الحروف المبسوطة مما ليس لها وضع لغوى او عرفى معلوم لا ينافى ان يكون لها معان حقيقية فة الحقيقة فان الواضع هو اللّه تعالى فيحتمل انه وضع لها معانى معلومة لخص عباده بل الاحتمال مرفوع حيث ان نزول حرف التهجى على ابينا آدم عليه السلام يحقق موضعيتها فقول العلماء انها تعديد على نمط التحديد ليس له كثير معنى فالهم جدا وفى الحديث ( سألنى ربى ) اى ليلة المعراج ( فلم استطع ان اجيبه فوضع يده بين كتفى بلا تكييف ولا تحديد ) اى يد قدرته لانه سبحانه منزه عن الجارحة ( فوجدت بها بردها فاورثنى علوم الاولين والآخرين وعلمنى علوما شتى فعلم اخ علىّ كتمانه اذا علم انه لا يقدر على حمله غيرى وعلم خيرنى فيه واعلم امرنى بتبليغه الى العام والخاص من امتى ) وهى الانس والجن والملك كما فى انسان العيون

{ تلك } السورة واشير اليها بما يشير الى البعيد لانه وصل من المرسل الى المرسل فصار كالمتباعد او لان الاشارة لما كانت الى الموجود فى الذهن اشير بما ايماء الى بعده عن حيز الاشارة لما انها تكون بمحسوس مشاهد وهو مبتدأ خبره قوله

{ آيات الكتاب } اى القرآن

{ المبين } من ابان بمعنى بان اى وضح وظهر اى الظاهر امره فى كونه من عند اللّه تعالى وفى اعجازه او بمعنى بين واضح اى المبين لما فيه من الاحكام والشرائع وخفايا الملك والملكوت واسرار النشأتين وغير ذلك من الحكم والمعارف والقصص

وفى بحر العلوم الكتاب المبين هو اللوح وابانته انه قد كتب وبين كل ما هو كائن فهو يبينه للناظرين فيه ابانة ولما وصف الكتاب بما يدل على الشرف الذاتى عقب ذلك بما يدل على الشرف الاضافى

﴿ ١