٥٢

{ ذلك } من كلام يوم يوسف اى طلب البراءة او ذلك التثبت والتشمر لظهور البراءة

قال الكاشفى [ ملك يوسف راببغام دادكه زنان بكناه معترف شدند بياتا بحضورتو ايشانرا عقوبت كنم يوسف فرمودكه غرض من قوبت نبود اين خواست براى آن كردم كه ]

{ ليعلم } اى العزيز

{ انى لم اخنه } فى حرمه لان المعصية خيانة

{ بالغيب } بظهر الغيب وهو حال من الفاعل اى لم اخنه وانا غائب عنه فخفى على عينه او من المفعول اى وهو غائب عنى خفى عن عينى او ظرف اى بمكان الغيب اى وراء الاستار والابواب المغلقة

{ وان اللّه } اى وليعلم ان اللّه

{ لا يهدى كيد الخائنين } اى لا ينفده ولا يسدده بل يبطله ويزهقه كما لم يسدد كيد امرأته حتى اقرت بخيانة امانة زوجها وسمى فعل الخائن كيدا لان شانه ان يفعل بطريق الاحتيال والتلبيس فمعنى هداية الكيد اتمامه وجعله مؤديا الى ما قصديه . وفيه تعريض بامرأة العزيز فى خيانتها امانته وبنفس العزيز فى خيانة امانة اللّه حين ساعدها على حبس يوسف بعد ما رأوا آيات نزاهته ويجوز ان يكون ذلك لتأكيد امانته وانه لو كان خائنا لما هدى اللّه امره واحسن عاقبته . وفيه اشارة الى ان اللّه تعالى يوصل عباده الصادقين بعد الغم الى السرور ويخرجهم من الظلمات الى النور

قال بعضهم كنت اقرأ الحديث من الشيخ ابى حفص وكان بقربنا حانوت عطار فجاء رجل فاخذ منه العطر بعشرة دراهم فسقط من يده ففزع الرجل فقلنا تفرزع على يسير من الدنيا قال لو فزعت على الدنيا لفزعت حين سقط منى ثلاثة آلاف دينار مع جوهرة قيمتها كذاك ولكن الليلة ولد ولد لى فكلفت بلوازمه ولم يكن له غير هذه العشرة وقد ضاعت فلم يبق لى غير الفرار ففزعى لفراق الاهل والاولاد فسع جندى قوله فاخرج كيسا فيه الدنانير والجوهرة بالعلامة التى اخبر بها الرجل ولم يؤخذ منه شيء فسبحان من ابتلى عبده اولا بالشدائد ثم انجاه : قال المولى الجامى

درين دهر كهن رسميست ديرين ... كه بى تلخى نباشد عيش شيرين

خورد نه ماه طفلى در رحم خود ... كه آيد بارخ جون ماه بيرون

بسا سختى كخ بيند لعل درسنك ... كه خورشيد در خشانش دهدرنك

وفى الآية دلالة على ان الخيانة من الصفات الذميمة كما ان الامانة من الخصائل المحمودة فالصلاة والصوم والوزن والكيل والعبيد والاماء والودائع كلها امانات وكذا الامامة والخطابة والتأذين ونحوها امانات يلزم على الحكام تأديتها بان يقلدوها ارباب الاستحقاق ثم فى الوجود الانفسى امانات مثل السمع والبصر واليد والرجل ونحوها وكل اولئك كان عنه مسئولا والقلب امانة فاحفظه عن الميل الى ما سوى المولى : قال الصائب

ترا بكوهر دل كرده اند اما نتدار ... زدزدامانت حق رانكاه دار مخسب

فمن تيقن انه تعالى حاضر لديه ناظر عليه لم يجترئ على سوء الادب بموافقة النفس التى هى منبع القباحة والخيانة وحكى- ان شابا كان له رائحة طيبة فقيل له لك مصرف عظيم فىتلك الرائحة وثيابى بالنجاسة فخلتنى بظن الجنون فاعطانى اللّه تعالى تلك الرائحة ورأى الشاب فى المنام يوسف الصديق فقال له طوبى خلصك اللّه من تلك المرأة بدون هم منك وقد صدر منى هم اى هجوم الطبيعة البشرية وان لم يكن هناك وجود مقتضاها نسأل اللّه العصمة والتوفيق فى الدارين

﴿ ٥٢