٧٩

{ قال } يوسف

{ معاذ اللّه } من اضافة المصدر الى المفعول به اى نعوذ باللّه معاذا من

{ ان ناخذ الا من وجدنا متاعنا عنده } غير من وجد الصواع فى رحله لان اخذنا له انما هو بقضية فتواكم فليس لنا الاخلال بموجبها

{ انا اذا } اى اذا اخذنا غير من وجد متاعنا عنده ولو برضاه

{ لظالمون } فى مذهبكم ومالنا ذلك

قال فى بحر العبوم واذا جواب لهم وجزاء لان المعنى ان اخذنا بدله ظلمنا هذه زاهره

واما باطنه فهو ان اللّه امرنى بالوحى ان آخذ بنيامين لمصالح علمها اللّه فى ذلك فلو اخذت غيره لكنت ظالما وعاملا بخلاف الوحى

وفيه اشارة الى ان العمل بخلاف الالهام ايضا ظلم لان كل وارد يرد من اللّه تعالى لا بد ان يعمل به النبى والولى ويضعه فى المحل الذى عينه فالانبياء والاولياء منتظرون لامر اللّه فى كل حادثة فما لم يأمروا به ولم يخبروا لا يصدقونه ولا يتبعونه

وكان لسرى تلميذة ولها ولد عند المعلم فبعث به المعلم الى الرحى فنزل الصبى فى الماء فغرق فاعلم المعلم سريا بذلك فقال السرى قوموا بنا الى امه فمضوا اليها وتكلم السرى عليها فى علم الصبر ثم تكلم فى علم الرضى فقال يا استاذ وأى شيء تريد بها فقال لها ان ابنك قد غرق فقال نعم قالت ان اللّه تعالى ما فعل هذا ثم عاد السرى فى كلامه فى الصبر والرضى فقالت قوموا بنا فقاموا معها حتى انتهوا الى النهر فقالت اين غرق قالوا ههنا فصاحت ابنى محمد فاجابها لبيك يا اماه فنزلت واخذت بيده فمضت به الى منزلها فالتف السرى الاى الجنيد وق أى شيء هذا فقال اقول قال قل قال ان المرأة مراعية لما عليها وحكم من كان مراعيا لما لله عليه ان لا تحدث حادثة حتى يعلم بها فلما تكن تعلم هذه الحادثة انكرت فقالت ان ربى ما فعل هذا

ثم ان الظلم على انواع فالحكم بغير ما حكم اللّه به ظلم وطلب الظلم ظلم والصحبة بغير المجانس ظلم زمن ابتلى بالظلم وسائر الاوزار فعليه التدارك بالتوبة والاستغفار

قال سهل اذا احب اللّه عبدا جعل ذنبه عظيما وفى نفسه وفتح له بابا من التوبة الى رياض انسه واذا غضب على عبد جعل ذنبه صغيرا فى عينيه فكلما ادبه لا يتعظ نسال اللّه التوبة

﴿ ٧٩