|
٩٢ ولذلك { قل لا تثريب عليكم اليوم } [ هيج سرزنش نيست برشما امروز ومن هركز ديكر كناه شمارا باروى شمانيارم ] وهو تفعيل من الثرب وهو الشحم الذى يغشى الكرش ومعناه ازالة لثرب فكان التعبير والاستقصاء فى اللوم يذيب جسم الكريم وثربه لشدته عليه كما فى الكواشى وقال ابن الشيخ سمى التقريع تثريبا تشبيها له بالتثريب فى اشتمال كل منهما على معنى التمزيق فان التقريع يمزق العرض ويذهب ماء الوجه . واليوم منصوب بالتثريب اى لا تثريب عليكم اليوم الذى هو مظنة التثريب فما ظنكم بسائر الايام باليوم لزمان مطلقا ثم ابتدأ فقال { يغفر اللّه لكم } فدعا لهم بمغفرة ما فرط منهم او منصوب بيغفر وذلك ان يوسف صفح عن جريمتهم يومئذ فسقط حق العبد وتابوا الى اللّه فلم يبق حق اللّه لان اللّه تعالى يقبل التوبة عن عباده فلذلك قال { يغفر اللّه لكم } وفى التأويلات النجمية اخبر بصنيعهم فى البداية ولكنه كان سبب رفعة منزلته ونيل مملكته فى النهاية فلذلك قال { يغفر لاللّه لكم } انتهى ومن كرم يوسف ان اخوته ارسلوا اليه انك تدعونا الى طعامك بكرة وعشيا ونحن نستحيى منك بما يفرط منا فيك فقال ان اهل مصر وان ملكت فيهم كانوا ينظرون الىّ بالعين الاولى ويقوبون سبحان من بلغ عبدا بيع بعشرين درهما ما بلغ ولقد شرفت بكم الآن وعظمت فى العيون حيث علم الناس انكم اخوتى وانى من حفدة ابراهيم عليه السلام -وروى- ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم اخذ بعضادتى باب الكعبة يوم الفتح فقال لقريش ( ما تروننى فاعلا بكم ) قالوا نظن خيرا اخ كريم وابن اخ كريم وقد قدرت فقال ( اقول ما قال اخى يوسف لا تثريب عليكم اليوم ) -وروى- ان ابا سفيان لما جاء ليسلم قال له العباس اذا أتيت الرسول فاتل عليه { لا تثريب عليكم اليوم } ففعل فقال عليه السلام ( غفر اللّه لك ولمن علمك ) { وهو ارحم الراحمين } لان رحمة الراحمين ايضا برحمته او لان رحمتهم جزء من مائة جزء من رحمته تعالى والمخلوق اذا رحم فكيف الخالق بآهى بسوزد جهانى كناه ... بأشكى بشويد درون سياه بدر ماندهه تحت شاهى دهد ... بدر ماند كان هر جه خواهى دهد قال السعدى قدس سره نه يوسف كه جندان بلاديد وبند ... جو حكمش روان كشت وقدرش بلند كنه عفو كرد آل يعقوب را ... كه معنى بود صورت خوب را بكر دار بدشان مقيد نكرد ... بضاعات مرجات شان رد نكرد ز لطف همين جشم داريم نيز ... درين بى بضاعت ببخش اى عزيز بضاعت نياوردم الا اميد ... خدايا ز عقوم مكن ن اميد قال فى بحر العلوم الذنب للمؤمن سبب للوصلة والقرب من اللّه فانه سبب لتوبته واقباله على الله قال ابو سليمان الدارانى ما عمل داود عليه السلام عملا انفع له من الخطيئة ما زال يهرب منها الى اللّه حتى اتصل وقال فى التأويلات النجمية فو قوله { وهو ارحم الراحمين } اشارة الى انه ارحم من ان يجرى على عبد من عباده المقبولين امرا يكون فيه ضرر لعبد آخر فى الحال وانفع فى المآل ثم لا يوفقه لاسترضاء الخصم ليعفو عنه ما جرى منه ويستغفر له حتى يرحمه اللّه وايضا انه تعالى ارحم للعبد المؤمن من والديه وجميع الرحماء انتهى -حمى- انه اعتقل لسان فتى عن الشهادة حيث اشرف على الموت فاخبروا النبى صلّى اللّه عليه وسلّم فدخل عليه وعرض الشهادة فاضطرب ولم يعمل لسانه فقال عليه السلام ( أما كان يصلى أما كان يزكى أما كان يصوم ) قالوا بلى قال ( فهل عق والديه ) قالوا نعم قال ( هاتوا بامه ) فجاءت وهى عجوز عوراء فقال عليه السلام ( هلا عفوت أللنار حملته تسعة اشهر أللنار ارضعته سنين فأين رحمة الام ) فعند ذلك انطلق لسانه بالكلمة والنكتة انها كانت رحيمة لا رحمانة فللقليل من رحمتها ما جوزت احراقه بالنار فالرحمن الرحيم الى لا يتضرر بجناية العباد كيف يستجيز احراق المؤمنين المواظب على كلمة الشهادة سبعين سنة |
﴿ ٩٢ ﴾