٧

{ واذ تأذن ربكم } من جملة مقال موسى لقومه معطوف على نعمة اى اذكروا نعمة اللّه عليكم واذكروا حين تأذن وتأذن بمعنى آذان اى اعلم اعلاما بليغا لا يبقى معه شائبة شبهة اصلا لما فى صيغة التفعل من معنى التكلف المحمول فى حقه تعالى على غايته التى هى الكمال

وقال الخليل تأذن لكذا اوجب الفعل على نفسه . والمعنى اوجب ربكم على نفسه

{ لئن شكرتم } اللام لام التوطئة وهى التى تدخل على الشرط تقدم القسم لفظا او تقديرا لتؤذن ان الجواب له لا الشرط وهو مفعول تأذن على انه اجرى مجرى قال لانه ضرب من القول او مقول قول محذوف . والمعنى واذ تأذن ربكم فقال لئن شكرتم يا بنى اسرائيل نعمة الانجاء واهلاك العدو وغير ذلك وقابلتموها بالثبات على الايمان والعمل الصالح

{ لازيدنكم } نعمة الى نعمة ولاضاعفن لكم ما آتيتكم واللام ساد مسد جواب القسم والشرط جميعا

قال الكاشفى [ شيخ عبد الرحمن سلمى قدس سره از بو على جرجانى قدس سره اكر شكر كنيد برنعمت اسلام زياده كنم آنرا بايمان واكر سباس دارى كنيد برايمان افزون كردانم باحسان واكر بران شكر كوييد زياده سازم آنرا بمعرفت واكربرآن شاكر باشيد برسانم بمقام وصلت واكر آنرا شكر كوييد بالا برم بدرجة قربت وبشكران نعمت در آرم بخلوتكاه انس ومشاهده وازين كلام حقائق اعلام ميشود كه شكر مرقات ترقى ومعراج تصاعد بر درجاتست ] : وفى المثنوى

شكر نعمت نعمتت افزون كند ... كس زيان برشكر كفتى جون كند

شكر باشد دفع علتهاى دل ... سود دارد شاكر از سوداى دل

وقال فى التأويلات النجمية

{ لئن شكرتم } التوفيق

{ لازيدنكم } فى التقرب الى

{ ولئن شكرتم } التقرب الى

{ لازيدنكم } فى تقربى اليكم

{ ولئن شكرتم } تقربى اليكم { لازيدنكم } فى الجذبة الى

{ ولئن شكرتم } الجذبة

{ لازيدنكم } فى البقاء

{ ولئن شكرتم } البقاء

{ لازيدنكم } فى الوحدة

{ ولئن شكرتم } الوحدة

{ لازيدنكم } فى الصبر على الشكر والشكر على الصبر والصبر على الصبر والشكر على الشكر لتكونوا صبارا شكورا

{ ولئن كفرتم } اى لم تشكروا نعمتى قابلتموها بالنسيان والكفران اى لاعذبنكم فيكون قوله

{ ان عذابى لشديد } تعليلا للجواب المحذوف او فعسى يصيبكم منه ما يصيبكم ومن عادة الكرام التصريح بالوعد والتعريض بالوعيد فما ظنك باكرم الاكرمين حيث لم يقل ان عذابى لكم ونظيره قوله تعالى { نبئ عبادى انى انا الغفور الرحيم وان عذابى هو العذاب الاليم } قال سعدى المفتى ثم المعهود فى القرآن اذا انه ذكر الخير اسنده الى ذاته تعالى وتقدس واذا ذكر العذاب بعده عدل عن نسبته اليه وقد جاء التركيب هنا على ذلك ايضا فقال وتقدس واذا ذكر العذاب بعده عدل عن نسبته اليه وقد جاء التركيب هنا على لذك فقال فى الاول لازيدنكم وفى الثانى ان عذابى لشديد ولم يأت التركيب لاعذبنكم انتهى

ثمان شدة العذاب فى الدنيا بسبل النعم وفى العقبى بعذاب جهنم

وفى الأويلات النجمية ان عذاب مفارقتى بترك مواصلتى لشديد فان فوات نعيم الدنيا والآخرة شديد على النفوس وفوات المواصلات أشد على القلوب والارواح

قال فى بحر العلوم لقد كفروا نعمه حيث اتخذوا العجل وبدلوا القول فعذبهم بالقتل والطاعون

وعن ابى هريرة رضى اللّه عنه قال من رزق ستا لم يحرم ستا من رزق الشكر لم يحرم الزيادة لقوله تعالى

{ لئن شكرتم لأزيدنكم } ومن رزق الصبر لم يحرم الثواب لقوله تعالى

{ انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب } قال المولى الجامى

اكر زسهم حوادث مصيبتى رسدت ... درين نشمين حرمان كه موطن خطرست

مكن بدست جزع خرقه صبورى جاك ... كه فوت اجر مصيبت مصيبت دكرست

ومن رزق التوبة لم يحرم القبول لقوله تعالى

{ وهو الذى يقبل التوبة عن عباده } ومن رزق الاستغفار لم يحرم المغفرة لقوله تعالى

{ استغفروا ربكم انه كان غفارا } ومن رزق الدعاء لك يحرم الاجابة لقوله تعالى

{ ادعونى استجب لكم } وذلك لان اللّه تعالى لا يمكن العبد من الدعاء الا لاجابته ومن روق النفقة لم يحرم الخلف لقوله تعالى

{ وما انفقتم من شيء فهو يخلفه } وفى المثنوى

كفت بيغمبر كه دائم بهر بند ... دو فرشته خوش منادى مى كنند

كاى خدايا منفقانرا سير دار ... هر درمشانرا عوض ده صد هزار

اى خدايا ممسكانرا در جهان ... تومده الا زيان اندر زيان

فعلى العاقل ان يشكر النعممة ويرجو من اللّه الملك القادر الخلق الرزاق ان لا يفتر القلب واللسان واليد من الفكر والذكر والانفاق

ولقد ترك بلعم بن باعورا شكر نعمة الاسلام والايمان فعوقب بالحرمان ونعوذ باللّه من الخذلان اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين والمطيعين الصابرين القانعين انك انت المعين فى كل حين آمين

﴿ ٧