٢ { ربما } رب ههنا للتكثير كما فى مغنى اللبيب والمعنى بالفارسية اى بساوقت كه { يود } يتمنى في الآخرة { الذين كفروا } بالقرآن وبكونه من عند اللّه { لو كانوا مسلمين } يعنى فى الدنيا مستسلمين لاحكام اللّه تعالى واوامره ونواهيه ومفعول يود محذوف لدلالة لو كانوا مسلمين عليه أى يودون الاسلام على أن لو للتمنى حكاية لوداداتهم فر تقتضى جوابا وانما جيء بها على لفظ الغيبة نظرا الى انهم مخبر عنهم واو نظر الى الحكاية لقيل لو كنا مسلمين واما من جعل لو الواقعة بعد فعل يفهم منه معنى التمنى حرفا مصدرية فمفعول يود عنده لو كانوا مسلمين على ان يكون الجملة فى تأويل المفرد وفى الحديث ( اذا كان يوم القيامة واجتمع اهل النار ومعهم من شاء اللّه من اهل القبلة قال الكفار لمن فى النار من اهل القبلة ألستم مسلمين فقالوا بلى قالوا ففما اغنى عنكم اسلامكم وانتم معنا فى النار من اهل القبلة ألستم مسلمين فقالوا بلى قالوا فما اغنى عنكم اسلامكم وانتم معنا فى النار قالوا كانت لنا ذنوب فاخذنا بها فيغضب اللّه لهم بفضل رحمته فيأمر بكل من كان من اهل القبلة فى النار فيخرجون منها فحينئذ يود الذين كفروا لو كطانوا مسلمين ) وفى الحديث ( لا يزال الرب يرحم ويشفع اليه حتى يقول من كان من المسلمين فليدخل الجنة فعند ذلك يتمنون الاسلام ) اى يتمنونه اشد التمنى ويودونه اشد الودادة والا فنفس الودادة ليست بمختصة بوقت دون وقت بل هى مستمرة فى كل آن يمر عليهم قبل دخول النار وبعده كما يدل عليه رب التكثيرية وقال بعضهم ربما يود الذين فسقوا لو كانوا مطيعين وربما يود الذين كسلوا لو كانوا مجتهدين وربما يود الذين غفلوا لو كانوا ذاكرين اكر مرده مسكين زبان داشتى ... بفرياد وزارى فغان داشتى كه اى زنده جون هست امكان كفت ... لب ازذكر جون مرده برهم مخفت جومارا بغفلت بشد روزكار ... توبارى دمى جند فرصت شمار وقال عبد اللّه بن المبارك ما خرج من الدنيا من مرمن وكافر الا على ندامة وملامة لنفسه فالكافر لما يرى من سوء ما يجازى به والمؤمن لرؤية تقصيره فى القيام بموجب الخدمة وترك الحرمة وشكر النعمة وقال ابن العرجى الكفران هنا كفران النعمة ومعناه ربما يود الذين جهلوا نعم اللّه عندهم وعليهم ان لو كانوا شاكرين عارفين برؤية الفضل والمنة يقول الفقير عبادة الكفر وان كانت شاملة لكفر الوحدة وكفر النعمة لكن الآية نص فى الاول ولا مزاحمة فى باب المعانى الثوانى التى هى من قبيل الاشارات القرآنية والمدلولات المحتملة فعليك العمل بالكل فانه سلوك لخير السبل |
﴿ ٢ ﴾