٣

{ ذرهم } اى دع الكفار يا محمد عن النهى عماهم عليه بالتذكرة والنصيحة لا سبيل الى ارعوائهم عن ذلك

والآية منسوخة بآية القتال كما فى بحر العلوم

قال الكاشفى [ امر تهوين وتحقير است يعنى كافران درجه حسابند دست ازيشان بدار تا در دنيا ]

{ يأكلوا } كالانعام

{ ويتمتعوا } بدنياهم وشهواتها والمراد دوامهم على ذلك لاحداثهم كانوا كذلك وهما امران بتقدير اللام لدلالة ذرهم عليه او جواب امر على التجوز لان الامر بالترك يتضمن الامر بهما اى دعهم وبالغ فى تخليتهم وشانهم بل مردهم بتعاطى ما يتعاطون

{ ويلههم } اى يشغلهم عن اتباعك او عن الاستعداد للمعاد

{ الامل } التوقع لطول الاعمار وبلوغ الاوطار واستقامة الاحوال وان لا يلقوا فى العاقبة والمآل الاخيرا : قال الصائب

درسر اين غافلان طول امل دانى كه جيست ... اشيان كردست مارى دركبوتر خانه

قال فى بحر العلوم ان الامل رحمة لههذ الامة لولاه لتعطل كثير من الامور وانقطع اغلب اسباب العيش والحياة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ( انما الامل رحمة اللّه لامتى لولا الامل ما ارضعت ام ولدا ولا غرس غارس شجرا ) رواه انس والحكمة لا تتضى اتفاق الكل على الاخلاص والاقبال الكلى على اللّه فان ذلك مما يخل بامر المعاش وولذلك قيل لولا الحمقى لخربت الدنيا

قال بعضهم لو كان الناس كلهم عقلاء لما اكلنا رطبا ولا شربنا ماء باردا يعنى ان العقلاء لا يقدمون على صعود النخيل لاجتناء الرطب ولا على حفر الآبار لاستنباط الماء البارد كما فى اليواقيت

قال فى شرح الطريقة الامل ارادة الحياة للوقت للتراخى بالحكم والجزم اعنى بلا استثناء ولا شرط صلاح وهو مذموم فى الشرع جدا وغوائله اربع الكسل فى الطاعة وتأخيرها وتسويف التوبة وتركها قسوة القلب بعد ذكر الموت والحرص على جميع الدنيا والاشتغال بها عن الآخرة

{ فسوف يعلمون } سوء صنيعهم اذا عاينوا جزاءه وهو وعيد لهم

قال فى التأويلات النجمية قوله

{ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل } تهديد لنفس ذاقت حلاوة الاسلام ثم عادت الى طبعها الميشوم واستحلت مشاربها من نعيم الدنيا والتمتع بنعيمها ثم قال

{ فسوف يعلمون } ما خسروا من انواع السعادات والكرامات والدرجات والقربات وما فات منهم من الاحوال السينية والمقامات العلية وما اورثتهم الدنيا الدنية من البعد من اللّه والمقت وعذاب نار القطيعة والحرمان

﴿ ٣