١١ { ينبت } اللّه تعالى { كلم } لمصالحكم ومنافعكم { به } اى بما انزل من السماء { الزرع } الذى هو اصل الاغذية وعمود المعاش. قال الكاشفى [ مراد حبوب غاذيه است كه زراعت ميكنند ] قال في بحر العلوم الزرع كل ما استنبت بالبذر مسمى بالمصدر وجمع زروع . قال كعب الابحبار لما اهبط اللّه تعالى آدم جاء ميكائيل بشئ من حب الحنطة وقال هذا رزق ورزق اولادك قم فاضرب الارض وابذر البذر قال ولم يزل اخب من عهد آدم الى زمن ادريس كبيضة النعام فلما كفر الناس نقص الى بيضة الدجاج ثم الى بيضة الحمام ثم الى قدر البندقة ثم الى قدر الحمصة ثم الى المقدار المحسوس الا ان يقال ان البوم لا يأكل الحنطة ولا يشرب الماء اما الاول فلان آدم عصى بالحنطة ربه واما الثانى فلان قوم نوح اهلكوا بالماء { والزيتون } الذى هو ادام من وجه وفاكهة من وجه. وقال الكاشفى يعني [ درخت زيتون را ] . قال فى انسان اليعون شجرة الزيتون تعمر ثلاثة آلاف سنة وكان زاده صلّى اللّه عليه وسلّم وقت تخليه بغار حراء بالمد والقصر الكعك والزيت وجاء ( ائتدموا بالزيت وادهنوا به فانه يخرج من شجرة مباركة ) وهى الزيتون وقبل لها مباركة لانها لا تكاد تنبت الا فى شريف البقاع التى بورك فيها كارض بيت المقدس { والنخيل } [ وخرما بنانرا ] والنخيل والنخل بمعنى واحد وهواسم جمع والواحدة نخلة كالثمرة والثمر وفى الحديث ( اكرموا عمتكم النخلة فانها خلقت من فضل طينة آدم وليست من الشجرة شجرة اكرم على اللّه من شجرة ولدت تحتها مريم ابنة عمران فاطعموا نساءكم الولد الرطب فان لم يكن رطب فتمر ) كما فى المقاصد الحسنة { الاعناب } [ وتا كهارا ] جمع الاعناب للاشارة الى ما فيها من الاشتمال على الصناف المختلفة . وفيه اشارة الى ان تسمية العنب كرما لم يكن يوضع الواضع ولكنه كان من الجاهيلة كأنهم قصدوا به الاشتقاق من الكرم لكون الخمر المتخذة منه تحت على الكرم والسخاء فنهى النبى عليه السلام عن ان يسموه بالاسم الذى وضع الجاهلية وامرهم بالتسمية اللغوية بوضع الواضع حيث قال ( لا تقولوا الكرم ولكن قولوا العنب والحبلة ) ثم بين قبح تلك الاستعارة بقوله ( إنما الكرم قل بالمؤمن ) يعني ان ما ظنوه من السخاء والكرم فانما هو من قلب المؤمن لا من الخمر اذا اكثر تصرفات السكران عن غلبة من عقله فلا يعتبر ذلك العطاء كرما ولا سخاء اذهو في تلك الحالة كصبى لا يعقل السخاء ويؤثر بماله سرفا وتبذيرا فكما لا يحمل ذلك على الكرم فكذا اعطاء السكران كذا فى ابكار الافكار . وخصص هذه الانواع المعدودة بالذكر للاشعار بفضلها وشرفها ثم عمم فقال { ومن كل الثمرات } من تبعضية اى بعض كلها لانه لم يخرج بالمطر جميع الثمرات وانما يكون فى الجنة اى لم يقل كل الثمرات لان كلها لا تكون الا فى الجنة وانما ابنت فى الارض من كلها للتذكرة ولعل المراد ومن كل الثمرات التى يحتملها هذه النشأة الدنيوية وترى بها وهى الثمرات المتعارفة عند الناس بانواعها واصنافها فتكون كلمة من صلة كما فى قوله تعالى { يغفر لكم من ذنوبكم } على رأى الكوفية وهو اللائح { ان فى ذلك } اى فى انزال الماء وانبات ما فصل { آية } عظيمة دالة على تفرده تعالى بالالوهية لاشتماله على كمال العلم والقدرة والحكمة { لقوم يتفكرون } فان من تفكر فى ان الحبة والنواة تقع فى الارض وتصل اليها نداوة تنفذ فيها فينشق اسفلها فيخرج منه عروق وتنبسط فى اعماق الارض وينشق اعلاها ان كانت منتكسة فى الوقوع ويخرج منه ساق فينمو ويخرج منه الاوراق والازهار والحبوب والثمار على اجسام مختلفة الاشكال والالوان والخواص والطبائع وعلى نواة قابلة توليد الامثال على النمط المحرر لا الى نهاية مع اتحاد المواد واستواء نسبة الطبائع السفلية والتأثيرات العلوية بالنسبة الى الكل علم ان من هذه افعاله وآثاره لا يمكن ان يشبهه شئ فى شئ من صفات الكمال فضلا عن ان يشاركه اخس الاشياء فى صفاته التى هى الالوهية واستحقاق العبادة تعالى عن ذلك علو كبيرا روضه جابنش جانها آفريد ... بغجه كون ومكانها آفريد كرد ازهر شاخها كل برك وبار ... جلوه او نقش ديكر آشكار والتفكر تصرف القلب فى معانى الاشياء لدرك المطلوب قالوا الذكر طريق والفكر وسيلة المعرفة التى هى اعظم الطاعات. قال بعضهم الذكر افضل للعامة لما فى الفكر لهم من خوف الوقوع فى الاباطيل وتمكن من الفكر المستقيم فانهم كلما عرضت لهم شبهة تطلبوا دليلا يزيلها فكان الفكر لهم افضل من الذكر اذا لم يتمكنوا من حصول الفكر البليغ مع الذكر واليه اشار عليه السلام بقوله ( تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة ) - روى - ان عثمان رضى اللّه عنه ختم القرآن فى ركعة الوتر تمكنه من التدبر والتفكر ولم يبح ذلك لمن لم يتمكن من تدبيره ومعرفة فقهه واجل له مدة يتمكن فيها من ذلك كالثلاثة والسبعة |
﴿ ١١ ﴾