سُورَةُ الْإسْرَاءِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ مِائَةٌ وَإِحْدَى عَشَرَةَ آيَةً ١ { سبحان } اسم بمعنى التسبيح الذى هو التنزيه ومتضمن معنى التعجب وانتصابه بفعل مضمر متروك واظهاره تقديره اسبح اللّه عن صفات المخلوقين سبحان بمعنى تسبيحا ثم نزل منزلة الفعل فناب مثابة كقولهم معاذ اللّه وغفرانك وغير ذلك . وقيل هو مصدر كغفران بمعنى التنزه وتصدير الكلام به للتنزيه عن العجز عما ذكره بعده وهو لا ينفى التعجب. قال فى التأويلات النجمية كلمة سبحان للتعجب بها يشير الى اعجب امر من اموره تعالى جرى بينه وبين حبيبه. وفى الاسئلة الحكم اما اقتران الاسراء بالتسبيح ليتقى بذلك ذو العقل وصاحب الوهم ومن يحكم عليه خياله من اهل التشبيه والتجسيم مما يخيله فى حق الخالق من الجهة والجسد والحد والمكان . وأنما تعجب بعروجه دون نزوله عليه السلام لانه لما عرج كان مقصده الحق تعالى ولما نزل كان مقصد الخلق والمقصود من التعجب التعجب بعروجه . وايضا ان عروجه اعجب من نزوله لان عروج الكشف الى العلو من العجائب { الذى اسرى بعبده }. قال الكاشفى [ با كى وبى عيسى آنراكه بجهت كرامت ببرد بنده خودرا كه محما ست صلّى اللّه عليه وسلّم ] الاسراء السير بالليل خاصة كالسرى يقال اسرى وسرى اى سار ليلا ومنه السرية لواحدة السرايا لانها تسرى فى خفية واسرى به اى سيره ليلا. قال النضر سقط السؤال والاعتراضات على المعراج بقول اسرى دون سار ونظيره قوله عليه السلام ( حببّ الى من دنياكم ثلاث ) حيث لم يقل احببت . وانما قال بعبده دون بنبيه لئلا يتوهم فيه نبوة والوهة كما توهموا فى عيسى ابن مريم عليهما السلام بانسلاخه عن الاكوان وعروجه بجسم الى الملأ الاعلى مناقصا للعادات البشرية واطوارها . وادخل الباء للمناسبة بين العبودية التى هى الذلة والتواضع وبين الباء التى هى حرف الخفض والكسر فان كل ذليل منكسر. وفيه اشارة الى شرف مقام العبودية حتى قال الامام فى تفسيره ان العبودية افضل من الرسالة لان بالعبودية ينصرف من الخلق الى الحق فهى مقام الجميع وبالرسالة ينصرف من الحق الى الخلق فهى مقام الفرق والعبودية ان يكل اموره الى سيده فيكون هو المتكفل باصلاح مهامه والرسالة التكفل بمهام الامة وشتان ما بينهما. قال الشيخ الاكبر قدس سره ان معراجه عليه السلام اربع وثلاثون مرة واحدة بجسده والباقى بروحه رؤيا رآها اى قبل النبوة وبعدها وكان الاسراء الذى حصل له قبل ان يوحى اليه توطئة له وتيسيرا عليه كام كان بدأ نبوته الرؤيا الصادقة والذى يدل على انه عليه السلام عرج مرة بروحه وجسده معا قوله اسرى بعبده فان العبد اسم للروح والجسد جميعا وايضا ان البراق الذى هو من جنس الدواب انما يحمل الاجساد وايضا لو كان بالروح حال النوم او حال الفناء او الانسلاخ لما استبعده المنكرون اذ المتهيئون من جميع الملل يحصل لهم مثل ذلك ويتعارفونه بينهم. قال الكاشفى [ آنانكه درين قصه ثقل جسدرا مانع دانند از صعود ارباب بدعت اند ومنكر قدرت ] آنكه سرشت تنش ازجان بود ... سير وعروجش بتن آسان بود وقد ذكروا ان جبريل عليه السلام اخذ طينة النبى صلىلله علهي وسلم فعجنها بمياه الجنة وغسلها من كل كثافة وكدورة فكأن جسده الطاهر كان من العالم العلوى كروحه الشريف. فان قلت ففيم اسرى به . قالت قال صلّى اللّه عليه وسلّم ( اسرى بى فى قفص من لؤلؤ فراشه من ذهب ) كما فى بحر العلوم { ليلا } نصب على لاظرف وهو تأكيد اذا الاسراء فى لسان العرب لا يكن الا ليلا حتى لا يتخيل انه كان نهارا ولا يظن انه حصل بروحه او لافادة تقليل مدة الاسراء فى جزء من الليل لما فى التنكير من الدلالة على البعضية من حيث الافراد فان قولك سيرت ليلا كما يفيد بعضية زمان سيرك من الليلالى يفيد بعضيته من فرد واحد منها بخلاف ما اذا قلت سرت الليل فانه يفيد استيعاب السير له جميعا فيكون معيارا للسير لا ظرفا له وهى ليلة سبع وعشرين من رجب ليلة الاثنين وعليه عمل الناس قالوا انه عليه السلام ولد يوم الاثنين بعث يوم الاثنين واسرى به ليلة الاثنين وخرج من مكة يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين ومات يوم الاثنين ولعل سره ان يوم الاثنين اشارة الى التعين الثانى الذى هو مبدأ الفياضة ونظيره الباء كام ان الباء من الحروف الهجائية له التعين الثانى فكذا يوم الاثنين فكان الالف ويوم الاحد بمنزلة تعين الذات والباء ويوم الاثنين اى تعينهما بمنزلة تعين الصفات فافهم وفى وصف هذه الليلة : قال المولى الجامى قدس سره ز قدر او مثالى ليلة القدر ... ز نور او براتى ليلة البدر سوادطره اش خجلت ده حور ... بياض غره اش نور على نور نسيمش جعد سنبل شانه كرده ... هوايش اشك بشنم دانه كرده بمسمار ثوابت جرخ سيار ... به بسته در جهان درهاى ادبار طرب را جون سخن خندان ازولب ... كريزان روز محنت زو شباشب فان قلت فلم جعل المعراج ليلا ولم يجعل نهارا حتى لا يكون اشكال وطعن. قلت ليظهر تصديق من صدق وتكذيب من كذب . وايضا ان اليل محل الخلوة بالحبيب فالليل حظ الفراش والوصال والنهار حظ اللباس والفراق والليل مظهر البطون والنهار نظهر الظهور والليل راحة من الجنة والنهار تعب والتعب من النار وكان الاسراء قبل الهجرة بسنة : يعنى [ درسال دوازدهم از مبعث بوده ] { من المسجد الحرام } اصح الروايات على ان الاسراء كان من بيت ام هانئ بنت ابى طالب وكان بيتها من الحرم والحرم كله مسجد. قالوا حدود الحرم من جهة المدينة على ثلاثة اميال ومن طريقة العراق على سبعة اميال ومن طريق الجعرانة على تسعة اميال ومن طريق الطائف على سبعة اميال ومن طريق جده على شعرة اميال والمواقيت الخمسة التى وقتها النبى صلّى اللّه عليه وسلّم وعينها للاحرام فناء للحرم وهو فناء للمسجد الحرام وهو فناء للبيت شرفه اللّه تعالى فالبيت اشارة الى الذات الالهية والمسجد الحرام على الصفات والحرم الى الافعال وخارج المواقيت الى الآثار ومن قصد مكة سواء كان للزيارة او غيرها لا يحل له التجاوز من هذه الافنية غير محرم تعظيما لها وقس عليه دخول المساجد وحضور المشايخ اصحاب القلوب للصلاة والزيارة فانه لا بدمن ادب الظاهر والباطن فى كل منهما - ذكروا - ان الحجر الاسود اخرج من الجنة وله ضوء فكل موضع بلغ ضوءه كان حرما. وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما لما هبط آدم الى الارض خر ساجدا معتذرا فارسل اللّه تعالى جبريل بعد اربعين سنة يعلمه بقبول توبته فشكا الى اللّه تعلى ما فاته من الطواف بالعرش فاهبط اللّه له البيت المعمور وكان ياقوتة حمراء فاضاء ما بين المشرق والمغرب فنفرت من ذلك النور الجن والشياطين وفزعوا وتفرقوا فى الجو ينظرونه فلما رأوه اى النور من جانب مكة اقبلوا يريدون الاقتراب اليه فارسل اللّه تعالى ملائكته فقاموا حوالى الحرم فى مكان الاعلام اليوم ومنعوهم فمن ثمة تسمى الحرم بالحرم { الى المسجد الاقصى } اى بيت المقدس وسمى بالاقصى اى الا بعد لانه لم يكن حينئذ ورآه مسجد فهو ابعد المساجد من مكة وكان بيتهام اكثر من مسيرة شهر. قال بعض العارفين اشارة بالمسجد الحرام الى مقام القلب المحرم ان يطوف به مشركوا القوى البدنية الحيوانية وترتكب فيه فواحشها وخطاياها وتحجه غير القوى الحيوانية من الصفات البهيمية والسبعية . واشار بالمسجد الاقصى الى مقام الروح الا بعد من العالم الجسمانى لشهود تجليات الذات. قال فى هدية المهديين معراج النبى عليه السلام الى المسجد الاقصى ثابت بالكتاب وهو فى اليقظة وبالجسد باجماع القرن الثانى ثم الى السماء بالخبر المشهور ثم الى الجنة او العرش او الى طواف العالم بخبر الواحد انتهى. قال الكاشفى [ رفتن آن حضرت ازمه ببيت المقدس بنص قرآن ثابتست ومنكرآ أن كافر وعروج برآسمانها ووصول بمرتبهقربت باحاديث صححه مشهوره كه قريبست بحد تواتر ثابت كشك وهركه انكار آن كند ضال ومبتدع باشد ] شاهد معراج نبى وافرست ... وآنكه مقرنيست بدين كافرست دستكه سلطنت اين وصال ... نيست به بامزدى خيل خيال عقل جه داند جه مقامست اين ... عشق شناست كه جه دامست اين { الذى باركنا حوله } [ آن مسجدى كه بركت كرديم بركرد او ] ببركات الدين والدنيا لانه مهبط الوحى والملائكة ومتعبد الانبياء من لدن موسى عليه السلام ومحفوف بالانهار والاشجار المثمرة فدمشق والاردنّ فلسطين من المدائن التى حوله { لنريه من آيتنا } غاية للاسراء واشارة الى ان الحكمة فى الاسراء به اراءة آيات مخصوصة بذاته تعالى التى ما شرف باراءتها احدا من الاولين والآخرين الا سيد المرسلين وخاتم النبيين فانه نبارك وتعالى أرى خليله عليه السلام وهو اعز الخلق عليه بعد حبيبه الملكوت كما قال { وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض } وأرى حبيبه آيات ربوبيته الكبرى كما قال { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } ليكون من المحبين المحبوبين فمن تبعضية لان ما اراه اللّه تعالى فى تلك الاليلة انما هو بعض آياته العظمة واضافة الآيات الى نفسه على سبيل التعظيم لها لان المضاف الى العظيم عظيم. وسقط الاعتراض بان اللّه تعالى ارى ابراهيم ملكوت السموات والارض وأرى نبينا عليه السلام بعض آياته فيلزم ان يكون معراج ابراهيم افضل. وحال الجواب انه يجوز ان يكون بعض الآيات المضافة الى اللّه تعالى اعظم واشرف من ملكوت السموات والارض كلها كما قال تعالى { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } قالوا فى التفاسير هى ذهابه فى بعض الليل مسيرة شهر ومشاهدته بيت المقدس وتمثل الانبياء له ووقوفه على مقاماتهم العلية ونحوها. قال فى اسئلة الحكم اما الآيات الكبرى . فمنها فى الآفاق ما ذكره عليه السلام من النجوم والسموات والمعارج العلى والرفرف الادنى وصرير الاقلام وشهود الالواح وما غشى اللّه سدرة المنتهى من الانوار وانتهاء الارواح والعلوم والاعمال اليها ومقام قاب قوسين من آيات الآفاق ومنها آيات الافنس وهو مقام المحبة والاختصاص بالهو { فاوحى الى عبده ما اوحى } مقام المسامرة وهو الهوّ غيب الغيب وايده { ما كذب الفؤاد ما رأى } والفؤاد قلب القلب وللقلب رؤية وللفؤاد رؤية فرؤية القلب يدركها العمى كما قال تعالى { ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور } والفؤاد لا يعمى لانه لا يعرف الكون وما له تعلق الا بسيده فان العبد هنا عبد من جميع الوجوده منزه مطلق التنزيه فى عبوديته فما تقل عبده من مكان الى مكان الا ليريه من آياته التى غابت عنه كانه تعالى قال ما اسريت به الا لرؤية الآيات لا الى ّ فانى لا يحدنى مكان ولا يقيدنى زمان ونسبة الامكنة والازمنة الى نسبة واحدة وانا الذى وسعنى قلب عبدى فكيف اسرى به الىّ وانا عنده ومعه اينما كان نزولا وعروجا واستواء { انه هوالسميع } لقوله صلّى اللّه عليه وسلّم بلا اذن كما يتكلم من غير آلة الكلام وهو اللسان ويعلم من غير اداة العلم وهو القلب { البصير } بافعال له بلا بصر حسبما يؤذن به القصر فيكرمه ويقربه بحسب ذلك. وفيه ايماء الى ان الاسراء المذكور ليس الا لتكرمته ورفع منزلته والا فالاحاطة باقواله وافعلها حاصلة من غير حاجة الى التقريب. وفى التأويلات وفى قوله { انه هو السميع البصير } اشارة الى ان النبى صلّى اللّه عليه وسلّم هو السميع الذى قال اللّه ( كنت سمعا فى يسمع وبى يبصر ) فتحقيقه لنريه من آيتنا المخصوصة بجمالنا وجلالنا انه هو السميع بسمعنا البصير ببصرنا فانه لا يسمع كلامنا الا بسمعنا ولا يبصر جمالنا الا ببصرنا جودر مكتب بى نشانى رسيد ... جكويم كه آنجاجه ديد وشنيد ورق در نوشتند وكم شد سبق ... شنيدن بحق بود وديدن بحق ( وتفصيل القصة ) انه عليه السلام بات ليلة الاثنين لسلة السابع والعشرين من رجب كما سبق فى بيت ام اهنى بنت ابى طالب واسمها على الاشهر فاختة اسلمت يوم الفتح وهرب زوجها جبيرة الى نجران ومات بها على كفره واضطجع عليه السلام هناك بعد ان صلى الركعتين اللتين كان يصليهما وقت العشاء ونام ففرج عن سقف بيتها ونزل جبريل وميكائيل واسرافيل عليهم السلام ومع كل واحد منهم سبعون الف ملك وايقظه جبريل بجناحه كما قال المولى الجامى درين شب آن جراغ جشم ببنش ... سزاى آفرين از آفرينش جو دولت شد زبد خواهان نهانى ... سوى دولت سراى امهانى به بهلوتكيه بر مهد زمين كرد ... زمين را مهد جان نازنين كرد دلش ببدار جشمش درشكر خواب ... نديده جشم بخت اين خواب درخواب درآمد ن كهان ناموس اكبر ... سبك روترازين طاوس اخضر برو ماليد بر كاى خواجه بر خيز ... كه امشب خواب آمد دولت انكيز برون بر يكزمان زين خوابكه رخت ... توبخت عالمى يبخواب به بخت قال عليه السلام ( فقمت الى جبريل فقلت اخى جبريل مالك فقال يا محمد ان ربى تعالى بعثنى اليك امرنى ان آتيه بك فى هذه الليلة بكرامة لم يكرم بها احد قبلك ولا يكرم بها احد بعدك فانك ان آتيه بك فى هذه الليلة بكرامة لم يكرم بها احد قبلك ولا يكرم بها احد بعدك فانك تريد ان تكلم ربك وتنظر اليه وترى فى هذه الليلة من عجائب ربك وعظمته وقدرته ) قال عليه السلام ( فوضأت وصليت ركعتين ) وشق جبريل صدره الشريف من الموضع المنخفض بين الترقوتين الى اسفل بطنه اى اشار الى ذلك فانشق فلم يكن الشق بآلة ولم يسل دم ولم يج له عليه السلام الما لانه من خرق العادة وظهور المعجزات فجاء بطست من ماء زمزم واستخرج قلبه عليه السلام فغسل ثلاث مرات ونزع ما كان فيه من اذى. وفيه اشارة الى فضل زمزم على المياه كلها جنانية او غيرها ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ ايمانا وحكمة فافرغ فيه لان المعانى تمثل بالاجسام كالعلم بصورة اللبين ووصعت فيه السكنة ثم اعاد القلب الى مكانه والتأم صدره الشريف فكانوا يرون اثرا كأثر المخيط فى صدره وهو اثر مر وريد جبريل. ووقع له عليه السلام شق الصدر ثلاث مرات . والمرة الاولى . حين كان فى بنى سعد وهو ابن خمس سنين على ما قاله ابن عباس رضى اللّه عنهما واخرج فى هذه المرة الملقة السوداء من القلب التى هى حظ الشيطان ومحل غمزه اى محل ما يلقيه من الامور التى لا تنبغى فلم يكن للشيطان فى قلب النبى عليه السلام حظ وكذا لم يكن لقلبه الطاهر ميل الى لعب الصبيان ونحوه وهو مما اختص به دون الانبياء عليهم السلام اذ لم يكن لهم شرح الصدر على هذا الاسلوب وللورثة الكمل حظ من هذا المعنى فانه يخرج من بعضهم الدم الاسود بالقيئ فى حال اليقظة ومن بعضهم حال الفناء والانسلاخ والاول اتم لانه يزول القلب بالكلية فينشط للعبادات كالعادات وجاء جبريل فى هذه المرة بخاتم من نور يحار الناظرون دونه فختم به قلبه عليه السلام لحفظ ما فيه وختم ايضا بين كتفيه بخاتم النبوة اى الذى هو علامة على النبوة وكان حوله خيلان فيها شعرات سود مائلة الى الحضرة وكان كالتفاحة او كبيض الحمامة او كرز الحجلة وهو طائر على قدر الحمامة كالقطاة احمر المنقار والرجلين ويسمى دجاج البر وزرها بيضتها. قال الترمذى والصواب حجلة السرير واحدة الحجال وزرها الذى يدخل فى عروتها كما فى حياة الحيوان مكتوب عليه ( لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه ) او ( محمد نبى امين ) او غير ذلك . والتوفيق بين الروايات بتنوع الحظوظ بحسب الحالات والتجليات او بالنسبة الى انظار الناظرين. قال الامام الدميرى ان بعض الاولياء سأل اللّه تعالى ان يريه كيف يأتى الشيطان ويوسوس فاراه الحق هيكل الانسان فى صورة بلور وبين كتفيه شامة سوداء كالعش والوكر فجاء الخناس يتحسس من جميع جوانبه وهو فى صورة خنزير له خرطوم كخرطوم الفيل فجاء من بين الكتفين فادخل خرطومه قبل قلبه فوسوس اليه فذكر اللّه تعالى فخنس وراءه ولذلك سمى بالخناس لانه ينكص على عقبيه مهما حصل نور الذكر فى القلب ولهذا السر الالهى كان عليه السلام يحتجم بين كتفيه ويأمر بذلك ووصاه جبريل بذلك لتضعيف مادة الشيطان وتضييق مرصده لانه يجرى وسوسته مجرى الدم ولذلك كان خاتم النبوة بين كتفيه اشارة الى عصمته من وسوسته لقوله ( اعاننى اللّه عليه فاسلم ) اى بالختم الالهى ايده به وخصه وشرفه وفضله بالعصمة الكلية فاسلم قرينه وما اسلم قرين آدم فوسوس اليه لذلك . والمرة الثانية عند مجيئ الوحى فى بلوغه سن اربعين ليحصل له التحمل لاعباء الرسالة. والمرة الثالثة . ليلة الاسراء وهو ابن ثنتين وخمسين ليتسع قلبه لحفظ الاسرار الالهية والكلمات الربانية جاء جبريل هذه الليلة بدابة بيضاء ومن ثمة قيل لها البراق بضم الموحدة لشدة بريقها او لسرعتها فهى كالبرق الذى يلمع فى الغيم كما قال المولى الجامى قدس سره يسيج راه عرشت كردم اينك ... براقى برق سير آوردم اينك جهنده برزمين خوش باديابى ... برنده درهوا فرخ همايى جو عقل كل سوى افلاك كردى ... جو فكر هندسه كيتى نوردى نه دست كس عنان او بسوده ... نه از بابى ر كابش كشته سوه وهى دابة فوق الحمار دون البغل. قال صاحب المنتقى الحكمة فى كونه على هيئة بغل ولم يكن على هيئة فرس التنبيه على ان الركوب فى سلم وامن لا فى خوف وحرب اولا ظهار الآية فى الاسراع العجيب فى دابة لا يوصف شكله بالاسراع فانه كان يضع خطوه عند اقصى طرفه ويؤخذ من هذا انه اخذ من الارض الى السماء فى خطة لان بصر من فى الارض يقع على السماء والى السموات السبع فى سبع خطوات لان بصر من يكون فيى السماء يقع على السماء التى فوقها وبه يرد على من استبعد من المتكلمين احصار عرش بلقيس فى لحظة واحدة. وقال فى ربيع الابرار خد البراق كخد الانسان وقوائمها كقوائم البعير وعرفها كعرف الفرس وعليها سرج من لؤلؤة بيضاء وركابان من زبرجد اخصر وعليها لجام من ياقوت احمر يتلألأ نورا. قال فى انسان العيون لا ذكر ولا اثنى ومن لا يوصف بوصف المذكر والمؤنث فهو حقيقة ثالثة ويكون خارجا من قوله تعالى { ومن كل شئ خلقنا زوجين } كما خرجت الملائكة من ذلك فانهم ليسوا ذكورا ولا اناثا. قال عليه السلام ( فما رأيت دابة أحسن منها وانى لمشتاق اليها من حسنها فقلت يا جبريل ما هذه الدابة فقال هذا البراق فاركب عليه حتى تمضى الى دعوة ربك فاخذ جبريل بلجامها وميكائيل بركابها واسرافيل من خلفها فقصدت الى ان اركبها فجمحت الدابة وابت فوضع جبريل يده على وركبها وقال لها أما تستحيين مما فعلت فواللّه ما ركبك احد اكرم على اللّه من محمد فرشحت عرقا من الحيا ) قال ابن ديحة لم يركب البراق احد قبله عليه السلام ووافقه الامام النووى فقول جبريل ما ركبك لا ينافيه لان السالبة تصدق بنفى الموضوع. فقالت يا جبريل لم استصعب منه الا ليضمن ان يشفع لى يوم القيامة لانه اكرم الخلائق على اللّه فضمن لها ذلك . قالوا الورد الابيض خلق من عرق جبريل والاصفر من عرق البراق. وعن انس رضى اللّه عنه رفعه ( لما عرج بى الى السماء بكت الارض من بعدى فنبث الاصفر من نباتها فلما رجعت قطر عرقى على الارض فنبت ورد احمر ألا من اراد ان يشم رائحتى فشم الورد الاحمر ). قال ابو الفرج النهر وانى هذا الخبر يسير من كثير مما اكرم اللّه تعالى نبيه عليه السلام ودل على فضله ورفيع منزلته كما فى المقاصد الحسنة. يقول الفقير هذا لا يستلزم ان لا يكون قبل هذا ورد احمر وابيض واصفر اذ ذلك من باب الكرامة ونظير ذلك ان حواء عليها السلام حين اهبطت الى الارض بكت فما وقع من قطرات دموعها فى البحر صار لؤلؤا وهذا لا يستزم ان لا يكون قبل هذا در فى البحر وقيس عليه الملح فان ابراهيم عليه السلام اتى بكف من كافور الجنة فذراه فحيثما وقع ذره منه فى اطراف العالم انقلب مملحة وكان قبل هذا ملح لكن لا بهذه المثابة. قال عليه السلام ( فركبتها ). ازان دولت سرا جون خواجه دين ... خرامان شد بعزم خانه زين شد از سبوحيان كردون صداده ... كه سبحان الذى اسرى بعبده واختلفوا هل ركبها جبريل معه . قال صاحب المنتقى الظاهر عندى انه لم يركب لانه عليه السلام مخصوص بشرف الاسراء فانطلق البراق يهوى به يضع حافره حيث ادرك ( لا ) قال صليت بمدين وهى قرية تلقاء غزة عند شجرة موسى سميت باسم مدين بن موسى لما نزلها فانطلق البراق يهوى به فقال له جبريل انزل فصصل ففعل ثم ركب فقال له أتدرى أين صليت قال ( لا ) قال صليت ببيت لحم وهى قرية تلقاء بيت المقدس حيث ولد عيسى عليه السلام بينا هو صلّى اللّه عليه وسلّم على البراق اذ رأى عفاريتا من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رآه فقال له جبريل ألا اعلمك كلمات تقولهن اذا انت قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه فقال عليه السلام ( بلى ) فقال جبريل قل اعوذ بوجه اللّه الكريم وبكلمات اللّه التامات اللاتى لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ فى الارض ومن شر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار الا طارقا يطرق بخير يا رحمن فقال عليه السلام ( ذلك ) فانكب فيه وطفئت شعلته. ورآى صلّى اللّه عليه وسلّم حال المجاهدين فى سبيل اللّه اى كشف له عن حالهم فى دار الجزاء بضرب مثال . فرأى قوما يزرعون ويحصدون من ساعته وكلما حصدوا عاد كما كان فقال ( يا جبرائيل ما هذا ) قال هؤلاء المجاهدون فى سبيل اللّه تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما انفقوا من خير فهو يخلفه والمراد تكرير الجزاء لهم. ونادى مناد عن يمينه يا محمد انظرنى اسألك فلم يجبه فقال ( ما هذا يا جبريل ) فقال هذا داعى اليهود أما انك لواجبته لتهودت امتك اى لتمسكوا بالتوراة والمراد غالب الامة. ونادى مناد عن يساره كذلك فلم يجبه فقال ( ما هذا يا جبريل ) فقال هذا داعى النصارى أما انك لو اجبته لتنصرت امتك اى لتمسكوا بالانجيل. وكشف له عليه السلام عن حال الدنيا بضرب مثلا فرأى امرأىة حاسرة عن ذراعيها لان ذلك شأن المقتنص لغيره عليها من كل زينة خلقها اللّه تعالى ومعلوم ان النوع الواحد من الزينة يجلب القلوب اليه فكيف بوجود سائر انواع الزينة : قال الحافظ خوش عروسيست جهان ازسر صورت ليكن ... هر كه بيوست بدو عمر خودش كابين داد وقال از ره مرو بعشوه دنيى كه اين عجوز ... مكاره مى نشيند ومحتاله رود فقالت يا محمد انظرنى اسألك فلم يلتفت اليها فقال ( من هذه يا جبريل ) فقال تلك الدنيا أما انك لواجبتها لاختارت امتكم الدنيا على الآخرة. ورأى صلّى اللّه عليه وسلّم على جانب الطريق عجوزا فقالت يا محمد انظرنى فلم يلتفت اليها فقال ( من هذه يا جبريل ) فقال انه لم يبق شئ من عمر الدنيا الا ما بقى من عمر تلك العجوز. وفى كلام بعضهم قد يقال لها شابة وعجوز بمعنى يتعلق بذاتها وبمعنى يتعلق بغيرها . الاول وهوانها من اول وجود هذا النوع الانسانى الى ايام ابراهيم عليه السلام تسمى الدنيا شابة وفيما بعد ذلك الى بعثة نبينا عليه السلام كهلة ومن بعد ذلك الى يوم القيامة تسم عجوزا وهذا بالنسبة الى القرن الانسانى والا فقد خلق آدم عليه السلام والدنيا عجوز ذهب شبابها ونضارتها كما وردفى بعض الاخبار. فان قلت الشباب ومقابله انما يكون فى الحيوان . قلت الغرض من ذلك التمثيل . وكشف له عليه السلام عن حال من يقبل الامانة مع عجزه عن حفظها بضرب مثال فاتى على رجل جمع حزمة حطب عظيمة لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها فقال ( ما هذا يا جبريل ) قال هذا الرجل من امتك يكون عنده امانات الناس لا يقدر على ادائها ويريد ان يتحمل عليها. قيل ( اتقوا الواوات ) اتى اتقوا مدلولات الكلمات التى اولها واو كالولاية والوزارة والوصاية والوكالة والوديعة. وكشف له عن حال من ترك الصلاة المفروضة فى دار الجزاء فاتى على قوم ترضخ رؤسهم كلما ارضخت عادت كما كانت فقال ( يا جبريل من هؤلا ) قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤسهم عن الصلاة المكتوبة اى المفروضة عليهم. وكشف له عن حال من يترك الزكاة الواجبة عليه فاتى على قوم على اقبالهم رقاع وعلى ادبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الابل والغنم ويأكلون الضريع وهو اليابس من الشوك والزقوم ثمر شجر مر له زفرة قيل انه لا يعرف شجره فى الدنيا وانما هو شجر فى النار وهى المذكورة فى قوله تعالى { انها شجرة تخرج فى اصل الجحيم } ويأكلون وضف جهنم اى حجارتها المحماة التى تكون بها فقال ( من هؤلاء يا جبريل ) قال هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات اموالهم المفروضة عليهم. وكشف له عن حال الزناة بضرب مثل فاتى على قوم بين ايديهم لحم نضيج فى قدور ولحم نيئ ايضا فى قدورة خبيث فجعلوا يأكلون من ذلك النيئ الخبيث ويدعون النضيج الطيب فقال ( من هذا يا جبريل ) قال هذا الرجل من امتك يكون عند المرأة الحلال الطيب فيأتى امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا فتأتى رجلا خبيثا فتبيت عنده حتى تصبح. وكشف له عن حال من يقطع الطريق بضرب مثال فاتى عليه السلام على خشبة لا يمر بها ثوب ولا شئ الا خرقته فقال ( ما هذه يا جبريل ) قال هذا مثل اقوام من امتك يقعدون على الطريق فيقطعونه وتلا { ولا تقعدوا بكل صراط توعدون } وفيه اشارة الى الزناة المعنوية وقطاع الطريق عن اهل الطلب وهم الجداجلة والائمة والمصلة فى صورة السادة القادة الاجلة فانهم يفسدون ارحام الاستعدادات والاعتقادات بما يلقون فيها من نطف خلاف الحق ويصرفون المقلدين عن طريق التحقيق ويقطعون عليهم خير الطريق فاولئك يحشرون مع الزناة والقطاع. وكشف له عن حال من يأكل الربا اى حالته التى يكون عليها فى دار الجزاء فرأى رجلا يسبح فى نهر من دم يلقم الحجارة فقال ( من هذا ) فقال آكل الربا. وكشف له عن حال من يغظ ولا يتعظ فاتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت فقال ( من هؤلاء يا جبريل ) فقال هؤلاء خطباء الفتنة خطباء امتك يقولون ما يفعلون ازمن بكوى عالم تفسير كوى را ... كردر عمل نكوشى تونادان مفسرى بار درخت علم ندانم بجز عمل ... باعلم اكر عمل نكنى شاخ بى برى وكشف له عن حال المغتابين للناس فمر على قول لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقال ( من هؤلاء يا جبريل ) فقال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون فى اعراضهم. وكشف له عن حال من يتكلم بالفحش بضرب مثال فأتى على حجر يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد ان يرجع من حيث يخرج فلا يستطيع فقال ( ما هذا يا جبريل ) فقال هذا الرجل من امتك يتكلم الكلمة العظيمة ثم يندم عليه فلا يستطيع ان يردها. وكشف له حال من احوال الجنة فأتى على واد فوجده طيبا باردا ريحه ريح المسك وسمع صوتا فقال ( ياجبريل ما هذا ) قال هذا صوت الجنة تقول يا رب ائتنى ما وعدتنى. وكشف له عن حال من احوال النار فأتى على واد فسمع صوتا منكرا ووجد ريحا خبثة فقال ( ما هذا يا جبريل ) قال صوت جهنم تقول يا رب استنى ما وعدتنى : وفى المثوى ذره ذره كاندرين ارض وسمامست ... جنس خود راهريكى جون كهرباست معده نانرا مى كشد تامستقر ... مى كشد مر آب را تف جكر جشم جذاب بتان زاين كويهاست ... مغز جويان از كلستان بويهاست ومر عليه السلام على شخص متنحيا عن الطريق يقول هلم يا محمد قال جبريل سر يا محمد قال عليه السلام ( ما هذا ) قال عدو اللّه ابليس اراد ان تميل اليه. آدمى را دشمن بنهان بسيست ... آدمئ باحذر عقال كسيست ومر عليه السلام على موسى وهو يصلى فى قبره عند الكثيب الاحمر وهو يقول برفع صوته اكرمته وفضلته فقال ( من هذا يا جبريل ) قال هذا موسى بن عمران عليه السلام قال ( ومن يعاتب ) قال له يعاتب ربه فيك . والعتاب مخاطبة فيها ادلال والظاهر انه عليه السلام نزل عند قبره فصلى ركعتين . ومر عليه السلام على شجرة تحتها شيخ وعياله فقال ( من هذا يا جبربيل ) قال هذا ابوك ابراهيم عليه السلام فسلم عليه فرد عليه لاسلام فقال من هذا الذى معك يا جبريل قال هذا ابنك محمد صلّى اللّه عليه وسلّم قال مرحبا بالنبى العربى الامى ودعا له بالبركة وكان قبر ابراهيم تحت تلك الشجرة فنزل عليه السلام وصلى هناك ركعتين ثم ركب وسار حتى اتى الوادى الذى فى بيت المقدس فاذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابى وهى النمارق اى الوسائد فقيل يا رسول اللّه كيف وجدتها قال ( مثل الحممة ) اى الفحمة ومضى عليه السلام حتى انتهى الى ايليا من ارض الشام وهو بالكسر مدينة القدس واستقبله من الملائكة جم غفير لا يحصى عددهم فدخلها من الباب اليمانى الذى فيه مثال الشمس والقمر ثم انتهى الى بيت المقدس وكان بباب المسجد حجر فادخل جبريل يده فيه فخرقه فكان كهيئة الحلقة وربط به البراق . وفى حديث ابى سئفيان رضى اللّه عنه قبل اسلامه انه قال لقيصر يحط من قدره صلّى اللّه عليه وسلّم ألا اخبرك ايها الملك عنه خبرا تعلم منه انه يكذب فقال وما هو قال انه يزعم انه خرج من ارضنا ارض الحرم فجاء مسجدكم هذا ورجع الينا فى ليلة واحدة فقال بطريق انا اعرف تلك الليلة فقال له قيصر ما اعلمك بها قال انى كنت لا ابيت ليلة حتى اغلق ابواب المسجد فلما كانت تلك الليلة اغفلقت الابواب كلها غير واحد وهو الباب الفانى غلبنى فاستعنت عليه بعمالى ومن يحضرنى فلم يفد فقالوا ان البناء نزل عليه فاتركوه الى غد حتى يأتى بعض التجارين فيصلحه فتركته مفتوحا فلما اصبحت غدوت فاذا الحجر الذى من زاوية الباب مثقوب واذا فيه اثر مربط الدابة ولم اجد بالباب ما يمنعه من الاغلاق فعلمت انه انما امتنع لاجل ما كنت اجده فى العلم القديم ان نبيا يصعد من بيت المقدس الى السماء وعند ذلك قلت لاصحابى ما حبس هذا الباب الليلة الا لهذا الامر. ولا يخفى ان عدم انغلاق الباب انما كان ليكون آية والا فجبريل لا يمنعه باب مغلق ولا غيره وكذا خرق المربط وربط البراق والا فالبراق لا يحتاج الى الربط كسائر الدواب الدنيوية فان اللّه تعالى قد سخره لحبيبه عليه السلام. ولما استوى عليه السلام على الحجر المذكور قال جبريل يا محمد هل سألت ربك ان يريك الحور العين قال ( نعم ) قال جبريل فانطلق الى اولئك النسوة فسلم عليهن فسلم عليه السلام عليهن فرددن عليه السلام فقال من انتثن قلن خيرات حسان نساء قوم ابرار نقوا فلم يدرنوا واقاموا فلم يظعنون وخلدوا فلم يموتوا ثم دخل عليه السلام المسجد ونزلت الملائكة واحيى اللّه له آدم ومن دونه من الانبياء من سمى اللّه ومن لم يسم حتى لم يشذ منهم احد فرآهم فى صورة مثالية كهيئتهم الجسدانية الا عيسى وادريس والخضر والياس فانه رآهم باجسادهم الدنيوية لكونهم من زمرة الاحياء كما هو الظاهر فسلموا عليه وهنأوه بما اعطاه اللّه تعالى من الكرامة وقالوا الحمد لله الذى جعلك خاتم الانبياء فنعم النبى انت ونعم الاخ انت وامتك خير الامم ثم قال جبريل تقدم يا محمد وصل باخوانك من الانبياء ركعين فصلى بهم ركعتين وكان خلف ظهره ابراهيم وعن يمينه اسماعيل وعن يساره اسحاق عليهم السلام وكانوا سبعة صفوفو ثلاثة صفوف من الانبياء المرسلين واربعة من سائر الانبياء. قال فى انسان العيون والذى يظهر واللّه اعلم ان هذه الصلاة كانت من النفل المطلق ولا يضر وقوع الجماعة فيها انتهى. وفى منية المفتى ايضا امامة النبى عليه السلام ليلة المعراج لارواح الانبياء وكانت فى النافلة انتهى. قال عليه السلام ( لما وصلت الى بيت المقدس وصليت فيه ركعتين اى اماما بالانبياء والملائكة اخذنى العطش اشد ما اخذنى فأتيت بإناءين فى احدهما لبن وفى الآخر خمر فاخذت الذى فيه اللبن وكان ذلك بتوفيق ربى فشرتبه الا قليلا منه وتركت الخمر فقال جبريل اصبت الفطرة يا محمد ) لان فطرته هى الملائكة للعلم والحلم والحكمة ( اما انك لو شربت الخمر لغوت امتك كلها ولو شربت اللبن كله لما ضل احد من امتك بعدك فقلت يا جبريل اردد علىّ اللبن حتى اشربه كله فقال جبريل قضى الامر ليقضى اللّه امرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة وان اللّه لسميع عليم ). قال بعضهم انه لما يختلف احد انه عرج به صلّى اللّه عليه وسلّم من عند القبة التى يقالها قبةالمعراج عن يقين الصخرة وقد جاء ( صخرة بيت المقدس من صخور الجنة ) وفيها اثر قدم النبى عليه السلام. قال ابى بن كعب ما ماء عذب الا وينبع من تحت صخرة بيت المقدس ثم يتفرق فى الارض وهذه الصخرة من عجائب اللّه فاناه صخرة شعثاء فى وسط المسجد الاقصى قد انقطعت من كل جهة لا يمسكها الا الذى يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه ومن تحتها المغارة التى انفصلت من كل جهة فهى معلقة بين السماء والارض. قال الامام ابو بكر بن العربى فى شرح الموطأ امنعت لهيبتها ان ادخل من تحتها لانى كنت اخاف ان تسقط علىّ بالذنوب ثم بعد مدة دخلتها فرأيت العجب العجاب تمشى فى جوانبها من كل جهة فتراها منفصلة عن الارض لا يتصل بها من الارض شئ ولا بعض شئ وبعض الجهات اشد انفصالا من بعض قال بعضهم بيت المقدس اقرب الارض الى السماء بثمانية عشر ميلا وباب السماء الذى يقال له مصعد الملائكة يقابل بيت المقدس اى ولهذا اسرى به عليه السلام من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ليحصل العروج مستويا من غير تعويج. يقول الفقير رقاه اللّه القدير الى معرفة سر المعراج المنير لعل وجه الاسراء الى بيت المقدس هو التبرك بقدمه الشريفة لكون مدينة القدس ومسجدها متعبد كثير من الانبياء ومدفنهم لا لانه يحصل العروج مستويا فان ذلك من باب قياس الغائب على الشاهد وتقدر الملكوت بالملك اذا لارواح الطيبة والطفها النبى عليه السلام بجسمه وروحه لا حائل لهم واعتبار الاستواء والتعويج من بابا التكلف الذى لا يناسب حال المعراج . وقد ثبت ان عيسى عليه السلام سينزل الى المنارة البيضاء الدمشقية . ولم يعهد انها حيال باب السماء فالجواب العقلى لا يتمشى ههنا. قال فى ربيع الابرار ( ثم قال لى جبريل قم يا محمد فقمت فاذا بسلم من ذهب قوائمه من فضة مركب من اللؤلؤ والياقوت يتلألأ نوره واذا اسفله على صخرة بيت المقدس ورأسه فى السماء فقيل لى يا محمد اصعد فصعدت ) وفى انسان العيون عرج الى السماء من الصخرة على المعراج لا على البراق . والمعراج بكسر الميم وفتحها الذى تعرج ارواح بنى آدم فيه وهو سلم له مرقاة من ذهب وهذا المعراج لم تر الخلائق احسن منه أما رأيت الميت حين يشق بصره طامحا الى السماء اى بعد خروج روحه فان ذلك عجبه بالمعراج الذى نصب لروحه لتعرج عليه وذلك شامل للمؤمن والكافر الا ان المؤمن يفتح لروحه باب السماء دون الكافر فترد بعد عروجها تحسرا وندامة وتكبيتا له وذلك المعراج اتى به من جنة الفردوس وانه منضد باللؤلؤ اى جعل فيه اللؤلؤ بعضه على بعض عن يمينه ملائكة ويساره ملائكة فصعد صلّى اللّه عليه وسلّم ومعه جبريل. وفى كلام بعض المشايخ ان المراد بالمعراج صورة الجذب والانجذاب وتمثيل اصعود ولا فالآلة لا تتمشى هناك اذ لا يقاس السير الملكوتى على السير الملكى والظاهر ان عالم الملكوت مشتمل على ما هو صورة ومعنى والصورة هناك تابعة للمعنى كحال صاحب السير والاسراء فانه لو لم يكن جسده تابعا لروحه لتعذر العروج لصورته صورة ولمعناه معنى وكل منهما خلاف ما تتصوره الاوهام وهو اللائح بالبال والحمد اللّه الملك المتعال. واعلم ان المعدن والنبات والحيوان مركبات تسمى بالمواليد الثلاثة آباؤها الاثيرايات الى الاجرام الاثيرية التى هى الافلاك بما فيها من الاجرام النيرة وامهاتها العنصريات والعناصر اربعة الارض والماء والهواء والنار فالارض ثقيل على الاطلاق والماء ثقيل بالاضافة الى الهواء والنار وهو محيط باكثر الارض والهواء خفيف مضاف الى الثقلين يطلب العلو وهو محيط بكرة الارض والماء والنار خفيف على اطلاق يحيط بكرة الهواء والنبى صلّى اللّه عليه وسلّم جاوز هذه العناصر ليلة المعراج بالحركة القسرية والحركة القسرية غير منكورة عندنا وعند المحيلين لهذا الاسراء الجسمانى فانا نأخذ الحجر وطبعه النزول فنرمى به فى الهواء صعوده فى الهواء بخلاف طبعه وبطبعه اما قولنا بخلاف طبعه فان طبعه يقتضى الحركة نحو المركز فصعوده فى الهواء عرضى بالحركة القسرية وهى الرمى به علوا واما قولنا وبطبعه فانه عليه السلام الفلك الاثيرى وهو نار والجسم الانسانى مهيأ مستعد لقبول الاحتراق ثم ان المانع من الاحتراق امور يسلمها الخصم فتلك الامور كانت الحجب التى خلقها اللّه سبحانه فى جسم المسرى به فلم يكن عنده استعداد الانفعال للحرق كبعض الاجسام المطلية بما يمنعها من الاحتراق بالنار اوامر آخر وهو ان الطريق الذى اخترقه ليس النار فيه الا محمولة فى جسم لطيف ذلك الجسم هو المحرق بالنار فسلب عنه النار وحل به ضدها كنار ابراهيم عليه السلام قال عليه السلام ( انتهيت الى مجر اخضر عظيم اعظم ما يكون من البحار فقلت يا جبرائيل ما هذا البحر فقال يا محمد هذا بحر فى الهواء لا شئ من فوقه يتعلق به ولا شئ . من تحته يفر فيه ولا يدرى قعره وعظمته الا اللّه تعالى ولولا ان هذا البحر كان حائلا لاحترق ما فى الدنيا من حر الشمس ) ثم قال ( ثم انتهيت الى السما ءالدنيا واسمها رقيع فأخذ جبريل بعضدى وضرب بابها به وقال افتح الباب ) وانما استفتح لكون انسان معه ولو انفرد لما طلب الفتح ولكون مجيئه على خلاف ما كانوا يعرفونه قبل ( قال الحارس من انت قال جبريل قال ومن معك فانه رأى شخصا معه لم يعرفه قال محمد قال اوقد بعث محمد قال نعم ) وذلك لجواز ان يعرف ولادته عليه السلام ويخفى عليه بعثته قال ( الحمد لله ففتح لنا الباب ودخلنا فلما نظر الىّ قال مرحبا بك يا محمد ولنعم المجيئ مجيئك فقلت يا جبريل من هذا قال هذا اسماعيل خازن السماء الدنيا وهو ينتظر قدومك فاذن وسلم عليه فدنوت وسلمت فرد علىّ السلام وهنأنى فلما صرت اليه قال ابشر يا محمد فان الخير كله فيك وفى امتك فحمد اللّه على ذلك ) وهذا الملك لم يهبط الى الارض قط الا مع ملك الموت لما نزل لقبض روحه الشريفة ( تحت يده سبعون الف ملك تحت يد كل ملك سبعون الف ملك قال واذا جنوده قائمون صفوفا ولهم زجل بالتسبيح يقولون سبوحا سبوحا لرب الملائكة والروح قدوسا قدوسا لرب الارباب سبحان العظيمالاعظم وكان قراءتهم سورة الملك فرأيت فيها كهيئة عثمان بن عفان فقلت بم بلغت الى هنا قال بصلاة الليل ) هر كبج سعادت كه خداد داد بحافظ ... ازيمن دعاى شب وورد سحرى بود قال ( ثم انتهيت الى آدم فاذا هو كهيئة يوم خلقه اللّه تعالى ) اى على غاية من الحسن والجمال ( وكان تسبيحه سبحان الجليل الاجل سبحان الواسع الغنى سبحان اللّه العظيم وبحمده فاذا هو تعرض عليه ارواح ذريته المؤمنين فيقول روح طيبة ونفس طيبة خرجت من جسد طيب اجعلوها فى عليين وتعرض عليها ارواح ذريته الكفار فيقول روح خبيثة ونفس خبيثة خرجت من جسد خبيث اجعلوها فى سجين ) فان قلت ارواح الكفار لا تفتح لها ابواب السماء فكيف تعرض عليه وهو فى السماء . قلت المراد بعض ارواح ذريته الكفار قلت المراد بعض ارواح ذريته الكفار يقع نظره عليها وهى دون السماء لانها شفافة . فان قلت ما ذكر يقتضى ان يكون ارواح المؤمنين كلهم فى عليين فى السماء السابعة وقد ثبت ان ارواح العصاة محبوسة بين السماء والارض . قلت التحقيق ان مبدأ مراتب السعدآء من السماء الدنيا على درجات متفاوتة الى عليين ومبدأ مراتب الاشقياء من مقعر سماء الدنيا الى منازل مختلفة الى سجين تحت السابعة وهو مسكن ابليس وذريته فمراتب ارواح الكفار انزل من مراتب ارواح عصاة المؤمنين تلتحق بعد التهذيب لى مقارها العلوية قال عليه السلام ( فتقدمت اليه وسلمت عليه فقال مرحبا بالابن الصالح والتى الصالح ) اى لقيت رحبا وسعة وكان مقره فلك القمر لمناسبته فى السرعة فان القمر يسير فى الشهر ما يسير الشمس فى السنة من المنازل فناسب فى سرعة حركاته حركات الذهنية وانتقالاته الباطنية وموجب هذه الرؤية الخاصة اى رؤيته عليه السلام لآدم فى السماء الدنيا دون غيره من الانبياء عليهم السلام مناسبة صفاتية او فعلية او حالية فلا تنافى ان يشارك آدم فى هذه السماء غيره من بعض الانبياء وقس عليها الرؤية فيما فوقها من السموات كما سيجيئ. قال فى تفسير المناسبات فى سورة النجم فاول ما رأى صلّى اللّه عليه وسلّم من الانبياء عليهم السلام آدم عليه السلام الذى كان فى امن اللّه وجواره فاخرجه ابليس عدوه منهما . وهذه القصة تشبهها الحالة الاولى من احوال النبى عليه السلام حين اخرجه اعداؤه من حرم اللّه وجوار بيته فأشبهت قصته فى هذا قصة آدم مع ان آدم يعرض عليه ذريتة البر والفاجر منهم فكان فى السماء الدنيا بحيث يرى الفريقين لان ارواح اهل الشقاء لا تلج فى السماء ولا تفتح لهم ابوابها انتهى قال عليه السلام ( ورأيت رجالا لهم مشافر كمشافر الابل ) اى كشفاه الابل ( وفى ايديهم قطع من نار كالافهار ) اى الحجارة ( التى كل واحد منها ملئ الكف يقذفونها فى افواههم تخرج من ادبارهم قلت من هؤلاء يا جبريل قال اكلة اموال اليتامى ظلما ) وهؤلاء لم يتقدم رؤيته لهم فى الارض ولعل المراد بالرجال الاشخاص او خصوا بذلك لانهم اولياء للايتام غالبا ( ثم رأيت رجال لهم بطون امثال البيوت فيها حيات ترى من خارج البطون بطريق آل فرعون يمرون عليهم كالابل المهيومة حين يعرضون على النار لا يقدرون ان يتحولوا من مكانهم ذلك ) اى فتطأهم آل فرعون الموصوفون بما ذكر المقتضى لشدة وطئهم لهم والمهيومة التى اصابها الهيام وهوداء يأخذ الابل فتهيم فى الارض ولا ترعى او العطاش والهيام شدة العطش . وفى رواية ( كلما نهض احدهم خر ) اى سقط ( قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء اكلة الربا ) وتقدمت رؤيته عليه السلام لهم فى الارض لا بهذا الوصف بل ان الواحد منهم يسبح فى نهر مندم يلقم الحجارة ولا مانع من اجتماع الوصفين لهم اى فيخرجون من ذلك النهر ويلقون فى طريق من ذكر وهكذا عذابهم دائما ( ثم رأيت اخونة عليها لحم طيب ليس عليها احد واخرى عليها لحم منتن عليها ناس يأكلون قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين يتركون الحلال ويأكلون الحرام ) اى من الاموال اعم مما قبله وهؤلاء لم يتقدم رؤيته لهم فى الارض ( ثم رأيت نساء متعلقات بثديهن فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء اللاتى ادخلن على الرجال ما ليس من اولادهن اى بسبب زناهن ) وفى رواية ( انه عليه السلام رأى فى هذه السماء النيل والفرات ) وذلك لان متبعهما من تحت سدرة المنتهى ويمران فى الجنة ويجاوزانها الى السماء الدنيا فينصبان الى الارض من طرف العالم فيجريان . وفى زيادة الجامع الصغير ( ان النيل يخرج من الجنة ولو التمستم فيه حين يسبح لوجدتم فيه من ورقها ) قال صلّى اللّه عليه وسلّم ( ثم عرج بنا الى السماء الثانية فاستفتح جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل أوقد بعث اليه قال نعم ففتح لنا فاذا انا بابنى الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا عليهم السلام ) اى شبيه احدهما بصاحبه ثيابهما وشعرهما ( ومعهما نفر من قومهما فرحبا بى ودعوا لى بخير ) وكونهما ابن الخالة اى ان ام كل خالة الآخر هو المشهور والتفصيل فى آل عمران. قال فى تفسير المناسبات ثم رأى فى الثانية عيسى ويحيى وهما الممتحنان باليهود اما عيسى فكذبته اليهود وآذته وهموا بقتله فرفعه اللّه واما يحيى فقتلوه : قال فى المثنوى جون سفيها نراست اين كاروكيا ... لازم آ مد يقتلون الانبياء ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعد انتقاله الى المدينة صار الى حالة ثانية من الامتحان وكانت محنته فيها باليهود وآذوه وظاهروا عليه وهموا بالقاء الصخرة عليه ليقتلوه فنجاه اللّه كما نجى عيس ىمنهم ثم سموه فى الشاة فلم تزل تلك الاكلة تعاده حتى قطعت ابهره كما قال عند الموت وهكذا فعلوا بابنى الخالة عيسى ويحيى . قوله تعاده يقال عادته اللسعة اذا اتته لعداد بالكسر اى لوقت وفى الحديث ( ما زالت اكلة خيبر تعادنى فهذا فهذا اوان قطعت ابهرى ) وهو عرق فى الظهر متصل بالقلب اذا انقطع مات صاحبه وذلك ان يهودية اتت رسول اللّه بشاة مسمومة فاكل منها واكل القوم فقال عليه السلام ( ارفعوا ايديكم فانها اخبرتنى انها مسمومة ) فمات بشر بن البراء منه فجيئ بها الى رسول اللّه فسألها عن ذلك فقالت اردت ان اقتلك فقال عليه السلام ( ما كان اللّه ليسلط على ذلك ) اى على قتلى قال الشيخ افتاده قدس سره وانما لم يؤثر السم فيه عليه السلام الى الاحتضار لان ارشاده عليه السلام وان كان فى عالم التنزل غير ان تنزله كان من مرتبة الروح وهى اعدل المراتب فلم يؤثر فيه الا الاحتضار فلما احتضر تنزل الى ادنى المراتب لان الموت انما يجرى على البشرية فلما تنزل الى تلك المرتبة اثر فيه ( ثم عرج بنا الى السماء الثالثة فاستفح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل اوقد بعث اليه قال نعم ففتح لنا فاذا انا بيوسف عليه السلام ومعه نفر من قومه واذا هو اعطى شطر الحسن ) اى نصف الحسن الذى اعطيه الناس غير نبينا عليه السلام وفى كلام بعضهم اعطى شطر الحسن الى اوتيه نبينا عليه السلام وكان نبينا عليه السلام املح وان كان يوسف ابيض : قال المولى الجامى دبير صنع نوشت است كرد عارض تو ... بمشك ناب كه الحسن والملاحة لك وذلك ان الحسن والملاحة من عالم الصفات ولم يحصل لغيره عليه السلام ما حصل له من تجليات الصفات على الكمال صورة ومعنى اذ هو افضل من الكل فالتجلى له اكمل وهو اللائح بالبال قال عليه السلام ( فرحب بى ودعا لى بخير ) قال فى تفسير المناسبات اما القاؤه ليوسف عليه السلام فى السماء فانه يؤذن بحالة ثالثة تشبه حالة يوسف عليه السلام وذلك ان يوسف ظفر باخوته بعدما اخرجوه من بين ظهرانيهم فصفح عنهم وقال { لا تثريب عليكم اليوم } الآية وكذلك نبينا عليه السلام اسر يوم بدر جملة من اقاربه الذين اخرجوه فيهم عمه العباس وابن عمه عقيل فمنعم من اطلقه ومنهم من فداه ثم ظهر عليهم بعد ذلك عام الفتح فجمعهم فقال لهم ( اقول ما قال اخى يوسف لا تثريب عليكم ) ( ثم عرج بنا الى السماء الرابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل اوقد بعث اليه قال قد بعث اليه ففتح لنا فاذا انا بادريس عليه السلام فرحب بى ودعا لى بخير ) قال اللّه تعالى فى حقه { ورفعناه مكانا عليا } اى السماء الرابعة حال حياته على احد الوجوه وكونه فى الجنة كما فى بعض الروايات لا ينافى وجوده فى السماء المذكورة تلك الليلة . قيل رفع الى السماء من مصر بعد ان خرج منها ودار الارض كلها وعاد اليها ودعا الخلائق الى اللّه تعالى باثنتين وسبعين لغة خاطب كل قوم بلغتهم وعلمهم العلوم وهو اول من استخراج علم النجوم اى علم الحوادث التى تكون فى الارض باقتران الكواكب وهو علم صحيح لا يخطئ فى نفسه وانما الناظر فى ذلك هو الذى يخطئ لعدم استيفائه النظر . قال فى المناسبات ثم لقاؤه لادريس عليه السلام فى السماء الرابعة وهو المكان الذى سماه اللّه مكانا عليا وادريس اول من آتاه اللّه الخط بالقلم فكان ذلك موذنا بحالة رابعة وهو شأنه صلّى اللّه عليه وسلّم حتى اخاف الملوك وكتب اليهم يدعوهم الى طاعته حتى قال ابو سفيان وهو عند ملك الروم حين جاء كتاب النبى عليه السلام ورأى ما رأى من خوف هرقل لقد امر امر ابن أبى كبشه حين اصبح يخافه ملك ابن ابى الاصفر وكتب بالقلم الى جميع ملوك الارض فمنهم من اتبعه على دينه كالنجاشى وملك عمان ومنهم من هادن واهدى اليه واتحفه المقوقس ومنهم من تعصى عليه فاظفره اللّه به وهذا مقام علىّ وخط بالقلم على نحو ما اوتى ادريس عليه السلام ( ثم عرج بنا الى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل أوقد بعث اليه قال نعم ففتح لنا فاذا انا بهارون عليه السلام ونصف لحيته بيضاء ونصف لحيته سوداء تكاد تضرب الى سرته من طولها وحوله قوم من بنى اسرائيل وهو يقص عليهم فرحب بى ودعا لى بخير ) وكان هارون محببا فى قومه لانه كان الين اليهم من موسى لان موسى كان فيه بعض الشدة عليهم ومن ثمة كان له منهم بعض الاذى. قال فى المناسبات لقاؤه عليه السلام فى السماء الخامسة لهارون المحبب فى قومه يوذن بحب قريش وجميع العرب له بعد بغضهم فيه. قال وهب بن منبه وجدت فى احد وسبعين كتابا ان اللّه تعالى لم يعط جميع الناس من بدء الدنياء الى انقضائها من العقل فى جنب عقله صلّى اللّه عليه وسلّم الا كحبة بين رمال الدنيا . ومما يتفرع على العقل اقناء الفضائل واجتناب الرذائل واصابة الرأى وجودة الفطنة وحسن السياسة والتدبير وقد بلغ من ذلك صلّى اللّه عليه وسلّم الغاية التى لم يبلغها بشر سواه ومما لا يكاد يقضى منه العجب حسن تدبيره صلّى اللّه عليه وسلّم للعرب الذين هم كالوحوش الشاردة كيف ساسهم واحتمل جفاءهم وصبر على اذاهم الى ان انقادوا اليه واجتمعوا عليه واختاروه على انفسهم وقاتلوا دونه اهلهم وآباءهم وابناءهم وهجروا فى رضاه اوطانهم ( ثم عرج بنا الى السماء السادسة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل أوقد بعث اليه قال نعم ففتح لنا فاذا انا بموسى عليه السلام فرحب بى ودعا لى بخير ) وكان موسى رجلا آدم طوالا كثير الشعر مع صلابته لو كان عليه قميصان لنفذ الشعر منهما وكان اذا غضب يخرج شعر رأسه من قلنسوته وربما اشتعلت قلنسوته لشدة غضبه ولشدة غضبه لما فر الحجر بثوبه صار يضربه حتى ضربه ست ضربات او سبعا مع انه لا ادراك له ووجه بانه لما فر صار كالدابة والدابة اذا جمحت فصاحبها يؤدبها بالضرب. يقول الفقير انما فر الحجر لان للجمادات حياة حقانية عند اهل اللّه تعالى وربما يظهر اثرها فى الظاهر فتصير فى حكم الاحياء من ذوى الروح واليه الاشارة بهذه الابيات المثنوية بادرا بى شم اكر بينش نداد ... فرق جون مى كرد اندر قوم عاد كرنبودى نيل را آن نور ديد ... ازجه قبطى را زسبطى مى كزيد كرنه كوه وسنك باديدار شد ... بس جرا داودرا اويار شد اين زمين را كرنبودى جشم وجان ... ازجه قارون را فراخوردى جنان قال عليه السلام ( فلما جاوزت اى عن موسى بكى فقيل له ما يبكيك قال ابكى لان غلاما بعث بعدى يدخل الجنة من امته اكثر ممن يدخل من امتى ) اى بل ومن سائر الامم لان اهل الجنة من الامم مائة وعشرون صفا هذه الامة منها ثمانون صفا وسائر الامم اربعون. قال ابن الملك انما بكى موسى اشفاقا على امته حيث قصر عددها عن عدد امة محمد لا حسدا عليه لانه لا يليق به واما قوله ان غلاما بعث بعدى فلم يكن على سبيل التحقير بل على معنى تعظيم المنة لله تعالى لان محمدا مع كونه غير طويل المر فى عبادة ربه خصه بهذه الفضيلة. يقول الفقير بكاء موسى عليه السلام هو المناسب لمقامه لانه كان له غيرة غالبة ولذا لما مر عليه السلام عليه وهو يصلى فى قبره عند الكثيب الاحمر سمع منه وهو يقول برفع صوته اكرمته فضلته يخاطب ربه وياتبه ادلالا وهو لا يستلزم الحسد والتحقير لان كمل افراد الامة مطهرون عن مثل هذا فكيف الانبياء خصوصا اولوا العزم منهم ومن البين ان اهل الجنة يرضون بما اوتوا من الدرجات على حسب استعداداتهم فلا يتمنى بعضهم مقام بعض لكونه خارجا عن الحكمة فكذا الانبياء والاولياء فى مقاماتهم المعنوية والا لما استراحوا وهو مخل برتبتهم. قال فى المناسبات ولقاؤه فى السماء السادسة لموسى عليه السلام يوذن بحالة تشبه حالة موسى عليه السلام حين امر بغزوة الشام وظهر على الجبابرة الذين كانوا فيها وادخل بنى اسرائيل البلد الذى خرجوا منه بعد اهلاك عدوهم وكذلك غزا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تبوك من ارض الشام وظهر على صاحب دومة الجندل حتى صالحه على الجزية بعد ان اتى به اسيرا وافتتح مكة ودخل اصحابه البلد الذى خرجوا منه ( ثم عرج بنا الى السماء السابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل أوقد بعث اليه قال نعم ففتح لنا فاذا انا بابراهيم عليه السلام قال هذا ابوك ابراهيم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبى الصالح ) قال الامام التوربشتى امر النبى عليه السلام بالتسليم على القاعد والمرئى كان ارواح الانبياء مشكلة بصورهم التى كانوا عليها الا عيسى فانه مرئى بشخصه قال عليه السلام ( واذ ابراهيم رجل اشمط جالس عند باب الجنة ) اى فى جهتها والا فالجنة فوق السماء السابعة ( على كرسى مسند ظهره الى البيت المعمور ) وهو من عقيق محاذ للكعبة بحيث لو سقط سقط عليها ( يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون كالانفاس الانسانية يدخلون من الباب الواحد ويخرجون من الباب الآخر ) فالدخول من باب مطالع الكواكب والخروج من باب مغاربها قال عليه السلام ( واذا انا بامتى شطرين شطر عليهم ثياب بيض كأنها القراطيس وشطر عليهم ثياب رمدة فدخلت البيت المعمور ودخل معى الذين عليهم الثياب البيض وحجب الآخرون الذين عليهم الثياب الرمدة فصليت انا ومن معى فى البيت المعمور ) اى ركعتين والظاهر انه ليس المراد بالشطر النصف حتى يكون العصاة من امته بقدر الطائعين منهم. يقول الفقير المراد بالشطرين الفرقتان والفرقة التى عليهم ثياب بيض طائفة بالنسبة الى الذين عليهم ثياب رمدة لان الحكمة الالهية اقتضت كون اهل العصيان والنفس اكثر من اهل الطاعة والتزكية اذ المقصود ظهور الانسان الكامل وهو حاصل مع ان الواحد على الحق هو السواد الاعظم فيكون اهل الطاعة كالشطر بالنسبة الى اهل العصيان نسأل اللّه تعالى ان يدخلنا بيت القلب مع الداخلين ويزيل اوساخ وجوداتنا بحرمة النبى الامين. قال السهيلى قد ثبت فى الصحيح ان اطفال المؤمنين والكافرين فى كفالة سيدنا ابراهيم عليه السلام وان رسول اللّه قال لجبريل حين رآهم مع ابراهيم ( من هؤلاء يا جبرائيل قال هؤلاء اولاد المؤمنين الذين يموتون صغارا ) قاله له ( واولاد الكافرين ) قال واولاد الكافرين. وقد روى فى اطفال الكافرين ايضا ( انهم خدم لاهل الجنة ) وجاء ان ابراهيم عليه السلام قال لرسول اللّه ( اقرئ امتك منى السلام واخبرهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وان غراسها سبحان اللّه والحمدلله ولا اله الا اللّه واللّه اكبر ) كما قال المولى الجامى يا دكن آنكه درشب اسرا ... باحبيب خدا خليل خدا كفت كووى ازمن اى رسول كرام ... امت خويش را زبعد سلام كه بود باك وخوش زمين بهشت ... ليك آنجا كسى درخت نكشت خاك او باك وطيب افتاده ... ليك هست از درختها ساده غرس اشجاران بسعى جميل ... بسمله حمد له است بس تهليل هست تكبير نيزا ازان اشجار ... خوشى كسى كش جزين نيايد كار ابغ جنات تحتها الانهار ... سبز وخرم شود ازان اشجار قال عليه السلام ( واستقبلتنى جارية لعساء وقد اعجبتنى فقلت لها يا جارية انت لمن قالت لزيد بن حارثة ) واللعس لون الشفة اذا كان تضرب الى السواد قليلا وذلك مستملح. يقول الفقير زيد هذا هو الذى تبناه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكانت زينت تحت نكاحه فطلقها ليتزوجها رسول اللّه فلما آثر النبى عليه السلام بها ابدل اللّه مكانها زوجا له من الحور مليحة جدا وجازاه بها فان لكل فناء وترك مشروع اثرا معنويا فما انتقص شئ فى الظاهر الا وقد انتقل فى الباطن والآخر باطن بالنسبة الى الدنيا فمن ترك حظه فيها وجده فى الآخرة اعلى منه واوفر . ورأى عليه السلام فى السماء السابعة فوجا من الملائكة نصف ابدانهم من النار ونصفها من الثلج فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار وهم يقولون اللهم كما الفت بين النار والثلج فالف بين قلوب عبادك المؤمنين حمله بعض الاكابر على معنى ان نصف اجزائه ثلج ونصف اجزائه نار فامتزجا وحصل بينهما مزاج واحد والظاهر ان الاول ادل على القدرة فان اجتماع الاضداد بالمعنى الذى ذكره موجود فى اكثر المركبات. قال فى المناسبات ثم لقاؤه فى السماء السابعة ابراهيم عليه السلام لحكمتين احداهما انه رآه عند البيت المعمور مسندا ظهره اليه والبيت المعمور حيال الكعبة اى بازائها ومقابلتها واليه تحج الملائكة كما ان ابراهيم هو الذى بنى الكعبة واذن فى الناس بالحج والحكمة الثانية ان آخر احوال النبى عليه السلام حجه الى البيت الحرام وحج معه ذلك العام نحو من سبعين الفا من المسلمين ورؤية ابراهيم عند اهل التأويل تؤذن بالحج لانه الداعى اليه والرافع لقواعد الكعبة المحجوجة قال صلّى اللّه عليه وسلّم ( ثم ذهب بى ) اى جبريل ( الى سدرة المنتهى ) وهى شجرة فوق السماء السابعة فى اقصى الجنة اليها ينتهى الملائكة باعمال اهل الارض من السعداء واليها تنزل الاحكام العرشية والانوار الرحمانية ( واذا اوراقها كآذان الفيلة ) جميع الفيل اى فى الشكل وهو الاستدارة لا فى السعة اذ الواحدة منها تظل الخلق كما فى بعض الروايات ( وثمرها كلاقلال ) جمع قلة وهى الجرة العظيمة وهذه الشجرة هى الحد البرزخى بين الدارين فاغصانها نعيم لاهل الجنة واصولها زقوم لاهل النار ولا فنانها حنين بانواع التسبيحات والتحميدات والترجيحات عجيبة الالحان تطرب لها الارواح وتظهر عليها الاحوال وام فيها رسول اللّه ملائكة السموات فى الوتر فكان امام الانبياء فى بيت المقدس وامام الملائكة عند سدرة المنتهى فظهر بذلك فضله على اهل الارض والسماء ويخرج من اصل تلك الشجرة اربعة انهار باطنان اى يبطنان ويغيبان فى الجنة بعد خروجهما من اصل تلك الشجرة وهما الكوثر ونهر الرحمة ونهران ظاهران اى يستمران ظاهرين بعد خروجهما من اصل تلك الشجرة فيجاوزان الجنة وهما النيل نهر مصر والفرات نهر الكوفة. قال بعضهم لولا دخول بحر النيل فى الملح الذى يقال له البحر الاخضر قبل ان يصل الى بحيرة الزنج لما قدر احد على شربه لشدة حلاوته ومر الفرات فى بعض السنين فوجد فيه رمان مثل البعير فيقال انه رمان الجنة. يقول الفقير لعله من البساتين التى يقال لها جنان الارض اذ سقوط الثمار من اماكنها من الفساد غالبا وليس لثمار الجنة ذلك اللهم الا ان يقال وجود ذلك الرمان فى الفرات على تقدير ان يكون من رمان الجنة انما هو ليكون آية لذوى الاستبصار ودخل عليه السلام الجنة فاذا فيها نابذ اى قباب الدر واذا ترا بها المسك ورمانها كالدلاء وطيرها كالبخت وانتهى الى الكوثر فاذا فيه آنية الذهب والفضة فشرب منه فاذا هو احلى من العسل واشد رائحة من المسك وفى الحديث ( ما فى الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة الا وهى فى الجنة حتى الحنظل والذى نفس محمد بيده لا يقطف رجل ثمرة من الجنة فتصل الى فيه حتى يبدل اللّه مكانها خيرا منها ) وهذا القسم يرشد الى ان ثمرة الجنة كلها حلوة تؤكل وانها تكون على صورة ثمرة الدنيا المرة وغشى السدرة ما غشى من نور الحضرة الالهية فصار لها من الحسن غير تلك الحالة التى كانت عليها فما احد من خلق يستطيع ان ينعتها من حسنها لان رؤية الحسن تدهش الرائى ورأى عليه السلام جبرائيل عند تلك السدرة على الصورة التى خلقه اللّه عليها له ستمائة جناح كل جناح منها قدسه الافق اى ما بين المشرق والمغرب يتناثر من اجنحته الدر والياقوت - روى - ان جبريل لما وصل الى السدرة التى هى مقامه تأخر فلم يتجاوز فقال عليه السلام ( أفى مثل هذا المقام يترك الخليل خليله ) فقال لو تجاوزت لاحرقت بالنور . وفى رواية لو دنوت انماله لاحرقت : قال الشيخ سعدى قدس سره جنان كرم درتيه قربت براند ... كه درسدره جبريل ازوبازماند بدو كفت سالار بيت الحرام ... كه اى حامل وحى برتر خرام جو در دوستى مخلصم با فتى ... عنانم ز صحبت جرا تافتى بكفتا فرا تر مجالم تماند ... بما ندم نيروى بالم نماند اكريك سرموى بر تر برم ... فروغ تجلى بوزد برم فقال عليه السلام ( يا جبريل هل لك من حاجة الى ربك قال يا محمد سل اللّه لى ان ابسط جناحى على الصراط لامتك حتى يجوزوا عليه ) قال عليه السلام ( ثم زج بى فى النور فخرق بى سبعون الف حجاب ليس فيها حجاب يشبه حجابا غلظ كل حجاب خمسمائة عام وانقطع عنى حس كل ملك فلحقنى عند ذلك استيحاش فعند ذلك نادى مناد بلغة ابى بكر قف فان ربك يصلى ) اى يقول سبحانى سبحانى سبقت رحمتى على غضبى وجاء نداء من العلى الاعلى ( ادن يا خير البرية ادن يا احمد ادن يا محمد فادنانى ربى حتى كنت كما قال ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى ) - روى - انه عليه السلام عرج من السماء السابعة الى الدرة على جناح جبريل ثم منها على الرفرف وهو بساط عظيم. قال الشيخ عبد الوهاب الشعرانى هو نظير المحفة عندنا ونادى جبريل من خلفه يا محمد ان اللّه يثنى عليك فاسمع واطع ولا يهولنك كلامه فبدأ عليه السلام بالثناء وهو قوله ( التحيات لله والصلوات والطيبات ) اى العبادات القولية والبدنية والمالية فقال تعالى ( السلام عليك ايها النبى ورحمة اللّه وبركاته ) فعمم عليه السلام سلام الحق فقال ( السلام علينا وعلى عبد اللّه الصالحين ) فقال جبريل ( اشهد ان لا اله الا اللّه واشهد ان محمدا عبده ورسوله ) وتابعه جميع الملائكة. قال بعض الكبار اخترق الافلاك من غير ان تسكن عن تحريكها كاختراق الماء والهواء الى ان وصل سدرة المنتهى فقعد على الرفرف فاخترق عوالم الانوار الى ان جاز موضع القدمين الى العرش اى المستوى المفهوم من قوله { الرحمن على العرش استوى } كل ذلك بجسمه فعاين محل الاستواء فلما فارق عالم التركيب والتدبير لم يبق له انيس من جنه فاستوحش من حيث مركبه فنودى بصوت ابى بكر ( قف يا محمد ان ربك يصلى ) فكن وتلا عليه عند ذلك { هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور } هذا لسان الاحباب وخطاب الاخلاء والاصحاب وهذا اول الابواب المعنوية من هنا تقع فى بحر الشارات والمعانى وهو الاسراء البسيط فتقع المشاهدة بالبصر لا بالجارحة لا عيان الارواح المهيمة التى لا مدخل لها فى عالم الاجسام فترك الرفرف ومشاهدة الجسم وانسلخ من الرسم والاسم وسافر برفرف عمته فحطت العين بساحل بحر العمى حيث لا حيث ولا اين فادركت ما ادركت من خلف حجاب العزة الا حمى الذى لا يرتفع ابدا ثم عادت بلا مسافة الى شهود عينها ثم الى تركيب كونها المتروك بالمستوى مع الرفرف فقوله { ثم دنا } اشارة الى العروج والوصول وقوله { فتدلى } الى النزول والرجوع وقوله { فكان قاب قوسين } بمنزلة النتيجة اشارة الى الوصول الى مرتبة الذات الواحدية اى عالم الصفات المشار اليه بقوله تعالى { اللّه الصمد } وقوله تعالى { او ادنى } اشارة الى مرتبة الذات الاحدية اى عالم الذات المشار اليه بقوله تعالى { اللّه احد } وكان المعراج فى صورة الصعود والهبوط لانه وقع بالجسم والروح معا والا فالملك والملكوت مندرج فى الوجود الانسانى وكل تجل يحصل له انما هو من الداخل لا من الخارج قال صلّى اللّه عليه وسلّم ( سألنى ربى فلم استطع ان اجيبه فوضع يده بين كتفىّ بلا تكييف ولا تحديد ) اى يد قدرته لانه سبحانه منزه عن الجارحة ( فوجدت بردها فاورثنى علم الاولين والآخرين وعلمنى علوم شتى فعلم اخذ على كتمانه اذ علم انه لا يقدر على حمله غيرى وعلم خيرنى فيه وعلم امرنى بتبليغه الى العام والخاص من امتى ) وهى الانس والجن وهذا التفصيل يدل على ان العلوم الشتى هذه العلوم الثلاثة كما يدل عليه الفاء وهى زائدة على علوم الاولين والآخرين فالعلم الاول من باب الحقيقة الصرفة والثانى من باب المعرفة والثالث من باب الشريعة. ومن جملة ما اوحى فى هذا الموطن من القرآن خواتيم سورة البقرة وبعض سورة والضحى وبعض الم نشرح لك وقوله تعالى { هو الذى يصلى عليكم وملائكته يخرجكم من الظلمات الى النور } والوحى بلا واسطة يقتضى الخطاب فسمع عليه السلام كلم الحق من غير كيفية كما سمعه موسى عليه السلام من كل جانب ورآه كلام سرمدى بى نقل بشنيد ... خداوند جهانرا بى جهت ديد بديد آنجه زحدديندن برون بود ... مبرس اما ز كيفيت كه جون بود قال الامام النووى الراجع عند اكثر العلماء انه رأى ربه بعينى رأسه . يقول الفقير يعنى بسره وروحه فى صورة الجسم بان كان كل جزء منه سمعا واتحد البصر بالبصيرة فهى رؤية بهما معا من غير تكييف فافهم فانه جملة ما ينفصل. فان قل ما الفرق بين الانبياء وبين نبينا عليه السلام فى باب الربية فافهم يرونه ويشاهدونه حال الانسلاخ انما هى بالبصيرة فقط واما رؤيته تعالى فى الجنة فقيل لا يراه الملائكة وقيل يراه منهم جبريل خاصة مرة واحدة. قال بعضهم وقياس عدم رؤية الملائكة عدم رؤية الجن له تعالى ورد ذلك. يقول الفقير لعل وجه الاختلاف عند الحقيقة ان الملائكة والجن على جناح واحد وهو الجمال والانس على جناحين وهما الجمال والجلال المقول لهما الكمال فلا يرونه تعالى من مرتبة مؤمنى الانس وانما يشاهدونه تعالى من مرتبة انفسهم فافهم واما انه ليس لهم مشاهدة اصلا فلا مساعدة له بوجه من الوجوه واتفق العلماء على جواء رؤية اللّه تعالى فلاى المنام وصحتها اى وقوعها لان ذلك المرئى انما هو صفة من صفات اللّه تعالى - روى - عن ابى يزيد البسطامى قدس سره انه قال رأيت ربى فى المنام فقلت له كيف الطريق اليك فقال اترك نفسك ثم تعال - روى - ان حمزة القارئ قرأ عليه القرآن من اوله الى آخره فى المنام حتى اذا بلغ الى قوله { وهو القاهر فوق عباده } قال اللّه تعالى قل يا حمزة وانت القاهر. يقول الفقير سمعت من شخى وسند قدس سره ان شيخه عبد اللّه الشهير بذاكر زاده روح اللّه روحه اراد ان يستخلفه فامتنع عليه فرأى فى تلك الليلة فى المنام ان اللّه تعالى اعطا المصحف وقال له خذ هذا وادع عبادى الىّ وكان من آثار هذا المنام ان اللّه تعالى وفقه لا حياء العلم والدعوة الى اللّه فى المراتب الاربع وزاد خلفاؤه على المائة والخمسين كلهم من اهل التفسير ولم يتيسر هذا المقام لغيره من مشايخ العصر قال عليه السلام ( فرض اللّه علىّ خمسين صلاة فى كل يوم وليلة ) قيل كانت كل صلاة منها ركعتين ألا يرى انه من قال اللّه علىّ صلاة يلزمه ركعتان ويخالفه ما قالوا انه عليه السلام كان يصلى كل يوم وليلة ما يبلغ الى خمسين صلاة وفق ما فرق ليلة المعراج فالظاهر ان هذه الخمسين باعتبار الركعات لانه هو المضبوط عنه عليه السلام يعنى كان يصلى فى اليوم واليلة من الفرائض والنوافل خمسين ركعة وصرح بعضهم بان المراد الخمسون وقتا فالظاهر ان كل وقت كان مشتملا على ركعتين لان الصلاة فى الاصل كانت ركعتين ركعتين ثم زيدت فى الحضر واقرت فى السفر قال عليه السلام ( فنزلت الى ابراهيم فلم يقل شيأ ثم اتيت موسى ) اى فى الفلك السادس ( فقال ما فرض ربك على امتك قلت خمسين صلاة قال ارجع الى ربك فاسأله التخفسف فان امتك لا تطيق ذلك وانى واللّه قد جربت الناس قبلك وعالجت بنى اسرائيل اشد المعالجة ) يعنى مارستهم ولقيت الشدة فيما رادت فيهم من الطاعة قال عليه السلام ( فرجعت الى ربى ) يعنى رجعت الى الموضع الذى ناجيت ربى فيه وهو سدرة المنتهى ( فخررت ساجدا فقلت اى ربى خفف عن امتى فحط عنى خمسا فرجعت الى موسى واخبرته قال ان امتك لا تطيق ذلك قال فلم ازل ارجع بين ربى وموسى ويحيط خمسا خمسا حتى قال موسى بم امرت قلت امرت بخمس صلوات كل يوم قال ارجع فاسأله التخفيف فقلت قد راجعت ربى حتى استحييت ولكن ارضى واسلم ) يعنى فلا ارجع فان رجعت كنت غير راض ولا مسلم ولكن ارضى بما قضى اللّه واسلم امرى وامرهم الى اللّه ( فلما جاوزت نادى مناد امضيت فريضتى ) يعنى قال اللّه تعالى يا محمد هى خمس صلوات فى كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة كما قال { من جاء بالحسنة فله عشر امثالها } والصلاة انما تحصل بتوجه القلب والعمل الواحد فى مرتبة القلب يقابل العشرة وقال ( من همّ بحسنه فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا وهم همّ بسيئة فلم يعملها لم يكتب شئ فان عملها كتبت سيئة واحد ) وعن ابن عمر رضى اللّه عنهما كانت الصلاة خمسين والغسل من الجنابة سبع مرات وغسل البول من الثوب سبع مرات ولم يزل صلّى اللّه عليه وسلّم يسأل ربه حتى جعلت الصلاة وخمسا وغسل الجنابة مرة واحدة وغسل البول من الثوب مرة وفى الحديث ( اكثروا من الصلاة على موسى فما رأيت احدا من الانبياء احوط على امتى منه ) وجاء ( كان موسى اشدهم على حين مررت به وخيرهم علىّ حين رجعت فنعم الشفيع كان لكم موسى ) وذلك فانه كما تقدم لما جاوزه النبى عند الصعود بكى فنودى ما يبكيك فقال رب هذا غلام اى لانه صلّى اللّه عليه وسلّم كان حديث السن بالنسبة الى موسى بثته بعدى يدخل الجنة من امته اكثر ممن يدخل من امتى . فان قلت هذا وقوع النسخ قبل البلاغ وقد اتفق اهل السنة والمعتزلة على منعه . قلت وقع بعد البلاغ بالنسبة الى النبى عليه السلام لانه كلف بذلك ثم نسخ فاذا نسخ فى حقه نسخ فى حق امته لان الاصل ان ما ثبت فى حق كل نبى ثبت فى حق امته الا ان يقول الدليل على الخصوصية. وعن انس رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ( رأيت ليلة اسرى بى الى السماء تحت العرش سبعين مدينة كل مدينة مثل دنياكم هده سبعين مرة مملوءة من الملائكة يسبحون اللّه ويقدسونه ويقولون فى تسبيحهم اللهم اغفر لمن شهد الجمعة الى صلاتها اللهم اغفر لمن اغتسل يوم الجمعة ) اى لصلاتها ( ورأيت ليلة اسرى بى مكتوبا على باب الجنة الصدقة بعشر امثالها والقرض بثمانين عشر فقلت لجبريل ما بال القرض افضل من الصدقة قال لان السائل يسأل وعنده شئ والمستقرض لا يستقرض الا من حاجة ) وبيان كون درهم القرض بثمانية عشر درهما ان درهم القرض بدرهمين من دراهم الصدقة كما جاء فى بعض الروايات ودرهم الصدقة بعشر تصير الجملة عشرين ودرهم القرض يرجع للمقرض بدله بدرهمين من عشرين بتخلف ثمانية عشر ( ورأيت رضوان خازن الجنة فلما رآنى فرح بى ورحب بى وادخلنى الجنة وارانى فيها من العجائب ما وعد اللّه فيها لاوليائه مما لا عين رأيت ولا اذن سمعت ورأيت فيها درجات اصحابى ورأيت فيها الانهار والعيون وسمعت فيها صوتا وهو يقول آمنا برب العالمين فقلت ما هذا الصوت يا رضوان قال هم سحرة فرعون وازواجهم وسمعت آخر وهو يقول لبيك اللهم فقلت من هو قال ارواح الحجاج وسمعت التكبير فقال هؤلاء الغزاة فى الارض السابعة فاذ على بابها مكتوب وان جهنم لموعدهم اجميعن ) قال عليه السلام ( وابصرت ملكا لم يضحك فى وجهى فقلت يا اخى جبريل من هذا قال مالك خازن النار لم يضحك منذ خلقه اللّه ولو ضحك الى احد لضحك اليك فقال له جبريل يا مالك هذا محمد فسلم عليه فسلم علىّ وهنأنى بما صرت اليه من الكرامة والشرف ) وانما بدأ خازن النار بالسلام عليه صلّى اللّه عليه وسلّم ليزيل ما استشعر من الخوف مننه ويشير الى انه ومن اتبعه من الصالحين سالمون من النار ناجون قال عليه السلام ( فسألته ان يعرض علىّ النار بدركاتها فعرضها علىّ بما فيها واذا فيها غضب اللّه ) اى نقمته ( لو طرحت فيها الحجارة والحديد لاكتلها واذا قوم يأكلون الجيف فقلت من هؤلاء يا جبريل فقال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ورأيت قوما تنزع ألسنتهم من انفيتهم فقلت من هم فقال هم الذين يحلفون باللّه كاذبين ورأيت جماعة من النساء علقن بشعورهن فقلت من هن قال هن اللاتى لا يستترن من غير محارمهن ورأيت جماعة منهن لباسهن من القطران فقلت من هن قال نائحات ) جمع نائحة وهى الباكية على الميت مع عدا خلاقه ومحاسنه. ودل حديث المعراج على ان الجنة والنار مخلوقتان الآن لان الانسان اذا علم ثوابا مخلوقا اجتهد فى العبادة ليحصل ذلك الثواب واذا علم عقابا مخلوقا اجتهد فى اجتناب المعاصى لئلا يصيبه ذلك العقاب وقد صح ان الجنان قيعان عمارتها بالاعمال كما دل عليه حديث الغراس فيما سبق. واعلمانه عليه السلام اسرى به من مة الى بيت المقدس على البراق ومن بيت المقدس الى السماء الدنيا على المعراج ومنها الى السماء السابعة على جناح الملائكة ومنها الى السدرة على جناح جبريل ومنها الى العرش على الرفرف والظاهر ان النزول كان على هذا الترتيب. وقال بعض الاكابر من اهل اللّه انه اسرى به الى السدرة على البراق واياما كان فلما نزل الى السماء الدنيا نظر الى اسفل منه فاذا هو بهرج ودخان واصوات فقال ما هذه يا جبريل قال هذه الشياطين يحومون على اعين بنى آدم حتى لا ينظروا الى العلامات ولا يتفكروا فى ملكوت السموات ولولا ذلك لرأوا العجائب اى ادركوها ونزل عليه السلام الى بيت المقدس وتوجه الى مكة وهو على البراق حتى وصل الى بيته الاشرف بالحرم المكى الاحمى بحجر الكعبة العظيمة او الى بيت ام هانى كما يدل عليه ما يجيئ من تقرير القصة وكان زمان ذهابه ومجيئه ثلاث ساعات او اربع ساعات. وفى كلام السبكى ان ذلك كان قدر لحظة ولا بدع لان اللّه تعالى قد يطيل الزمن القصير كما يطوى الطويل لمن يشاء - روى - فى مناقب الشيخ موسى السدرانى من اكابر اصحاب الشيخ ابى مدين قدس اللّه سرهما ان له وردا فى اليوم والليلة سبعين الف ختمة. يقول الفقير قال شيخى وسندى قدس سره فى الكلام عليه ان اليوم والليلة اربع وعشرون ساعة فيكون فى كل اثنتى عشر ساعة خمس وثلاثون الف ختمة لانه اما ان ينبسط الى ثلاث واربعين سنة وتسعة اشهر واما الى اكثر وعلى التقدير الاول يكون اليوم والليلة منبسطا الى سبع وثمانين سنة وستة اشهر فيكون فى كل يوم وليلة من ايام السنين المنبسطة اليها ولياليها ختمتان ختمة فى اليوم وختمة فى الليلة كما هو العادة ويحتمل التوجيه باقل من ذلك باعتبار سرعة القارى هذا فانه صدق وقد كوشف لى هكذا وقد صدقته وقبلته وهذا سر عظيم انتهى كلام الشيخ. وقد ثبت فى الهندسة ان ما بين طرفى قرص الشمس اى عظمة وسمته ضعف ما بين طرفى كرة الارض مائة ونيفا وستين مرة ثم ان طرفها الاسفل يصل موضع طرفها الاعلى فى اقل من ثانية وهى جزء من ستين جزأ من الدقيقة والدقيقة جزء من ستين جزأ من الدرجة وهى جزء من خمسة عشرة جزأ من الساعة فاذا كانت هذه السرعة ممكنة للجماد فكيف لا يمكن لأفضل العباد اذا اراد رب البلاد واللّه تعالى قادر على جميع الممكنات فيقدر ان يخلق مثل هذه الحركة فى جسد النبى عليه السلام او فيما يحمله. قال حضرة الشيخ الشهير بافتاده افندى قدس سره قد ذهب عليه السلام وجاء ولم يتم ماء ابريقه انصبابا ومن كان مؤمنا لا ينكر المعراج ولكن وقوع السير المذكور فى مقدار ذلك الزمن اليسير يشكل عند العقل بحسب الظاهر واما عند التحقيق فلا اشكال ألا يرى ان فى الوجود الانسانى شيأ لطيفا اعنى القلب يسير من المشرق الى المغرب بل جميع العوالم فى آن واحد وهو بديهى لا ينكره من له ادنى تمييز حتى البله والصبيان أفلا يجوز ان تحصل تلك اللطافة لوجود النبى صلّى اللّه عليه وسلّم بقدرة اللّه تعالى فوقع ما وقع فى الزمن اليسير راه زاندازه برون رفته ... بى نتوان بردكه جون رفته عقل درين واقعه حاشا كند ... عقل نه حاشا كه تمنا كند - روى - ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لما رجع من ليلته قص القصة على ام هانئ وقال ( انى اريد ان اخرج الى قريش فاخبرهم بذلك ) فقالت اشندك اللّه اى بفتح الهمزة اى اسألك باللّه ابن عم اى يا ابن عمى ان لا يحدث اى لا تحدث بهذا قريشا فيكذبك من صدقك فلما كان الغداة تعلقت بردائه فضرب بيده على ردائه فانتزعه من يدها وانتهى الى نفر من قريش فى الحطيم هو ما بين باب الكعبة والحجر الاسود واولئك النفر مطعم بن عدى وابو جهل بن هشام والوليد بن المغيرة فقال ( انى صليت العشاء ) اى اوقعت صلاة فى ذلك الوقت ( فى هذا المسجد وصليت به الغداة ) اى اوقعت صلاة فى ذلك الوقت والا فصلاة العشاء لم تكن فرضت وكذا صلاة الغداة التى هى الصبح لم تكن فرضت كما تقدم ( واتيت فيما بين ذلك بيت المقدس ) واخبرهم عما رأى فى السماء من العجائب وانه لقى الانبياء وبلغ البيت المعمور وسدرة المنتهى وجاء انه لما دخل المسجد الحرام وعرف ان الناس يكذبونه وما احب ان يكتم ما هو دليل على قدرة اللّه تعالى وهما هو دليل على علو مقامه الباعث على اتباعه قعد حزينا فمر به عدو اللّه ابو جهل فجاء حتى جلس اليه عليه السلام فقال كالمستهزئ هل كان من شئ قال ( نعم أسرى بى الليلة ) قال الى اين قال ( الى بيت المقدس ) قال ثم اصبحت بين ظهرانينا قال ( نعم ) قال ارأيت ان دعوت قومك تحدثهم ما حدثتنى قال ( نعم ) قال يا معشر كعب بن لوى فانفضت اليه المجالس وجاؤوا حتى جلسوا اليهما فقال حدث قومك بما حدثتنى به فقال ( انى اسرى بى ) قالوا الى اين قال ( الى بيت المقدس فنشر لى الانبياء وصليت بهم وكلمتهم ) فقال ابو جهل كالمستهزئ صفهم لنا فقال عليه السلام ( ما عيسى فوق الربعة دون الطويل ) اى لا طويل ولا قصير ( عريض الصدر جاعد الشعر ) اى فى شعره ( تثنى وتكسر تعلوه صهبه ) اى يعلو شعره شقرة ( ظاهر الدم ) اى يعلوه حمرة ( كأنما خرج من ديماس ) اى حمام واصله الكنّ الذى يخرج منه الانسان وو عريان واصله الظملة يقال ليل دامس والحمام لفظ عربى . واول واضع له الجن وضعته لسليمان عليه السلام وقيل الواضع بقراط الحكيم وقيل شخص سابق على بقراط استفاده من رجل كان به تعقيد الغصب فوقع فى ماء حار فى جب فسكن فصار يستعمله حتى برئ وفى الحديث ( اتقوا بيتا يقال له الحمام فمن دخله فليستتر ) ولم يدخل عليه السلام الحمام ولم يكن ذلك فى بلاد الحجاز وانما كان فى ارض العجم والشام ( واما موسى فضخم آدم ) اى اسمر ومن ثمة كان خروج يده بيضاء مخالفا لونها لسائر لون جسده آية ( طويل كأنه من رجال شنوءة ) وهى طائفة من اليمن اى ينسبون الى سنوءة وهو عبد المطلب بن كعب من اولاد الازد معروفون بالطول ( كثير الشعر غائر العينين متراكم الاسنان متقلص الشفتين خارج اللثة ) وهو اللحم الذى خارج الاسنان عابس ( واما ابراهيم فواللّه انه لأشبه الناس بى خلقا وخلقا فضجوا ) اى صاح قريش وعظموا ذلك وصار بعضهم يصفق وبعضهم يضع يده على رأسه متعجبا ومنكرا قالوا نحن نضرب اكباد الابل الى بي المقدس مصعدا شهرا ومنحدرا شهرا أتزعم انك اتيته فى ليلة واحدة واللات والعزى لا نصدقك وارتد ناس ممن كان آمن به وسعى رجال الى ابى بكر رضى اللّه عنه اى اسرع او مشى فقال ان كان قد قال ذلك فلقد صدق قالوا أتصدقه على ذلك قال انى اصدقه على ابعد من ذلك اى ان ذهب الى بيت المقدس فى ليلة واحدة اصدقه فانى اصدقه فى خبر السماء فى غدوة وهى ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس وروحه وهى اسم للوقت من الزوال الى الليل والمراد هنا انه ليخبرنى ان الخبر ليأتيه من السماء الى الارض فى ساعة من ليل او نهار فاصدقه فهذا اى مجيئ الخبر له من السماء بواسطة الملك ابعد مما تعجبون منه فسمى الصديق وهو الكثير الصدق فهو للمبالغة وتسمية ابى بكر بسبب هذا الجواب الصدق بهذا الاسم للمبالغة فى كيفية الصدق فانه صدق كامل فى مثل هذا المقام الذى كذب فيه اكثر الناس وكان على رضى اللّه عنه يحلف باللّه ان الل انزل اسم ابى بكر من السماء الصديق اى فهى تسمية اللّه بالذات لا تسمية الخلق وكان فيهم من يعرف بيت المقدس فاستنعتوه المسجد اى قالوا يا محمد صف لنا بيت المقدس كم له من باب ارادوا بذلك اظهار كذبه عليه السلام لانهم عرفوا انه عليه السلام لم يره قال ( فكربت كربا شديدا لم اكرب مثله قط لانهم سألونى عن اشياء لم اثبتها وكنت دخلته ليلا وخرجت منه ليلا فقمت فى الحجر فجلى اللّه لى بيت المقدس ) اى كشفه لى اى بوجود صورته ومثاله فى جناح جبريل او برفع الجحاب بينه وبين بيت المقدس حتى رآه عليه السلام وهو فى مكانه اذ كان يصل بصرة الى حيث يصل اليه قلبه او باعدامه هناك وايجاده فى مكة طرفة عين بحيث يتصل بعدمه وجوده على ما هو شأن الخلق الجديد ومنه زيادة الكعبة لبعض الاولياء كما قال فى المثنوى هرنفس نوميشود دنيا وما ... بى خبر زنوشدن اندر بقا عمر همجون جوى نونو مى رسد ... مستمرى مى نمايد درجسد آن زتيزى مستمر شكل آمده است ... جون شرركس تيز جنبانى بدست شاخ آتش را بجنبانى بساز ... در نظر آتش نمايد بس دراز اين درازى مدت ازتيزى صنع ... مى نمايد سرعت انكيزى صنع قال ( فطفقت ) اى جعلت اخبرهم عن آياته اى علاماته وانا انظر اليه. قال فى المواهب ولم يسأله عما رأى فى السماء لانه لا عهد لهم بذلك فقالوا اما النعت فقد اصاب فقالوزا ما آية ذلك يا محمد اى ما العلامة الدالة على هذا الذى اخبرت به فانا لم نسمع بمثل هذا قط اى هل رأيت فى مسراك وطريقك ما نستدل بوجوده على صدقك اى لان وصفك لبيت المقدس يحتمل ان تكون حفظته عمن ذهب اليه فقال عليه السلام ( آية ذلك انى مررت بعير بنى فلان بوادى كذا ) اى فى الروحاء وهو محل قريب من المدينة اى بينه وبين المدينة ليلتان ( قد اضلوا ناقة لهم ) اى وانا متوجه وذاهب ( وانتهيت الى رحالهم واذا قدح ماء فشربت منه ) فاسألوهم عن ذلك وشرب الماء للغير جائز لانه كان عند العرب كاللبن مما يباح لكم مجتاز من ابناء السبيل قالوا فاخبرنا عن عيرنا قال ( مررت بها فى التنعيم ) وهو محل قريب من مكة اى وانا راجع الى مكة فاخبرهم بعدد جمالها واحوالها ( وانها تقدم مع طلوع الشمس يتقدمها جمل اورق ) وهو ما بياضه الى سواد ( عليه غرارتان احداهما سوداء والاخرى برقاء ) اى فيها بياض وسواداى حوالق مخطط بياض فابتدر القوم الثنية اى الجبل فقال قائل منهم هذه واللّه الشمس قد اشرقت فقال آخر هذه واللّه العير قد اقبلت يتقدمها جمل اورق كما قال محمد عليه الغرارتان فتاب المرتدون واصر المشركون وقالوا انه ساحر. وجاء فى بعض الروايات الن الشمس حبست له عليه السلام عن الطلوع حتى قدمت تلك العير وحبس الشمس وقوفها عن السير اى عن الحركة بالكلية وقيل بطؤ حركتها وقيل ردها الى ورائها فان قيل حبسها ورجوعها مشكل لانها لو تخلفت اوردت لاختلت الافلاك وفسد النظام . قلنا حبسها وردها من باب المعجزات ولا مجال للقياس فى خرق العادات وقد وقع حبس الشمس لبعض الانبياء كداود وسليمان ويوضع وموسى عليهم السلام. واما عود الشمس بعد غروبها فقد وقع له صلّى اللّه عليه وسلّم فى خيبر فعن اسماء بنت عميش رضى اللّه تعالى عنها قالت كان عليه السلام يوحى اليه ورأسه الشريفة فى حجر على رضى اللّه عنه ولم يسر عنه حتى غربت الشمس وعلى لم يصل العصر فقال له رسول اللّه ( أصليت العصر ) قال لا فقال عليه السلام ( اللهم انه كان فى طعاتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ) قالت اسماء فرأيتها طلعت بعد ما غربت وهو من اجل اعلام النبوة فليحفظ. وذكر انه وقع لبعض الوعاظ ببغداد كان يعظ بعد العصر ثم اخذ فى ذكر فضائل آل البيت فجاءت سحابة غطت الشمس فظن وظن الناس الحاضرون عنده ان الشمس غابت فارادوا الانصراف فاشار اليهم ان لا يتحركوا ثم ادار وجهه الى ناحية المغرب وقال لا تغربى يا شمس حتى ينتهى ... مدحى لآل المصطفى ولنجعله ان كان للمولى وقوفك فليكن ... هذا الوقوف لولده ولنسله فطعلت الشمس فلا يحصى ما رمى عليه من الحلى والثياب وهو من الاتفاقات الغريبة كما حكى ان بعض الناس كان يهوى شابا يلقب ببدر الدين فاتفق انه توفى ليلة البدر فلما اقبل الليل وتكمل البدر لم يتمالك محبة رؤيته من شدة الحزن والنشد يخاطب البدر. شقيقك غيب فى لحده ... وتطلع يا بدر من بعده فهلا خسفت وكان الخسوف ... لباس الحداد على فقده فخسف القمر من ساعته فانظر الى صدق المحبة وتأثيرها فى القمر وصدق من قال ان المحبة مغناطيس الغقلوب : قال الكمال الخجندى بجشم اهل نظركم بود زبروانه ... دلى كه سوخته آتش محبت نيست اللهم اجعلنا من اهل المحبة والوداد آمين وحين زالت الشمس من اليوم الذى يلى ليلة المعراج نزل جبريل وام بالنبى عليه السلام ليعلمه اوقات الصلوات وهيئتها واعداد ركعاتها ثم صبح باصحابه ( الصلاة جامعة ) لان الاقامة المعروفة للصلاة لم تشرع الا بالمدينة فاجتمعوا فصلى النبى عليه السلام بالناس فسميت تلك الصلاة صلاة الظهر لانها فعلت عند قيام الظهيرة اى شدة الحر او عند نهاية ارتفاع الشمس فصلاته عليه السلام بالناس كانت بعد صلاته مع جبريل وامه جبريل يومين يوما فى اول الوقت ويوما فى آخره وكان ذلك عند باب الكعبة مستقبلا لصخرة اللّه ثم التفت جبريل وقال يا محمد هذا وقتك ووقت الانبياء من قبلك والوقت ما بين هذين الوقتين وانما لم تقع البداءة بالصبح مع انها اول صلاة بعد ليلة الاسراء لان الاتيان بها يتوقف على بيان الاتيان بالكيفية اى على بيان علم كيفيتها المعلق عليه الوجوب كأنه قيل اوجبت حيث ما تبين كيفية فى وقته والصبح لم تبين كيفيتها فى وقتها فلم تجب. فان قيل قول جبريل هذا وقتك ووقت الانبياء من قبلك يقتضى ان هذه الصلوات كانت مشروعة لكل واحد من الانبياء قبله وليس كذلك لانها من خصائص هذه الامة. قلنا معناه ان وقتك هذا المحدود الطرفين مثل وقت الانبياء قبلك فانه كان محدود الطرفين او ان بعضهم صلى الفجر وبعضهم ما يليهم وهو لا ينافى كون المجموع على هذه الكيفية من خصائص هذه الامة - روى - ان اول من صلى الفجر آدم عليه السلام حين اهبط الى الارض من الجنة اظلمت عليه الدنيا وجنّ الليل ولم يكن يرى قبل ذلك فخاف خوفا شديدا فلما انشق الفجر صلى ركعتين شكرا لله تعالى لحصول النجاة من ظلمة الليل ولرجوع النهار او لما تيب عليه كان ذلك عند الفجر فصلى ركعتين شكرا لحصول التوبة وزوال المخالفة وطلوع النور التوفيق وغروب ظلمة المخالفة . واول من صلى بعد الزوال ابراهيم عليه السلام حين فدى ابنه عند الظهر صلى اربعا شكرا لذهاب غم الولد ولنزول الفداء ولرضى اللّه حين نودى قد صدقت الرؤيا ولصبر ولده على اذى الذبح ومشقته . واول من صلى العصر يونس عليه السلام حين انجاه من ظلمات اربع الزلة والليل والماء وبطن الحوت . واول من صلى المغرب عيسى عليه السلام فالركعة الاولى لنفى الالوهية عن نفسه والثانية لنفيها عن والدته والثالثة لاثباتها لله تعالى وقيل غفر لداود عليه السلام عند الغروب فقام يصلى اربع ركعات فجهد اى تعب فجلس فى الثالثة اى سلم فيها فصارت المغرب ثلاثا . واول من صلى العشاء موسى عليه السلام حين خرج من مدين وضل الطريق وكان فى غم المرأة وغم اخيه هارون وغم فرعون عدوهوغم اولاده فلما انجاه اللّه من ذلك كله صلى اربعاء واول من صلى الوتر نبينا عليه الصلاة والسلام. قال فى تفسير التيسير ام رسول اللّه ملائكة السموات فى الوتر فكان امام الانبياء فى بيت المقدس وامام الملائكة عند سدرة المنتهى فظهر بذلك فضله على اهل الارض والسماء انتهى. قال فى التقدمة شرح المقدمة قيل لما قام الى الثالثة رأى والديه فى النار ففزع وانحل يداه ثم كبر وقنت واستغاث باللّه من النار واهلها واتمها على ثلاث ركعات فصارت وترا . قيل فرضت الصلوات الخمس فى المعراج ركعتين ركعتين حتى المغرب ثم زيد فى صلاة الحضر فاكملها اربعا فى الظهر اى فى غير يوم الجمعة واربعا فى العصر وثلاثا فى المغرب واربعا ف العشاء واقرت صلاة الصبح على ركعتين فعن عائشة رضى اللّه عنها فربضت صلاة الحضر والسفر ركعتان اى فى الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء فلما اقام رسول اللّه اى بعد شهر وقيل وعشرة ايام من الهجرة زيد فى صلاة الحضر صلاة المغرب فلم يزد عليها الا ركعة فصارت ثلاثا وقيل فرضت الخمس فى المعرراج اربعا الا المغرب ففرضت ثلاثا والا الصبح ففرضت ركعتين والا صلاة الجمعة ففرضت ركعتين ثم قصرت الاربع فى السفر اى فى السنة الرابعة من الهجرة وهو المناسب لقوله تعالى { فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة } قال بعضهم والحكمة فى جعل الصلاة فى اليوم والليلة خمسا ان الحواس لما كانت خمسا والمعاصى تقع بواسطتها كانت كذلك تلكوم ماحية لما يقع فى اليوم والليلة من المعاصى اى بسبب تلك الحواس وقد اشار الى ذلك النبى عليه السلام بقوله ( أرأيتم لو كان بباب احدكم نهر يغتسل منه فى اليوم والليلة خمس مرات أكان ذلك يبقى من درنه شيأ ) قالوا لا يا رسول اللّه قال ( فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو اللّه بهن الخطايا ) وقال بعضهم جعلها خمس صلوات اظهارا لسر التضعيف قال تعالى { من جاء بالحسنة فله عشر امثالها } فالخمس عشر مرات خمسون وهى العدد الذى فرض ليلة المعراج قبل التخفيف. وقيل لان الكعبة بنيت من خمس جبال طور سينا وطور زيتا والجودى زجلات وحرا وابو قبيس ولهذا السر جعل الطواف حول البيت الحرام بمنزلة الصلاة ولكن الصلاة افضل من الطواف الا فى حق الحاج فانه مختص بالمحل الشريف والصلاة بخلافه. وقيل جعلها خمسا شكرا للعناصر الاربعة وجمعيتها فى نشأة الانسان وقد جعل اللّه الصلاة على اربعة اركان القيام والركوع والقعود والسجود لتكون شكرا لهذه العناصر الاربعة. او لان الخلق اربعة اصناف قائم مثل الاشجار وراكع مثل الانعام وقاعد مثل الاحجار وساجد مثل الهوام فاراد ان يوافق الجميع فى احوالهم فيشأ كل واحد من الخلق ودجعل اللّه فى اوضاع الصلاة جمعية العالم كلها وجعلت الصلاة مثنى وثلاث ورباع لتوافق اجنحة الملائكة فانها جعلت اجنحة للشخص بها يطير الى اللّه تعالى. قال حضرة الشيخ الشهير بافتاده قدس سره صلاة الصبح فى مقابلة الجسم والروح والاربع فى المراتب الاربع اى الطبيعة والنفس والقلب والروح وصلاة المغرب كانت لعيسى ولذلك صارت ثلاثا لانه ليس له حظ الطبيعة وقال حضرة شيخى وسندى قدس اللّه سره فى كتاب اللائكات البريات عند قوله تعالى { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحوان آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة } ان الليل اشار الى مرتبة اللاتعين وهى مرتبة الجلال الاطلاقى الذاتى الحقيقى الوجودى لكمال الاطلاق الذاتى لذلك الكمال المذكور نعته ثم صلاة الفجر من الصلوة الخمس المشتمل عليها الليل والنهار بركعتيها اشارة الى الاثنينية والتمايز بين المرتبتين المذكورتين والركعة الاولى اشارة الى مرتبة الجلال والركعة الثانية اشارة الى مرتبة الجمال واحدية مجموع الركعتين واجتماع الرُكعتين والتقاؤهما فى ذلك المجموع اشارة الى كمال واجتماع الجلال والجمال والتقائهما فى ذلك الكمال ثم صلاة المغرب منها عكس صلاة الفجر ليظهر فيها ما بطن فيها من الاحدية الجامعة والركعة الاولى اشارة الى الجلال والثانية الى الجمال والثالثة الى الكمال الجامع ومرتبة اللاتعين مرتبة القوة ومرتبة التعين مرتبة الفعل ولولا القوة لما تحقق الفعل والقوة اجماعل والفعل تفصيل فلولا خزينة القوة لما ظهر كرم الفعل وجود الفضل ثم صلاة العشاء منها بركعاتها الاربع اشارة الى التعينات الاربعة الذاتية والاسمائية والصفاتية والافعالية فى مرتبة اللاتعين والجلال بالقوة وصلاة الظهر منها بركعاتها الاربع اشارة الى تلك التعينات الاربعة فى مرتبة الجمال الالهى بالفعل وصلاة العصر منها بركعاتها الاربع اشارة اليها فى مرتبة الجمال الكونى بالفعل ثم الفرائض اشارة الى الوجود الحقانى الالهى المنبسط على الاكوان مطلقا والواجبات اشارة الى الوجودات الخلقية الكونية الاخصية والسنن اشارة الى الوجودات الخلقية الكونية الخاصية والمستحبات اشارة الى الوجودات الخلقية العامية ثم ساق حضرة الشيخ روح اللّه روحه فى ذلك الكتاب كلاما طويلا من طلبه وجده. وسئل ابن عباس رضى اللّه عنهما هل تجد الصلوات الخمس فى كتاب اللّه تعالى فقال نعم وتلا قوله { فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد فى السموات والارض وعشيا وحين تظهرون } واراد بحين تمسون المغرب والعشاء وبحين تصبحون الفجر وبعشيا العصر وبحين تظهرون الظهر واطلاق التسبيح بمعنى الصلاة جاء فى قوله تعالى { فلولا انه كان من المسبحين } قال القرطبى اى من المصلين . وفى الكشاف عن ابن عباس رضى اللّه عنهما كل تسبيح فى القرآن فهو صلاة والعمدة فى الصلاة الطهارة الباطنة وحضور القلب : وفى المثنوى روى ناشسته نبيند روى خور ... لا صلاة كفت الا بالطهور وهو بالفتح مصدر بمعنى التطهير ومنه ( مفتاح الصلاة الطهور ) واسم لما يتطهر به كما فى المغرب قال الحافظ طهارت ارنه بخون جكر كند عاشق ... بقول مفتى عشقش درست نيست نماز |
﴿ ١ ﴾