٧٦ { قال } موسى { ان سألتك عن شئ } [ اى جيزى كه صادر شود مثل ابن افعال منكره ] { بعدها } اى بعد هذه المرة { فلا تصاحبنى } اى لا تكن صاحبى ومقارنى بل ابعدنى عنك وان سألت صحبتك { قد بلغت من لدنى } [ بدرستى كه رسيدى ازنزديك من ] { عذرا } اى قد وجدت عذرا من قبلى لما خالفتك ثلاث مرات . وبالفارسية [ جون سه بار مخالفت كنم هرآينه درترك صحبت من معذور باشى ] العذر بضمتين والسكون فى الاصل تحرى الانسان ما يمحو به ذنوبه بان يقول لم افعل او فعلت لاجل كذا او فعلت فلا اعود وهذا الثالث التوبة فكل توبة عذر بلا عكس . والاعتذار عبارة عن محو اثر الذنب واصله القطع يقال اعتذرت اليه اى قطعت ما فى قلبه من الموجدة وفى الحديث ( رحم اللّه اخى موسى استحى فقال ذلك لو لبث مع صاحبه لابصر اعجب الاعاجيب ) وفى الخصائص الصغرى ومن خصائص صلّى اللّه عليه وسلّم انه جمعت له الشريعة والحقيقة ولم يكن للانبياء الا احدهما بدليل قصة موسى مع الخضر عليهما السلام والمراد بالريعة الحكم بالظاهر وبالحقيقة الحكم بالباطن وقد نص العلماء على ان غالب الانبياء انما بعثوا ليحكموا بالظاهر دون ما اطلعوا عيله من بواطن الامور وحقائقها وبعث الخضر ليحكم عليه من بواطن الامور وحقائقها ومن ثمة انكر موسىعلى الخضر فى قتله للغلام بقوله { لقد جئت شيأ نكرا } فقال له الخضر وما فعلته عن امرى ومن ثمة قال الخضر لموسى انى على علم من عند اللّه لا ينبغى لك ان تعمل به لانك لست مأمورا بالعمل به وانت على علم من عند اللّه لا ينبغى لى ان اعمل به لانى لست مأمورا بالعمل به. وفى تفسير ابن حبان والجمهور على ان الخضر نبى وكان علمه معرفة بواطن امور اوحيت اليه اى ليعمل بها وعلم موسى الحكم بالظاهر اى دون الحكم بالباطن ونبينا صلّى اللّه عليه وسلّم وللمصلى لما اطلع على باطن امرهما وعلم منهما ما يوجب القتل. وقد ذكر بعض السلف ان الخضر الى الآن ينفذ الحكم بالحقيقة وان الذين يموتون فجأة هو الذين يقتلهم فان صح ذلك فهو فى هذه الامة بطريقة النيابة عن النبى صلّى اللّه عليه وسلّم فانه صار من اتباعه . وفيه ان عيسى اجتمع به صلّى اللّه عليه وسلّم اجتماعا متعارفا بيت المقدس فهو صحابى كذا فى انسان العيون. يقول الفقير لا وجه لتخصيص عيسى فانه عليه السلام كما اجتمع متعارفا كما سبق فهما صاحبيان ايضا . وفيه بيان شرف نبينا صلّى اللّه عليه وسلّم حيث ان هؤلاء الانبياء الكرام استمهلوا من اللّه تعالى ليكونوا من امته سر خيل انبيا وسهدار اتقيا ... سلطان باركاه دنى قائد امم |
﴿ ٧٦ ﴾