٢٣

{ وقدمنا الى ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } القدوم عبارة عن مجيىء المسافر بعد مدة والهباء الغبار الذى يرى فى شعاع الشمس يطلع من الكوة من الهبوة وهو الغبار ومنثورا صفته بمعنى مفرقا مثل تعالى حالهم وحال اعمالهم التى كانوا يعملونها فى الدنيا من صلة رحم واغاثة ملهوف وقرى ضيف وفك اسير واكرام يتيم ونحو ذلك من المحاسن التى لو عملوها مع الايمان لنا لواثوا بها بحال قوم خالفوا سلطانهم واستعصوا عليه فقصد الى ماتحت ايديهم من الدار والعقار ونحوهما فمزقها وابطلها بالكلية ولم يبق لها اثرا اى قصدنا اليها واظهرنا بطلانها بالكلية لعدم شرط قبولها وهو الايمان فليس هناك قدوم على شىء ولا نحوه وهذا هو تشبيه الهيئة وفى مثله تكون المفردات مستعملة فى معانيها الاصلية وشبه اعمالهم المحبطة بالغبار فى الحقارة وعدم الجدوى ثم بالمنثور منه فى الانتثار بحيث لايمكن نظمه وفيه اشارة الى ان اعمال اهل البدعة التى عملوها بالهوى ممزوجه بالرياء فلا يوجد لها اثر ولا يسمع منها خبر : قال الشيخ سعدى قدس سره

شنيدم كه نابالغى روزه داشت ... بصد محنت آورد روزى بجاشت

بكفتا بس آن روز سائق نبرد ... بزرك آمدش طاعت از طفل خرد

بدر ديده بوسيد ومادر سرش ... فشاندند بادام وزر بر سرش

جوبروى كذر كرد يك نيمه روز ... فتاداند رو آتش معده سوز

بدل كفت اكر لقمه جندى خورم ... جه داند بدر عيب يا مدرم

جوروى بسر در بدر بود وقوم ... نهان خورد وبيدا بسر برد صوم

كه داند جودر بند حق نيستى ... اكر بى وضو در نماز ايستى

بس اين بيرازان طفل نادان ترست ... كه از بهر مردم بطاعت درست

كليد در دوز خست آن نماز ... كه درجشم مردم كزارى دراز

اكر جز بحق ميرود جادمات ... در آتش نشانند سجاده ات

﴿ ٢٣