٢٤

{ اصحاب الجنة } اى المؤمنون

{ يومئذ } اى يوم اذ يكون ماذكر من عدم التبشير وقولهم حجرا محجورا وجعل اعمالهم هباء منثورا

{ خيار مستقرا } المستقر المكان الذى يستقر فيه فى اكثر الاوقات للتجالس والتحادث . والمعنى خير مستقرا من هؤلاء المشركين المنتعمين فى الدنيا : وبالفارسية [ بهترند ازروى قرار كاه يعنى ماسكن ايشان در آخرت به از منازل كافر انست كه دردنيا داشتند ] ويجوز ان يكون التفضيل بالنسبة الى ما للكفرة فى الآخرة ، فان قلت كيف يكون اصحاب الجنة خير مستقرا من اهل النار ولا خير فى النار ولا يقال العسل احلى من الخل ، قلت انه من قبيل التقريع والتهكم كما فو قوله تعالى

{ قل آذلك خير ام جنة الخلد } كما سبق ويجوز ان يكون التفضيل لارادة الزيادة المطلقة اىهم فى اقصى ما يكون من خير وعلى القياس قوله تعالى

{ واحسن مقيلا } اى من الكفرة فى دار الدنيا : وبالفارسية [ ونيكوترست ازجهت مكان قيلولة ] او فى الآخرة بطريق التهكم اوهم فى اقصى مايكون من حسن المقيل وهو موضع القيلولة الاستراحة نصف النهار فى الحر يقال قلت قيلولة نمت نصف النهار المراد بالمقيل ههنا المكان الذى ينزل فيه للاستراحة بالازواح والتمتع بمغازلتهن اى محادثتهن ومراودتهن والا فليس فى الجنة حر ولا نوز بل استراحة مطلقة من غير غفلة ولا ذهاب حس من الحواس وكذا ليس فى النار مكان استراحة ونوم للكفار بل عذاب دائم والم باق ، وانما سمى بالمقيل لما روى ان اهل الجنة لا يمربهم يوم القيامة الا قدر النهار من اوله الى وقت القائلة حتى يسكنون مساكنهم فى الجنة واهل النار فى النار

واما المحبوسون من العصاة فتطول عليهم المدة مقدار خمسن الف سنة من سنى الدنيا والعياذ باللّه تعالى ، ثم فى احسن رمز الى ان مقيل اهل الجنة مزين بفنون الزين والزخارف كبيت العروس.

وفى التأويلات النجمية

{ اصحاب الجنة } يعنى المؤمنين بالحشر والموقنين بالرؤية

{ يومئذ خير مستقرا } لأن مستقر عوامهم الجنة ودرجاتها ومستقر خواصهم حضرة الربوبية وقرباتها لقوله تعالى الى ربك يومئذ المستقر

{ واحسن قيلا } لان النار مقيل منكرى الحشر والجنة مقيل المؤمنين والحضرة مقيل الراجعين المجذوبين انتهى ، فعلى العاقل تحصيل المستقر الاخروى والمقيل العلوى ، وصار الشيخ الحجازى ليلة يردد قوله تعالى

{ وجنة عرضها السموات والارض } ويبكى فقيل له لقد ابكتك آية مايبكى عند مثلها اى لانها بيان لسعة عرض الجنة فقال وما ينفعنى عرضها اذا لم يكن لى فيها موضع قدم وفى الحديث ( من سعادة المرء المسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيىء ) ، وسئل بعضهم عن الغنى فقال سعة البيوت ودوام القوت ثم ان سعادات الدنيا كلها مذكورة لسعادات الآخرة فالعاقل من لاتغرّه الدنيا الدنية : وفى المثنوى

افتخار ازرنك وبوو ازمكان ... هست شادى وفريب كودكان

هر كجا باشدشه مارا بساط ... هست صحرا كربود سم الخياط

هر كجا يوسف رحى باشد جوماه ... جنت است آن جه كه باشد قعرجاه

فجنة العارف هى القلب المطهر ومعرفة اللّه فيه كما قال يحيى بن معاذ الرازى رحمه اللّه تعالى فى الدنيا جنة من دخلها لم يشتق الى الجنة قيل وماهى قال معرفة الله

جودادت صورت خوب وصفت هم ... بيا تابدهدت اين معرفت هم

جو خونى مشك كردد ازدم باك ... بود ممكن كه تن جانى شود باك

﴿ ٢٤