٢٥

{ ويوم تشقق السماء } اى واذكر يوم تنفتح : وبالفارسية [ بشكافد ] كما قال فى تاج المصادر التشقق [ شكافته شدن ] واصله تتشقق فحذف احدى التاءين كا فى تلظى

{ بالغمام } هو السحاب يسمى به لكونه ساترا لضوء الشمس والغم ستر الشىء اى بسبب طلوع الغمام منها هو الغمام الذى ذكر فى قوله تعالى

{ هل ينظرون الا ان يأتيهم اللّه فى ظلل من الغمام والملائكة } قيل هو غمام ابيض رقيق مثل الضبابةولم يكن الا لبنى اسرائيل : يعنى [ ظلة بنى اسرائيل بود درتيه ] ، وقال ابو الليث الغمام شىء مثل السحاب الابيض فوق سبع سموات كما روى فى الخبر ( دعوة المظلوم ترفع فوق الغمام ) ، قال الامام النسفى رحمه اللّه الغمام فوق السموات السبع هو سحاب ابيض غليظ كغلظ السموات السبع ويمسكه اللّه اليوم بقدرته وثقله من ثقل السموات فاذا اراد اللّه ان يشقق السموات القى ثقله عليها فانشقت فذلك قوله

{ ويوم تشقق السماء بالغمام } اى بثقل الغمام فيظهر الغمام ويخرج منها وفيه الملائكة كما قال تعالى

{ ونزل الملائكة تنزيلا } اى تنزيلا عجيبا غير معهود قيل تشقق سماء سماء وتنزل الملائكة خلال ذلك الغمام بصحائف اعمال العباد وروى فى الخبر انه تتنشق السماء الدنيا فتنزل الملائكة الدنيا بمثل من فى الارض من الجن والانس فيقول لهم الخلق أفيكم ربنا يعنون هل جاء امر ربنا بالحساب فيقولون لا وسوف يأتى ثم ينزل ملائكة السماء الثانية بمثل من فى الارض من الملائكة والانس والجن ثم ينزل ملائكة كل سماء على هذا التضعيف حتى ينزل ملائكة سبع سموات فيظهر الغمام وهو كالسحاب الابيض فوق سبع سموات ثم ينزل الامر بالحساب فذلك قوله تعالى

{ ويوم تشقق } الآية الان انه قد ثبت ان الارض بالقياس الى سماء الدنيا كحلقة فى فلاة فكيف بالقياس الى سماء الدنيا فملائكة هذه المواضع باسرها كيف تسعها الارض كذا فى حواشى ابن الشيخ ، يقول الفقير يمداللّه الارض يوم القيامة مد الاديم فتسع مع ان السموات مقبية فكلما زالت واحدة منها ونزلت تتسع الارض بقدرها فيكفى لملائكتها اطرافها وقد ثبت ان الملائكة اجسام لطيفة رقيقة فلا تتصور بينهم المزاحمة كمزاحمة الناس.

﴿ ٢٥